الجيش الاميركي يحذر بوش من فيتنام جديدة في العراق

تقرير اصدرته الكلية الحربية تحت عنوان "العراق وفيتنام أوجه التشابه والخلاف - رؤية مستقبلية" يحذر من عواقب مفزعة اذا لم يتم الالتفات الى عبر العدوان على فيتنام ..

الجيش الاميركي يحذر بوش من فيتنام جديدة في العراق
حذر تقرير جديد أعده الجيش الامريكي ادارة بلاده من الغوص في وحل فيتنام جديدة في العراق، ومواجهة اخفاق كامل على صعيد السياسة الخارجية في العراق اذا ما تجاهلت حكومة بوش فشل اميركا بفرض حكومة موالية لها في فيتنام الجنوبية خلال الجيل السابق.

وقال التقرير الذي نشرته الكلية الحربية انه على غرار ما حدث في جنوب شرق آسيا فان الولايات المتحدة تحاول إيجاد "دولة شرعية" في العراق في ظل خلفية من تمرد مسلح وارتفاع مستمر في محصلة القتلى الأمريكيين وتراجع في التأييد داخل الولايات المتحدة لهذه العملية.

وقال اندرو تيريل، من معهد الدراسات الاستراتيجية بالكلية الحربية، وأحد المشاركين في كتابة التقرير: "في فيتنام كنا نحاول مساندة حكومة لا تتمتع إلا بقدر ضئيل من الشرعية. وفي العراق نحاول ان نقيم حكومة وندعمها بحيث يمكن ان تكتسب شرعية. وكلا الأمرين يصعب القيام به."

وانتهت الحرب في فيتنام التي كانت احدى مآسي الحرب الباردة ولاتزال ذكراها تزعج صناع السياسة الامريكيين في السبعينات بمقتل 58 الف امريكي في اتونها بعد ان انقلب الرأي العام على الساسات التي كانت تهدف لاحتواء الشيوعية في جنوب شرق آسيا.

ويرفض مسؤولو الحكومة الامريكية تكهنات بأن العراق وهو الآن جبهة رئيسية في الحرب الامريكية على ما يسميه بوش " الارهاب" أصبح مستنقعا على غرار ما حدث في فيتنام لنحو 135 الف جندي أمريكي موجودين داخل العراق حاليا.

ويقول تيريل والبروفسور جيفري ريكورد من سلاح الجو بالكلية الحربية والمشارك معه في وضع التقرير ان هناك أوجه تقارب عسكرية قليلة بين العراق وفيتنام حيث هزم مقاتلون شيوعيون قوات أمريكية يبلغ قوامها 500 الف جندي.

إلا ان تقريرهما الواقع في 69 صفحة وعنوانه "العراق وفيتنام أوجه التشابه والخلاف - رؤية مستقبلية" يحذر من عواقب مفزعة اذا ما ذهبت الدروس المستخلصة من حرب فيتنام دون الالتفات اليها.

ويقول التقرير "تكرار نفس تلك الاخفاقات في العراق يمكن ان يكون له عواقب وخيمة على السياسة الخارجية الامريكية."

وحذر تيريل وريكورد من ضرر سياسي خطير محتمل سيلحق بالعلاقات العربية الأمريكية اذا ما كان هدف واشنطن لاقامة ديمقراطية في العراق يقتضي الاحتفاظ بوجود عسكري امريكي كبير في المنطقة.

ويقول التقرير "الخطر الرئيسي على بناء الدولة في العراق لا يكمن في التمرد المسلح بوسط العراق ولكن بدرجة اكبر في ان تتسع انتفاضة المتشددين الشيعة التي اندلعت في الفترة الاخيرة وان تزداد لتضم قطاعات اخرى من المجتمع أو في حدوث نوع من الحرب الاهلية الطائفية على غرار تلك التي ظل يعاني منها لبنان لنحو عقدين."

ويشكك معدا التقرير في امكانية استمرار الدعم الشعبي داخل امريكا للحملة العسكرية في العراق في ضوء تزايد أعداد القتلى الذي وصل عددهم حتى الآن الى 791 قتيلا امريكيا وارتفاع فاتورة تكاليف الحرب التي سيتحملها دافعو الضرائب الى ما يزيد على 180 مليار دولار.

ويقول التقرير " الامريكيون يمكن ان يصبحوا أشد جزعا اذا ما تحول الأساس الذي يستند اليه الاحتلال المكلف للعراق للتركيز بصورة أكبر على النهوض بالشعب العراقي وخاصة اذا ما أبدى العراقيون عدم امتنان لتلك المهمة."

التعليقات