واشنطن تعارض تجميد دعم تحالف السعودية في اليمن

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، واشنطن تعارض تجميد ووقف تحالف السعودية في اليمن وتصر على الاستمرار في دعم التحالف، كما إنها ستواصل المشاركة في جهود التصدي للنفوذ الإيراني في اليمن.

واشنطن تعارض تجميد دعم تحالف السعودية في اليمن

سفير الولايات المتحدة إلى اليمن ماثيو تويلر (أ.ب)

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، واشنطن تعارض تجميد ووقف تحالف السعودية في اليمن وتصر على الاستمرار في دعم التحالف، كما إنها ستواصل المشاركة في جهود التصدي للنفوذ الإيراني في اليمن.

وتتعرض الإدارة الأميركية لضغوط في الداخل، بسبب الصراع الدائر منذ ما يقرب من أربع سنوات والذي دفع اليمن إلى شفا المجاعة، وذلك منذ مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وصوت مجلس الشيوخ الأميركي الشهر الماضي على طرح مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأميركي، الذي يشمل مبيعات أسلحة وتبادل معلومات مخابراتية، لتحالف السعودية المدعوم من الغرب الذي تدخل في الحرب عام 2015 ضد جماعة الحوثي لإعادة السلطة للحكومة.

وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الخليج تيموثي ليندركينج: "من الواضح أن هناك ضغوطا من الداخل... إما بالانسحاب من الصراع أو وقف مساندتنا للتحالف، وهو ما نعارضه بشدة من جانب الإدارة الأميركية".

وأضاف خلال منتدى أمني في الإمارات: "نعتقد حقا أن دعم التحالف ضروري. إذا أوقفنا دعمنا فإن ذلك سيبعث برسالة خاطئة".

وأوقفت الولايات المتحدة الشهر الماضي إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود، وأُلقيت مسؤولية مقتل آلاف المدنيين في اليمن على الضربات الجوية التي نفذها التحالف.

وتأتي تأكيدات المسؤول الأميركي على مواصلة دعم التحالف، فيما تستضيف السويد أول جولة محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة تعقد في عامين بين طرفي النزاع، وفيما يعقد مجلس التعاون الخليجي قمته السنوية في الرياض، اليوم الأحد، التي من المتوقع أن تناقش أيضا ملف الحرب في اليمن.

ووصف ليندركينج محادثات السلام التي بدأت في السويد الأسبوع الماضي، بأنها "خطوة أولى ضرورية صوب إنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وترك الملايين على شفا المجاعة".

وأكد أنه لا يوجد بين الأطراف من يتوهم أن العملية ستكون سهلة، لكن هناك إشارات على أن المحادثات بناءة وتريد واشنطن أن تسفر عن نتائج ملموسة. وتركز الاجتماعات على إجراءات لبناء الثقة وسبل تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وقال ليندركينج: "بالنظر إلى الأمام نسعى إلى يمن مستقر وموحد يعزز من الاستقرار الإقليمي والعالمي بدلا من أن يضعفه".

وأضاف: "ليس هناك مكان في يمن المستقبل لتهديد مدعوم من إيران للسعودية وللإمارات وللأوساط الاقتصادية الدولية"، مشيرا إلى أن التحالف يقاتل أيضا متشددي تنظيمي القاعدة و"داعش" في اليمن.

ويرى كثيرون أن الصراع في اليمن حرب بالوكالة بين الرياض وطهران، إذ تقاتل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران قوات يمنية موالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.

ويسيطر الحوثيون، الذين أطلقوا صواريخ على مدن سعودية من قبل، على العاصمة صنعاء بعد تمكنهم من طرد حكومة هادي منها في 2014 ، كما يسيطرون على مراكز الكثافة السكانية في البلاد. ولحكومة هادي وجود في مدينة عدن الساحلية الجنوبية.

وقال ليندركينج إن "توقعات خبراء تشير إلى أن عدد المسلحين الذين سيتعين نزع أسلحتهم حال التوصل لاتفاق للسلام يقدر بما يصل إلى مليون مسلح، إضافة إلى الحاجة إلى إصلاحات في القطاع الأمني وإصلاح البنية التحتية المدمرة ودعم الاقتصاد".

وأضاف: "جهود التعافي المبكرة جارية، لكن إعادة الإعمار على نطاق شامل لا يمكن أن تحدث إلا في أجواء سلمية. ولهذا السبب نريد إغلاق المجال في وجه النفوذ الإيراني الخبيث".

 

التعليقات