وفد إيراني في السعودية تمهيدا لإعادة فتح السفارات

يتوقع أن تكون الخطوة المقبلة في مسار استعادة العلاقات زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الرياض، وسط آمال بتهدئة في اليمن وأن يسري ذلك أيضاً على دول أخرى، مثل سوريا ولبنان والعراق

وفد إيراني في السعودية تمهيدا لإعادة فتح السفارات

وزيرا الخارجية السعودي والإيراني في بكين، الخميس الماضي (أ.ب.)

وصل وفد إيراني اليوم، الأربعاء، إلى السعودية لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية، فيما يستعد الجانبان لاستئناف علاقتهما بعد قطعها منذ أكثر من سبع سنين.

وكان وفد سعودي مماثل زار طهران، يوم السبت الماضي، لمناقشة آليات إعادة فتح بعثات السعودية الدبلوماسية في إيران، بعد لقاء وزيري خارجية البلدين، الخميس الماضي، في بكين حيث تعهدا تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء، أنه "وصل الوفد الإيراني إلى الرياض الأربعاء لزيارة وإعادة فتح السفارة والقنصلية تماشيا مع الاتفاق الأخير بين البلدين"، مضيفة أنّ "فريقا سيسافر إلى جدة للتحضير لإعادة فتح القنصلية الإيرانية هناك وممثليتها في منظمة التعاون الإسلامي، بينما سيبقى الفريق الآخر في الرياض لإعادة فتح السفارة".

ومن المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة في مسار استعادة العلاقات بين البلدين زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الرياض بعد تلقيه دعوة من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، على ما أكد مسؤولون إيرانيون، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن. وستكون هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني للرياض منذ زيارة الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، في العام 1999.

وتندرج هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة في إطار تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران بموجب الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية، الشهر الماضي.

وكانت طهران والرياض أعلنتا، في 10 آذار/مارس، التوصل الى الاتفاق بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام رجل الدين السعودي، نمر النمر. وخاضت إيران والسعودية، وهما خصمان اقليميان، نزاعات إقليمية بالوكالة أبرزها الحرب في اليمن وكذلك في العراق ولبنان.

وعقدت الدولتان عددا من جولات الحوار في بغداد وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله على مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، ونظيره السعودي، مسعد بن محمد العيبان.

وأشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.

ويأمل مراقبون أن يسهم الاتفاق في التهدئة في اليمن، حيث تخوض الدولتان حربا بالوكالة منذ العام 2015. وقد يسري ذلك أيضاً على دول أخرى، مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث باتت إيران حاضرة أكثر من أي وقت سابق.

وفيما تتبادل طهران والرياض الزيارات الدبلوماسية في مسار استئناف العلاقات الدبلوماسية، تحاول السعودية أيضا وضع حد للحرب في اليمن. وتتفاوض السعودية مع الحوثيين المدعومين من إيران، بعد ثماني سنوات على تدخلها عسكريا لمنعهم من السيطرة على أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقال محلّلون إنّ السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، ترغب في الخروج من الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات، لتركيز جهودها على المشروعات المحلية العملاقة الرامية لتنويع مصادر اقتصادها المرتهن بالنفط.

التعليقات