مؤتمر باريس يتعهد بتقديم "مساعدة عسكرية مناسبة" للعراق

وقال هولاند أمام المؤتمر الذي يجمع حوالي ثلاثين دولة عربية وغربية: “إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضا، علينا الإلتزام بوضوح وصدق وقوة إلى جانب الحكومة العراقية”. وأضاف: "لا وقت نضيعه"، مشددا على "التهديد الإرهابي الكبير" الذي يمثله التنظيم إزاء "العراق والمنطقة والعالم".

 مؤتمر باريس يتعهد بتقديم

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (يسار) مستقبلا نظيره العراقي فؤاد معصوم في باريس اليوم / (آ.ف.ب)

 أفاد بيان ختامي صدر في أعقاب محادثات مؤتمر باريس بشأن العراق يوم الاثنين أن نحو 30 دولة شاركت في المؤتمر اتفقت على تقديم "مساعدة عسكرية مناسبة" لبغداد لمحاربة متشددي تنظيم الدولة الإٍسلامية.

وذكر البيان الذي أصدره مسؤولون فرنسيون أن التصدي للتنظيم "مسألة ملحة" لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعة المساعدات العسكرية المعروضة.

وخلال المؤتمر وجه الرئيسان الفرنسي، فرنسوا هولاند، والعراقي فؤاد معصوم، نداء ملحا من أجل تعبئة دولية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وشدد هولاند على أن "لا وقت نضيعه" لدى إفتتاحه مؤتمرا في باريس حول السلام والأمن في العراق.

وقال هولاند أمام المؤتمر الذي يجمع حوالي ثلاثين دولة عربية وغربية: “إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضا، علينا  الإلتزام بوضوح وصدق وقوة إلى جانب الحكومة العراقية”. وأضاف: "لا وقت نضيعه"، مشددا على "التهديد الإرهابي الكبير" الذي يمثله التنظيم إزاء "العراق والمنطقة والعالم".

وانطلق مؤتمر باريس الذي يضم خصوصا ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعشر دول عربية وأوروبية، بعد إعلان "الدولة الإسلامية" السبت قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز. وإعدام هينز هو الثالث لرهينة غربي خلال شهر بعد الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن ستولوف اللذين خطفا أيضا في سوريا. وذكر هولاند بأن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على 40% تقريبا من شمال العراق و25% من سوريا يتعرض أيضا "للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية". وقال أنه يطرح "تهديدا عالميا يتطلب ردا عالميا".

من جهته، أعلن معصوم أن تنظيم الدولة الإسلامية "مارس جرائم إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا ودينيا  ضد آلالاف من المواطنين". وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل إفتتاح المؤتمر إلى تدخل جوي عاجل في العراق.

وتشن الولايات المتحدة منذ الثامن من آب (أغسطس) ضربات جوية ض معاقل التنظيم المتطرف في شمال العراق بينما تسلم دول عدة من بينها فرنسا أسلحة الى المقاتلين الأكراد العراقيين الذين يتصدرون القتال ضد التنظيم. ويهدف مؤتمر باريس إلى تحديد الأدوار العسكرية والمالية والإستخباراتية لكل دولة من الإئتلاف.

وذكر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن أهداف المؤتمر سياسية (دعم الحكومة العراقية) وأمنية وانسانية، مشيرا إلى أن الأزمة أدت إلى نزوح 1,8 ملايين شخص. وأعلنت فرنسا انها ستنفذ الطلعات الإسكتشافية الأولى في العراق إعتبارا من الإثنين. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في قاعدة الظفرة في الإمارات: “إعتبارا من صباح اليوم، سنقوم بأولى الطلعات الإستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الاماراتية".

وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري لشبكة "سي بي اس" أن: "هناك دولة أو أكثر عرضت تولي كل من جوانب إستراتيجية الرئيس باراك اوباما وما يجب القيام به لتحقيق هدفنا، وبالتالي تمت تغطية كل الجوانب".

وبعد إعدام البريطاني العامل في الحقل الانساني ديفيد هينز، أعاد الرئيس الأميركي تأكيد عزمه العمل مع “إئتلاف كبير من الدول" من أجل "القضاء على التهديد" الذي يشكله تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر إعدام هينز: "سنطارد المسؤولين ونحيلهم أمام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت". إلا أن كاميرون أبقى على الغموض فيما يخص مشاركة بلاده المحتملة في الضربات الجوية الأميركية فوق العراق وسوريا. والشق السوري يعتبر إحدى المسائل الحساسة في الإستراتيجية الدولية.

وكان أوباما أعلن الأربعاء توسيع نطاق الضربات الجوية الاميركية أبعد من العراق حيث سيتم نشر 1600 عسكري أميركي لدعم القوات العراقية لجهة العتاد والتدريب والإستخبارات، إلا أن كل من فرنسا وبريطانيا أبدتا ترددا إذ تخشيان تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد هولاند على أن: "الفوضى تصب في صالح الإرهابيين. ينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية حفاظا على مستقبل سوريا". وقال إن هذه القوى هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية داعيا إلى دعمها بكل السبل.

من جهتها، اعتبرت إيران التي استبعدت من المؤتمر بسبب دعمها للنظام السوري أن السبيل الأفضل لمكافحة الإرهاب هو من خلال "دعم حكومتي العراق وسوريا" بمواجهة “الدولة الاسلامية”.

 

 

التعليقات