روسيا تجمد العلاقات العسكرية مع حلف الاطلسي

ذكرت وكالة الاعلام الروسي للانباء نقلا عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي قوله يوم الخميس ان وزارة الدفاع الروسية جمدت مؤقتا التعاون مع الحلف في انتظار قرار الكرملين

روسيا تجمد العلاقات العسكرية مع حلف الاطلسي
ذكرت وكالة الاعلام الروسي للانباء نقلا عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي قوله يوم الخميس ان وزارة الدفاع الروسية جمدت مؤقتا التعاون مع الحلف في انتظار قرار من الكرملين بشأن العلاقات في الأجل الطويل.
ونقلت الوكالة عن المبعوث ديمتري روجوزين قوله "التعاون مع حلف شمال الاطلسي مسألة متعددة الوجوه وقد جمدت وزارة الدفاع التعاون العسكري مع الحلف الى ان تتخذ القيادة السياسية الروسية قرارا بشأن الشكل الذي سيتخذه."

قالت روسيا انها ستكمل سحب قواتها في جورجيا بنهاية يوم الجمعة موضحة انها سوف تحتفظ ببعض قواتها في قلب جورجيا.
ووجها الولايات المتحدة انتقادات لروسيا واتهمتها بالتلكؤ بالانسحاب من أوسيتيا الجنوبية، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو "الانسحاب لا يجري بسرعة كافية اذا كان قد بدأ حقا." واضاف قوله "يجب ان يحدث الانسحاب وان يحدث الان." واضاف انه لا يمكنه ان يتصور أي ظروف يمكن للولايات المتحدة فيها ان تتعاون عسكريا مع موسكو الى ان يحل الوضع في جورجيا.

ومن المقرر ان تبرز واشنطن مساندتها لجورجيا الطامحة في الفوز بعضوية حلف شمال الاطلسي يوم الجمعة بارسال المدمرة الامريكية ماكفول الى البحر الاسود الفناء الخلفي للبحرية الروسية لتسليم مؤن اغاثة الى جورجيا.

وفي واشنطن قال البنك الدولي انه سيرسل بعثة الى جورجيا يوم الجمعة لتقييم الاضرار الاقتصادية التي خلفتها المعارك. وقال البنك ايضا انه سينشيء صندوقا للمساعدة في دفع نفقات اعادة اعمار جورجيا.

وقد نشبت الازمة يومي السابع والثامن من اغسطس اب عندما حاولت جورجيا استعادة سيطرتها على اوسيتيا الجنوبية وهي منطقة مؤيدة لموسكو انفصلت عن جورجيا عام 1992. وردت القوات الروسية بشدة لم تتوقعها جورجيا ودخلت الاراضي الجورجية وتغلبت على الجيش الجورجي في قتال شرس.
وضغط حلف شمال الاطلسي على روسيا لتسحب قواتها سريعا من جورجيا وجمد الحلف اتصالاته مع روسيا بسبب الصراع هذا الاسبوع.
وردت روسيا بقولها انها ستجمد تعاونها العسكري مع لاتفيا واستونيا والنرويج. ولم يتضح هل سيكون لذلك أثر على جانب منهم من التعاون بين حلف الاطلسي وروسيا وهو الاتفاق الذي تسمح بموجبه موسكو لطائرات بنقل امدادات الى قوات الامن التابعة للحلف في افغانستان من خلال المجال الجوي الروسي.

وقالت موسكو انها تفي بالتزامها بالانسحاب وفق اتفاق الهدنة الذي توسط في التوصل اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وقال مسؤولون عسكريون روس ان قوات تعزيز ستعاد الى داخل اوسيتيا الجنوبية بنهاية يوم الجمعة ومن هناك ستسحب الى الاراضي الروسية في غضون عشرة ايام.

وبهذا ستظل قوات روسية داخل قلب الاراضي الجورجية وقريبة من الطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب الذي يعتمد عليه اقتصادها.

وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي تدعمه الولايات المتحدة ويريد ان تنضم دولته الصغيرة السوفيتية سابقا الى عضوية حلف شمال الاطلسي انه لن يسمح بهذا. وقال لرويترز في العاصمة تفليس "لن تكون هناك مناطق عازلة. لن نعيش ابدا مع اي مناطق عازلة. لن نسمح ابدا بشيء مثل هذا."

وتقول روسيا انها تحتاج الى الاحتفاظ بقوة في جورجيا لمنع مزيد من اراقة الدماء وحماية اهالي اوسيتيا الجنوبية الذين يحمل معظمهم جوازات سفر روسية من هجمات جورجية. وتقول تفليس ان موسكو تحاول ضم هذه المنطقة اليها.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس ان روسيا لا تعتزم اغلاق اي أبواب في علاقاتها مع حلف شمال الاطلسي.
وسُئل لافروف ان كانت روسيا سترد على القرار الذي اتخذه الحلف هذا الاسبوع بتجميد الاتصالات معها بسبب تدخلها العسكري في جورجيا فقال "لن نغلق الابواب."

واضاف مشيرا الى الرئيس الجورجي ساكاشفيلي "الامر كله يتوقف على اولويات حلف شمال الاطلسي.. ان كانوا يفضلون دعم نظام ساكاشفيلي المفلس على علاقة المشاركة مع روسيا فلن يكون ذلك خطأنا."
وفي غضون ذلك ادعت الولايات أنها حذرت جورجيا من مغبة استخدام القوة لاستعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا اجنوبية، وقال السفير الامريكي لدى حلف شمال الاطلسي يوم الخميس ان الولايات المتحدة حذرت جورجيا من محاولة استعادة اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة بما في ذلك عشية هجوم السابع من أغسطس الذي جلب ردا ساحقا من جانب روسيا.

وقال السفير كورت فولكر ان روسيا كانت تنتظر ذريعة لاستعراض قوتها العسكرية وارسال قواتها الى جورجيا وهو ما فعلته عندما غامر جنود جورجيون بدخول اقليم أوسيتيا الجنوبية الموالي لروسيا.

وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن قد ابلغت بعزم جورجيا الهجوم على اقليمها المتمرد قال فولكر " الولايات المتحدة نصحت جورجيا باستمرار ولفترة طويلة من الزمن بانه لا حل عسكريا (في أوسيتيا الجنوبية)."

وابلغ فولكر معهد الشؤون الدولية في النرويج "حتى قبل يوم من دخول القوات الجورجية الى أوسيتيا الجنوبية قلنا لهم لا تفعلوها لا تنجروا الى صراع عسكري ليس هذا من مصلحتكم."

واضاف "ولكن الضغط على (جورجيا) كان كبيرا جدا وقد شعروا انه يتعين عليهم التحرك ... وقد أعطى هذا روسيا ذريعة كانت تبحث عنها لشن عملية عسكرية واسعة النطاق بأكثر من 20 ألف جندي."

وتدنت العلاقات بين روسيا والغرب الى مستوى جديد بسبب الصراع مع جورجيا بعد ان اتهم حلف شمال الاطلسي موسكو بالتلكؤ في الانسحاب الذي وعدت به من أراضي جورجيا. وقالت روسيا انها اضطرت للتدخل لحماية مواطنيها في أوسيتيا الجنوبية.

وقال فولكر ان موسكو كانت تمارس لفترة طويلة ضغوطا على جورجيا بفرض قيود على التجارة وتأشيرات الدخول ومن خلال حوادث عسكرية محدودة بينما عززت القوات الروسية المتمركزة في أوسيتيا الجنوبية كقوات لحفظ السلام.

وأضاف فولكر "من السهل أن ترى الاستعداد الجيد وممارسة الضغط المتعمد على جورجيا الذي دفعها للرد بتهور."

وتابع فولكر ان هناك حاجة لتمركز قوات دولية لحفظ السلام في جورجيا لأن روسيا لم تعد لها مصداقية لحفظ السلام بمفردها في الدولة المطلة على البحر الاسود.
وقال ان هذه القوة يمكن أن تشكل من جانب الامم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي أو منظمة الامن والتعاون في أوروبا وهي تجمع يضم روسيا والولايات المتحدة وجورجيا الى جانب دول أخرى.
وأضاف "نحتاج الى نوع من تدويل عملية حفظ السلام كي تكون لها مصداقية عندما يتعلق الامر بحماية أراضي جورجيا وسيادتها ووحدة أراضيها."


المصدر: رويترز

التعليقات