بضغط إسرائيلي: الحكومة البرازيلية تلغي مباراة كرة قدم برازيلية على اراضي فلسطينية

-

بضغط إسرائيلي: الحكومة البرازيلية تلغي مباراة كرة قدم برازيلية على اراضي فلسطينية
نشرت الصحف والمواقع البرازيلية خبر إلغاء مباراة السلام المقررة بين فريقي فلامينغو وكورينتانز البرازيلين من اندية الدرجة الأولى، التي كان من المقرر ان تجرى يوم 15/ 09 على ملعب الامير فيصل بالرام في فلسطين. وكان اللاعب البرازيلي المشهور رونالدو سيشارك ضمن فريقه كورينتانز بهذه المباراة.

الغاء المباراة بالواقع جاء بناء على طلب من ممثلي "الكونفدرالية الاسرائيلية" برئاسة فيرناندو لوتينبرغ في لقاء جمعهم مع الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا في الأسبوع الأخير من شهر تموز وقد طالب وفد الكونفدرالية " بأن لا تجري هذه المباراة بدون مشاركة لاعبين إسرائيليين، وان السلطة الفلسطينية غير قادرة على توفير الأمن للاعبين، وان اي مباراة ستقام مستقبلا يجب ان تحمل اسم مباراة السلام في الشرق الاوسط".

الرئيس البرازيلي اجاب بانه سيطرح الموضوع على وزارة الخارجية البرازيلية التي ستبت بالأمر، كما نشره موقع "الكونفدرالية الاسرائيلية"، بهذه الطريقة تمكنت "الكونفدرالية الاسرائيلية" من الغاء مباراة برازيلية على أراضي السلطة فلسطينية، وبكل سهولة استجابت الحكومة البرازيلية لهذا الطلب.


وثناء اللقاء طلب الرئيس البرازيلي لولا من وفد الكونفدرالية ان يتم احياء ذكرى اليوم العالمي لضحايا الهولوكوست، بالكنيس اليهودي بمدينة ريسيفي البرازيلية باعتباره اول كنيس يهودي تم بنائه بامريكا اللاتينية، وناقش وفد الكونفدرالية ايضا مع الرئيس البرازيلي زيارة احمد نجاد المرتقبة للبرازيل التي تم تاجيلها سابقا من قبل الجانب الايراني.

ما صدر عن الاندية البرازيلية المذكورة اعلاه، تؤكد بدون ادنى شك ان الحكومة البرازيلية هي التي وراء الغاء المباراة، وان الضغط الصهيوني نجح بالغاء مباراة برازيلية على اراضي فلسطينية، هذا وكانت الحكومة البرازيلية بنفس اليوم 20/08 قد قدمت مبلغا قيمته 25 مليون ريال برازيلي، اي ما يعادل 12.5 مليون دولار امريكي كمساعدة مالية لاعادة اعمار غزة، فالحكومة البرازيلية تعرف جيدا ان هذه الاموال لن تصل الى غزة، ما دام الحصار مستمر والانقسام الفلسطيني مستمر، فلماذا لا يخصص نصف مليون دولارا لنقل لاعبي الفريقين واقامة المباراة بالزمان والمكان المحددين؟

الرئيس البرازيلي لولا، يقول انه سيعمل على ان يكون وسيطا للسلام بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني، وانه سيبذل كل جهوده من اجل ان يجلس الطرفان على طاولة المفاوضات للتوصل الى نهاية للصراع واحلال السلام بالمنطقة، فهل الحكومة البرازيلية ورئيسها لولا سيكونا قادرين على ان يكونا محايدين بالعملية السلمية بالشرق الاوسط دون اي تاثير وضغط صهيوني؟ فهو من استقبل وزير خارجية صهيوني في اول زيارة خلال 22 عاما، وصفه مسؤول العلاقات الدولية لحزب العمال الحاكم بالفاشي، وهو من سيستقبل رئيس دولة الكيان الصهيوني خلال شهر تشرين اول من هذا العام.

هذه المواقف الحكومية والرسمية البرازيلية بظل الحكومة العمالية اليسارية، تعتبر مواقف تراجعية قياسا بالمواقف السابقة للحكومات البرازيلية الرسمية، وياتي هذا بوقت ينشط به اللوبي الصهيونية بمواصلة ضغوطاته على هذه الحكومة، ويواصل ضغوطاته على بعض قوى اليسار البرازيلي التي تشكل جزءا من هذه الحكومة، حيث بدأت هذه الضغوطات تعطي ثمارها بمواقف بعض الاحزاب اليسارية وعلى راسها حزب العمال الحاكم، مواقفا تراجعية اتجاه الحق الفلسطيني، وانتقال بعض قوى اليسار الى موقع الوسيط الحنون والحريص على احلال السلام، والتعامل مع القضية الفلسطينية من منطلقات ومفاهيم اخرى، تختلف كليا عن مواقفه المبدئية السابقة التي تعودت عليها جاليتنا الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وكنت قد تطرقت الى هذا الجانب بمقالا سابقا عن مواقف بعض هذه القوى.

تنشط "الكونفدرالية الاسرائيلية" بطريقة مذهلة، داخل الاحزاب اليسارية البرازيلية التي تشكل جزءا من الحكومة البرازيلية الحالية، وتمارس ضغطها ونفوذها وتحصل على مكاسب دفاعا عن الكيان الصهيوني، تعمل على تغيير بسياسات الحكومة البرازيلية بما يتلائم والتوجه الصهيوني لادارة الصراع، وتعمل على تعزيز علاقات التعاون بين البرازيل والكيان الصهيوني، ويتسع نفوذها ليشمل الولايات والمدن الرئيسية فتنشط بالدوائر الحكومية وبمراكز القرار على كل المستويات.

الملفت للنظر هو السكوت الفلسطيني بالبرازيل ومؤسساتهم بشكل عام، فلم تصدر اشارة واحدة من قبل الجانب الفلسطيني بكل اتجاهاته السياسية اتجاه ما يحصل، كذلك لم تجري الفيدرالية الفلسطينية قبل الالغاء او بعده اي اتصال واحد مع هذه الاندية، وتشجيع مبادرتها لهذه المباراة، والوقوف امام اهمية اقامتها على ارض فلسطينية، شارحه معاناة شعبنا الفلسطيني من ظلم وقهر الاحتلال واجراءاته القمعية، وان السبب بذلك يعود الى طبيعة هذه القيادة للفيدرالية الفلسطينية التي ليس لها اي وظيفة اخرى غير الولاء لافراد ارادوها مؤسسة لمكاسب فئوية ولمصالح ذاتية.

الدفاع عن الثوابت الفلسطينية والانجازات الفلسطينية والعلاقات الطيبة التي تمكنت جاليتنا الفلسطينية من تحقيقها على مدار العقود الماضية بالبرازيل، هي من مهمة كافة القوى والاراء السياسية الفلسطينية التي تتواجد ضمن جاليتنا الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية والوحدوية والعمل الجماعي المشترك، فالمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل تفتقد الى قيادة فلسطينية تتمتع بوعي وبارادة نضالية دفاعا وحفاظا على الانجازات الفلسطينية، والتي تفتقد الى ميكانيزم وآلية تكون قادرة على تعزيز العلاقات البرازيلية الفلسطينية، وتطوير الحركة النضالية التضامنية بالبرازيل مع الشعب الفلسطيني، وقادرة على مواجهة النفوذ واللوبي الصهيوني بالبرازيل، وهذا يتطلب الى مراجعة مسؤولة من كل من له مصلحة باعادة القضية الفلسطينية الى مكانتها بالمجتمع البرازيلي والقوى البرازيلية المناصرة والمؤيدة للحق الفلسطيني، وان تأخذ القضية مكانتها الاساسية، وهذا يتطلب اعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية على مستوى كافة التجمعات الفلسطينية وتاسيس مؤسسات حيث لا يوجد ، والدعوة الى عقد مؤتمر للجالية الفلسطينية ومؤسساتها لانتخاب قيادة جديدة قادرة على تحمل المسؤولية النضالية، وتعمل على تعزيز العلاقات مع كافة لجان التضامن والقوى البرازيلية ووضع الية عمل جديدة تكون قادرة للنهوض باداء الجالية الفلسطينية، ومواجهة النفوذ واللوبي الصهيوني الذي يستهدف القضية الفلسطينية بالقارة بشكل عام.

التعليقات