السودان: الاقتتال يدخل أسبوعه الثاني وسط دعوات للتهدئة

أحد السكان: "العيد يجب أن يكون مع الحلويات والمعجنات، مع أطفال سعداء والناس يحيون الأقارب، لكن بدلاً من ذلك  هناك إطلاق نار ورائحة دماء حولنا"

السودان: الاقتتال يدخل أسبوعه الثاني وسط دعوات للتهدئة

(Gettyimages)

دخل الاقتتال الجاري في السودان بين قوات الجيش و"الدعم السريع"، أسبوعه الثاني، حيث عادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع صباح اليوم، السبت، في العاصمة السودانية.

ويأتي تجدد إطلاق النار بعد تراجع في حدة القتال ليلاً، إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الطرفين بعد أن شهدت الخرطوم، أمس الجمعة، معارك عنيفة نهارًا قبل أن تتوقف مساءً أصواتُ الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية.

هدنة لأجل المدنيين

وكان الطرفان أعربا عن مواقفتهما على "هدنة من أجل المدنيين"، في أول أيام عيد الفطر، فيما أعلن الجيش السوداني، مساء أمس الجمعة، موافقته على هدنة لمدة ثلاثة أيام تبدأ الجمعة، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات "الدعم السريع" موافقتها على "هدنة من القتال" الذي أودى بحياة نحو 450 شخصًا، حتى الآن، وفقًا لمنظمات دولية من ضمنها الصحة العالمية.

يذكر أن موجة العنف الحالية والاقتتال بين القوات الموالية لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة، نائبه، محمد حمدان دقلو، قبل أن يتحوّل إلى عدوه اللدود، اندلعت شرارته في 15 نيسان/أبريل.

وكان الحليفان السابقان قد استوليا على السلطة كاملة في انقلاب في العام 2021، لكن "الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما وإن بقيت كامنة في فترة أولى"، بحسب ما يشير إليه تقرير للوكالة الفرنسية، نُشر اليوم، السبت.

وأعلن الجيش، الجمعة، أنه يستجيب للدعوات بالتهدئة وأنه "وافق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام" بمناسبة عيد الفطر، كما وقال دقلو في بيان إنه "ناقش الأزمة الحالية" مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش و "ركز على الهدنة الإنسانية والممرات الآمنة وحماية العاملين في المجال الإنساني".

الخرطوم تبدو وكانها هُجِرت

ميدانيًا، يشير تقرير للوكالة الفرنسية، إلى أنه "يصعب كثيرًا معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل"، ويؤكد كل من الطرفين "تفوقه على الأرض"، الأمر الذي لا يمكن التحقّق منه، كما لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون، في الخرطوم، وهي المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وقد قلب الصراع حياة المدنيين الذين احتموا داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء حرّ، بينما اختار البعض "الفرار من المدينة".

وقال أحد السكان، سامي النور، لوكالة فرانس برس إن العيد يجب أن يكون "مع الحلويات والمعجنات مع أطفال سعداء والناس يحيون الأقارب"، لكن بدلاً من ذلك هناك "إطلاق نار ورائحة دماء حولنا".

تجدر الإشارة في السياق إلى أن الخرطوم شهدت معارك وصفت بـ "العنيفة جدًا" خلال الأيام الماضية، إذ شنّت طائرات مقاتلة ضربات جوية على مواقع عدة، بينما جابت الدبابات الشوارع وسط إطلاق للرصاص وللمدفعية في مناطق مكتظة بالسكان، كما وامتد "العنف" إلى أنحاء البلاد أيضًا.

اشتباكات تنتقل إلى أقليم دارفور

واتهم الجيش في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة قوات "الدعم السريع" بشنّ هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان حيث أخرجوا "عددًا كبيرًا من نزلاء" أحد السجون، وهو ما نفته قوات "الدعم السريع".

إلى ذلك، اندلعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان، حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة الفاشر إن الوضع "كارثي"، و"لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
وتقوم جهات عدة بإعداد خطط لإجلاء الرعايا الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة، ويدرس الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 3551 شخصًا اصيبوا بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك، إذ لم يتمكن عدد من الجرحى من الوصول إلى المستشفيات.

كما وأفادت نقابة الأطباء المحلية بأن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة "توقفت عن العمل" الآن، وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربع مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.

التعليقات