ملايين البشر يؤمون روما لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا

الجثمان سيعرض غدا في كنيسة القديس بطرس لإلقاء النظرة الأخيرة عليه* البابا يوحنا بولص الثاني، رحل عن 85 عاما، بعد صراع مع المرض* الفلسطينيون يصفونه بالمدافع عن القضية الفلسطينية

ملايين البشر يؤمون روما لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا
قالت مصادر ايطالية رسمية ان ملايين البشر وصلوا الى روما لالقاء النظرة الاخيرة على البابا يوحنا بولس الثاني الذي رحل، الليلة الماضية، بعد تدهور حالته الصحية.

وتستعد العاصمة الايطالية روما، والفاتيكان لاستقبال الملايين في كنيسة القديس بطرس، حيث سيسجى الجثمان غدا لالقاء النظرة الاخيرة عليه. ومن المتوقع ان يتم تشييع جثمان البابا يوم الاربعاء المقبل، او في نهاية الاسبوع، لكنه لم يحدد بعد المكان الذي سيدفن فيه.

وقال مصدر في روما اليوم انه تم اغلاق احدى غرف كنيسة القديس بطرس، التي يبدو أنه سيتم اعدادها لمواراة جثمان البابا فيها، لكن مصادر اخرى توقعت ان يتم نقل جثمان البابا الى موطنه الاصلي بولندا لدفنه هناك.

وأعلن العديد من زعماء العالم حزنهم لوفاة البابا يوحنا بولص الثاني وأشاد به كثيرون في وقت اعلنت فيه العديد من العواصم الاوروبية الحداد على رحيله. وكانت إيطاليا قد اعلنت امس الحداد لثلاثة أيام حزنا على وفاة البابا.

وخيم الصمت اليوم على ساحة القديس بطرس التي دقت أجراس كنيستها, فيما أعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس أن جثمان البابا سيعرض غدا في كنيسة القديس بطرس لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

وقد توفي البابا بعد أسابيع من مصارعة المرض بعد أن تدهورت صحته وأصبح تنفسه ضعيفا وتراجع ضغط دمه قبل أن يعلن الكاردينال ألمكسيكس خافيير لوزانو أنه يحتضر وأن وضعه غير قابل للتحسن.

وقد تلقى البابا بعد ذلك "العشاء الرباني" الكنسي وأقيمت له المراسم الدينية الكاثوليكية المعروفة باسم "المسحة الأخيرة" المخصصة للمحتضرين.

وينص دستور الفاتيكان على أن يدفن البابا في كاتدرائية القديس بطرس إلا إذا كان هناك وصية بغير ذلك, فيما يفترض أن يعقد الكرادلة مجلسا مغلقا داخل إحدى الكنائس المتاخمة لكنيسة القديس بطرس لانتخاب خليفة له في خلوة يمنع فيها استخدام الهواتف والأدوات الإلكترونية.

وينص دستور الفاتيكان على أن يلتئم مجلس الكرادلة في أجل أقله 15 يوما من موت البابا و20 يوما كحد أقصى, منعزلين داخل الكنيسة التي تغلق أبوابها وتسحب مفاتيح الأقفال.

ويتعهد الكرادلة –الذين يجب ألا يتجاوز سنهم الـ 80- بالحفاظ على سرية الاقتراع ولا يحق لهم انتخاب أنفسهم, ويتم إعلان النتيجة بالدخان الأسود إذا فشلوا في تعيين بابا جديد وبالدخان الأبيض إذا كانت النتيجة إيجابية.

وقد اعتمدت طريقة الخلوة هذه عام 1271 عندما فشل الكرادلة في انتخاب خليفة للبابا كلمندس الرابع في فيتيربي الإيطالية.

وقد تقرر حينها وضعهم في مكان مغلق ولا يقدم لهم إلا الماء والخبز الجاف لحثهم على الإسراع في انتخاب بابا جديد, واحتفظ بنظام الخلوة مع توفير أسباب الراحة لأن العديد من كبار الكرادلة متقدمون في السن.

وكانت مصادر رسمية في الفاتيكان، قد اعلنت قرابة الساعة 11:00 قبل منتصف الليلة الماضية، نبأ وفاة البابا يوحنا بولص الثاني بعد تدهور وضعه الصحي وتوقف دماغه وقلبه عن العمل.

ووافق البابا بصورة مفاجئة على عدد من التعيينات الكنسية أمس الجمعة حيث عين 17 من الأساقفة وكبار الأساقفة الجدد كما قبل استقالة ستة آخرين في خطوة اعتبرت علامة على دنو أجله.ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس البابا بأنه "شخصية دينية عظيمة كرس حياته للدفاع عن قيم السلام والحرية والعدل والمساواة". ولم يكن موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس مغايرا إذ عبر الناطق باسمها سامي أبو زهري عن تعازيه للإخوة المسيحيين.

وقال أبو زهري "إن الفلسطينيين يستحضرون تصريحات يوحنا بولص الثاني حول الحق الفلسطيني", مبديا أمله أن يثبت الفاتيكان على مواقفه المعارضة للاحتلال الإسرائيلي خاصة أنه يطال المسلمين والمسيحيين على حد قوله, فيما خرج المسيحيون في بيروت وحملوا الشموع حزنا على موت البابا, وشاركهم المسلمون حزنهم.
وأفاد مراسنا رومل شحرور السويطي بأنّ "حركة المقاومة الإسلامية- حماس" تقدّمت بتعازيها إلى المسيحيين الكاثوليك بوفاة البابا يوحنا بولص الثاني، معربة عن أملها بأن يظل موقف الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وقال المكتب الإعلامي لحركة حماس في تصريح صحفي اليوم أرسل نسخة منه الى "عرب48" : "تتقدم حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى المسيحيين من أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وعموم أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم بخالص التعازي في وفاة البابا يوحنا بولص الثاني، عن عمر يناهز 84 عاماً قضى ما يقرب من ثلثتها رأساً للكنيسة، وقدم فيها الكثير من المواقف المتميزة، ودافع فيها عن كثير من حقوق الشعوب".

وأضاف البيان: "إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس إذ نتقدم بهذه التعزية فإننا نأمل أن يظل موقف الكنيسة الكاثوليكية إلى جانب شعبنا وقضيتنا، وأن تركز جهودها في توجيه أتباعها للدفاع عن حقوق شعبنا في أرضه ومقدساته في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل الذي يستهدف شعبنا بمسلميه ومسيحيّيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية".

التعليقات