تل أبيب ترحب والغرب يلوح بتشديد العقوبات وطهران ترد: قرار الوكالة الذرية سياسي ولن ننفذ كلمة منه!

سلطانية: ".. لا العقوبات ولا التهديد بهجمات عسكرية يمكن أن يعطل أنشطتنا النووية السلمية ولو حتى لثوان..."

تل أبيب ترحب والغرب يلوح بتشديد العقوبات وطهران ترد: قرار الوكالة الذرية سياسي ولن ننفذ كلمة منه!

رحبت تل ابيب بقرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الجمعة، القاضي بإدانة ايران على ما وصفته "برفضها التعاون حول برنامجها النووي" ومطالبتها بالتعليق الفوري لاعمال البناء في منشاة فوردو.

واعتبر بيان للخارجية الاسرائيلية ان قرار الوكالة "يؤكد بوضوح على ان ايران تخرق قرارات مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ودعا البيان الى " فرض عقوبات شديدة على ايران " اذا لم تلتزم بالقرار، معتبرا صدوره باغلبية كبيرة "دليلا على ان برنامج ايران النووي يشكل تهديدا ملموسا على السلام العالمي".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صوتت اليوم الجمعة خلال اجتماع لمجلس حكام الوكالة في فيينا، على قرار تقدمت به الدول الست يدين ايران على "رفضها التعاون حول برنامجها النووي، ويدعوها الى التعليق الفوري لاعمال البناء في منشاة فوردو".

وتم التصويت بموافقة 25 عضوا، فيما رفضته كل من فنزويلا وكوبا وماليزيا. وامتنعت ست دول عن التصويت هي افغانستان والبرازيل ومصر وباكستان وجنوب افريقيا وتركيا، في حين غابت اذربيجان عن الاجتماع لحظة التصويت.

وهذا القرار تقدمت به الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا والمانيا) وهو يدعو الجمهورية الاسلامية الى الوقف الفوري لبناء منشأة فوردو النووية.

وهي المرة الاولى التي يصدر فيها مجلس حكام الوكالة قرارا ضد ايران منذ شباط/فبراير 2006. واعدت الدول الغربية مسودة القرار هذه التي قدمها ممثل المانيا الى مجلس الحكام حيث صوت عليها المجلس في اجتماعه الجمعة.
من جانبه، اكد ممثل ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية في تصريح للمراسلين في فيينا بعد دقائق من تبني الدول الغربية قرارا ضد ايران في مجلس حكام الوكالة الذرية ان هذا القرار لن يترك اي تأثير في عزم ايران على مواصله نشاطها السلمي وانما يقوض الاجواء المؤاتية للمفاوضات.

ووصف القرار بأنه "خطوة متسرعة وفي غير وقتها" وليس لها أساس قانوني. وقال "الامة الايرانية العظيمة لن تنحني أبدا للضغط والتخويف ازاء حقها غير القابل للتصرف في الاستخدام السلمي للطاقة النووية...لن ننفذ كلمة منه لانها خطوة مدفوعة سياسيا ضد الامة الايرانية"

وقال سلطانية ان القرار سيسمم أيضا المناخ أمام المزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا التي بدأت في جنيف في الاول من أكتوبر تشرين الاول حيث تمت الموافقة من حيث المبدأ على خطة تزويد ايران بالوقود النووي لمفاعل طهران.

وأضاف "هذه الخطوات... هي بالتأكيد مدمرة. انها تفسد مناخ التعاون الموجود حاليا لكن لا العقوبات ولا التهديد بهجمات عسكرية يمكن أن يعطل أنشطتنا النووية السلمية ولو حتى لثوان."

وقال: عليكم العودة الى مسار التعاون بدلا من اعتماد خيار المواجهة .

واوضح مندوب ايران لدى الوكالة ان بلاده ستدرس في ضوء قرار الوكالة خيارات اخرى بشأن تخصيب اليورانيوم مضيفا "في ما خص مفاعل طهران للابحاث، نحن بحاجة الى الوقود النووي في اسرع وقت ممكن. نحن مستعدون للتفاوض من اجل الحصول عليه ولكن اذا لم نكن سنحصل على رد ايجابي فليس باستطاعتنا الانتظار اكثر. الوقت اساسي، ولهذا السبب علينا درس خيارات اخرى".

واعتبر سلطانية ان بناء منشآت فوردو يأتي من باب الاحتياط وبمثابة دعما لمنشآت نطنز التي تتعرض دوما للتهديدات العسكرية، مؤكدا ان ايران مكلفة بالإعلان عن هذه المنشأة قبل 180 يوما من تزويدها بالوقود النووي، في حين قامت ايران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل طوعي قبل عام ونصف من تزويدها بالوقود النووي كما أتاحت لمفتشي الوكالة الدولية فرصة تفقدها والتقاط الصور وأخذ العينات بحرية تامة ولمدة أربعة أيام وقدمت لهم معلومات مفصلة عن تصميمها وإنشاءها .
قال رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون ان على الدول الكبرى أن تمضي الى فرض عقوبات أشد قسوة على ايران اذا تجاهلت القرار. وأضاف خلال زيارة يقوم بها الى ترينيداد حيث يحضر قمة لدول الكومنولث، ان القرار وجه "أوضح اشارة الى ايران بأن عليها أن تتخلى عن خططها النووية وان العالم يعرف ما يفعلون."

من جهته، قال جلين ديفيز سفير الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "هذه علامة على نفاد الصبر. لا يمكننا ان نواصل المحادثات من اجل المحادثات: "لا يمكننا أن نجري جولة بعد جولة من المفاوضات الابدية غير المجدية التي لن تصل بنا الى حيث نريد."

وقال انه يتحتم على ايران أن "تفي بالتزاماتها الدولية وأن تتيح الشفافية فيما يخص برنامجها النووي بدلا من القيام بالمزيد من المراوغات واعادة التفسير بصورة فردية لالتزاماتها."

ودعت روسيا ايران الي التعامل "بجدية كاملة مع الاشارة الواردة في القرار... وان تضمن التعاون الكامل مع الوكالة". ويعد دعم موسكو وبكين حيويا لنجاح الضغوط الدولية على ايران.

التعليقات