الولايات المتحدة تدرس بدائل لطائرة "أف 35"

مشروع إنتاج الطائرة يواجه عقبات متواصلة والتكاليف تزيد بكثير عن إطار الميزانية المخططة

الولايات المتحدة تدرس بدائل لطائرة
طالب أعضاء في "لجنة الخدمات المسلحة" في مجلس الشيوخ (السينات) الأمريكي من البنتاغون اقتراح بدائل للطائرة القتالية "أف 35"، وذلك بعد أن واجه مشروع إنتاج الطائرة عقبات متواصلة وتطلب الخروج عن إطار الميزانية المخططة بمبالغ ضخمة.
 
وعلم أن ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية عرضوا، الخميس الماضي، على مجلس الشيوخ المعطيات الأخيرة بشأن وضع تجارب التحليق التي تجري على طائرة "أف 35"، والتكاليف المتوقعة لشرائها وتفعيلها.
 
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن طائرة "أف 35" تعتبر من "الجيل الخامس"، وهي ذات قدرة على الاختفاء عن شاشات الرادار، ويفترض أن تستبدل الطائرات القتالية الموجودة لدى سلاح الجو الأمريكي وسلاحة البحرية وسلاح المظليين أيضا. كما تجدر الإشارة إلى إسرائيل قررت شراء هذه الطائرة وسط توقعات بأنها ستحصل على الدفعة الأولى منها بعد 6 سنوات على الأقل، في حين أنه لم تتم بعد دراسة أية بدائل لهذه الطائرة في حال تم إلغاء مشروع إنتاجها.
 
إلى ذلك، وفي أعقاب عرض المعطيات على مجلس الشيوخ الأمريكي، قال السيناتور كارل ليفين إنه يجب خطة بديلة للطائرة، في حين قال السيناتور جون ماكين إنه يجب البدء بدراسة بدائل للطائرة على الأقل.
 
ويتضح أن خطة التسلح العسكري بالطائرة والأغلى في التاريخ تواجه خطر إيقافها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الذين يدعمون في الغالب الصفقات العسكرية لجملة من الأسباب من بينها توفير أماكن عمل لناخبيهم.
 
وقال رئيس اللجنة ليفين إنه لا يمكن التضحية بصفقات أخرى مهمة في وزارة الدفاع من أجل تمويل إنتاج هذه الطائرة.
 
وتشير التقديرات في واشنطن إلى أنه بعد فترة طويلة من الدعم السياسي المتواصل لأحد أضخم مشاريع الصناعة الأمنية الأمريكية فإن أعضاء الكونغرس يحاولون الظهور بمظهر من يحاول مواجهة العجز الهائل في ميزانية الولايات المتحدة.
 
يذكر في هذا السياق أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قدمت اللجنة المسؤولة عن الميزانية توصية بإلغاء شراء أحد نماذج طائرة "أف 35" المعدة للاستخدام في حاملات الطائرات، وتقليص حجم صفقة شراء باقي النماذج إلى النصف.
 
وجاء أنه يجري التخطيط اليوم لشراء 2,443 طائرة "أف 35" لسلاح الجو وسلاح المظليين الأمريكيين، وسط تقديرات تشير إلى أن الدول الأجنبية، وبضمنها إسرائيل، ستقوم بشراء نحو 600 طائرة، إلا أن بعض الدول المحتملة تقوم بإجراء تقليصات على عدد الطائرات، بينها بريطانيا التي أعلنت تقليص عدد الطائرات التي تنوي شراءها من 100 إلى 50 طائرة فقط.
 
وتشير التقديرات إلى أن سعر الطائرة سوف يصل إلى 69 مليون دولار، إلا أنه بموجب حسابات البنتاغون فإن تكلفة الطائرة الواحدة ستصل إلى 103 ملايين دولار، في حين أشارت تقديرات سابقة إلى أن تكاليفها ستصل إلى 112 مليون دولار.
 
وينضاف إلى ذلك، فإن تقديرات البنتاغون بشأن تفعيل وصيانة الطائرة ستكون أكبر بـ30% مقارنة مع طائرة "أف 16".
 
وكانت التقديرات السابقة تشير إلى أن سلاح الجو الأمريكي سيبدأ باستخدام هذه الطائرة، التي تنتجها "لوكهيد مارتن"، في العام 2013، إلا أن التقديرات اليوم تشير إلى أن الطائرة لن تكون عملانية قبل العام 2016 مع كافة القدرات التكنولوجية.
 
وبالرغم من المصاعب التي تواجهها الطائرة، فإن كبار المسؤولين في البنتاغون يصرون على مواصلة المشروع باعتبار أنه لا يوجد بدائل أفضل.
 
ونقل عن ممثل شركة "لوكهيد مارتن" قوله إن التكلفة العالية للطائرة ينبع من كونها معدة للبقاء في الخدمة مدة 50 عاما، حتى العام 2065.
 
تجدر الإشارة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي قد اختار طائرة "أف 35" لاستبدال طائرة "أف 16" التي يستخدمها سلاح الجو منذ 30 عاما. وطلبت وزارة الأمن من الولايات المتحدة تزويدها بـ20 طائرة "اف 35"، في حين ينوي سلاح الجو رفع العدد إلى نحو 60-70 طائرة.

التعليقات