السودان: تجدد الاشتباكات بالخرطوم ومبادرة أفريقية لتمديد الهدنة

في وقت واصلت واشنطن اتصالاتها مع الأطراف المعنية دارت معارك عنيفة في الخرطوم، واستدعى طرفا الصراع تعزيزات عسكرية من مناطق مختلفة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث سقط المزيد من القتلى وواصل المدنيون الفرار من مناطق الموت.

السودان: تجدد الاشتباكات بالخرطوم ومبادرة أفريقية لتمديد الهدنة

تصاعد أعمدة الدخان في حي النصر بالخرطوم (Getty Images)

دخلت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، اليوم الخميس، يومها الثالث عشر، فيما وافق قائد الجيش السوداني مبدئيا على مبادرة أفريقية جديدة تتضمن تمديد الهدنة والتفاوض مع قوات الدعم السريع.

وفي وقت واصلت واشنطن اتصالاتها مع الأطراف المعنية دارت معارك عنيفة في الخرطوم، واستدعى طرفا الصراع تعزيزات عسكرية من مناطق مختلفة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث سقط المزيد من القتلى وواصل المدنيون الفرار من مناطق الموت، ونفذت دول عدة عمليات إجلاء لرعاياها.

وأعلن الجيش السوداني موافقة قائده عبد الفتاح البرهان بشكل مبدئي على مبادرة من منظمة إيغاد تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع.

وحسب بيان الجيش السوداني، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة. كما قال البيان إن مبادرة إيغاد تشمل إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة و"المليشيا المتمردة" إلى جوبا للتفاوض.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، التعاون لإنهاء الاقتتال في السودان.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الإدارة الأميركية ترغب في تمديد وقف إطلاق النار حتى يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان.

وأكد كيربي التواصل مع طرفي الصراع بهذا الصدد، وأوضح أن بلاده تركز حاليا على مساعدة رعاياها على مغادرة السودان.

وعلى الصعيد الميداني، دخلت الهدنة الرابعة بين طرفي النزاع في السودان يومها الثالث والأخير، وأفادت وسائل إعلام محلية بسماع إطلاق رصاص متقطع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم بعد فترة من الهدوء. ومقر القيادة العامة، ودارت اشتباكات في الخرطوم بحري.

وقال مصدر عسكري بالجيش إن طائرات حربية تابعة لقوات الجيش، قصفت معسكرا تابعا لقوات الدعم السريع في حي النصر شرقي العاصمة السودانية.

وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل معسكر الدعم السريع في حي النصر شرقي الخرطوم، وأن انفجارا ضخما دوى في المكان المستهدف بعد تحليق متواصل للطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني.

وقال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع واصلت محاولات الهجوم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في محيط المطار.

أما قوات الدعم السريع فقالت إن الجيش هاجم بالمدفعية والطيران الحربي مواقع تمركزها في القصر الجمهوري.

وكشف الجيش أنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة، وأفاد مصدر عسكري بأن التعزيزات العسكرية جاءت من عدة مدن، وأنها ستنخرط في الأعمال العسكرية ضد قوات الدعم السريع وفقا لمتطلبات الميدان.

وإمدادات الجيش السوداني تقابلها تعزيزات أخرى لقوات الدعم السريع من المناطق الغربية والجنوبية الغربية.

وعلى الصعيد الإنساني، أسفرت الاشتباكات عن 512 قتيلا وآلاف الجرحى.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن الطرفين المتحاربين "هاجما مناطق مكتظة بالسكان من دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى".

وقدرت الأمم المتحدة أن 270 ألف سوداني قد يفرون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورين.

وتتواصل عمليات إجلاء الأجانب إلى بلدانهم عبر مطار وميناء مدينة بورتسودان شرقي البلاد.

وقد نفذت دول عربية -بينها السعودية والأردن- عمليات إجلاء من الخرطوم شملت العديد من رعايا الدول العربية.

واندلعت المعارك في السودان بعد خلافات حادة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول تفاصيل دمج "الدعم السريع" في الجيش، الوارد في اتفاق إطاري "مبدئي" وقّعه الطرفان مع قوى سياسية في 5 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

التعليقات