بعد الانتقادات الحادة والكثيفة ترامب يضطر لإدانة العنصرية

تصريحات ترامب تأتي بعد تعرضه لانتقادات حادة وكثيفة من الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، لامتناعه عن التنديد الصريح بأعمال العنف التي أثارها اليمين المتطرف الأميركي في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، في تعليقه الأول على هذه القضية السبت

بعد الانتقادات الحادة والكثيفة ترامب يضطر لإدانة العنصرية

(أ ف ب)

بدل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نبرته، الإثنين وسط الانتقادات الكثيفة التي أخذت عليه صمته حيال أعمال العنف التي هزت مدينة شارلوتسفيل، السبت، منددا بـ"أعمال العنف العنصرية" ومثيريها وخصوصا أنصار تفوق العرق الأبيض.

وتاتي تصريحات الرئيس الأميركي بعد تعرضه لانتقادات حادة وكثيفة من الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، لامتناعه عن التنديد الصريح بأعمال العنف التي أثارها اليمين المتطرف الأميركي في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، في تعليقه الأول على هذه القضية السبت.

وكانت قد شهدت هذه المدينة في ولاية فرجينيا مقتل امراة في الثانية والثلاثين من العمر وجرح 19 شخصا عندما قام أحد النازيين الجدد، جيمس فيلدز، بدهس متظاهرين ضد العنصرية بسيارته بعد تجمع لمناصري تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد احتجاجا على إزالة تمثال الجنرال روبرت لي، قائد قوات الجنوب الكونفدرالية في الحرب الأهلية، من المدينة.

وقال ترامب في إعلان مقتضب من البيت الأبيض الذي وصله في وقت باكر، الاثنين، للقاء معاونيه إن "العنصرية هي الشر. والذين يثيرون العنف باسمها مجرمون وقطاع طرق، بما فيهم (جماعة) كو كلوكس كلان والنازيون الجدد وأنصار تفوق العرق الأبيض وغيرهم من الجماعات الحاقدة، التي تبغض كل ما يعز علينا كأميركيين".

ويبدو ان ترامب شدد موقفه بعد لقاء مع وزير العدل، جيف سيشنز، والمدير الجديد لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، كريستوفر راي. وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون إن "الذين يثيرون العنف باسم التعصب يضربون أميركا في الصميم".

وتابع أن "كل من قام بأعمال إجرام أثناء أعمال العنف العنصرية في نهاية الأسبوع سيحاسب على أفعاله أمام القانون، وسيتم إحلال العدالة"، مضيفا "مهما كان لون بشرتنا، كلنا نعيش تحت سقف القوانين نفسها ونؤدي التحية للعلم نفسه".

وكان قد ترامب قد حمل، السبت، في منتجعه للغولف في بدمينستر، الطرفين المتواجهين المسؤولية نفسها عن العنف، من دون أن يخص أنصار اليمين المتطرف بالإدانة علما أن بعضهم ارتدى قبعات وقمصان حملت اسمه.

ودفع الجدل الواسع بوزير العدل إلى اجراء مقابلات متوالية، صباح الإثنين، على مختلف القنوات الإخبارية سعيا للتهدئة.

وفتحت وزارة الدفاع قضية حق مدني بشأن الحادث، فيما اتهم السائق البالغ 20 عاما والمتحدر من أوهايو بالقتل غير العمد من الدرجة الثانية، وهو معروف بمناصرته للنازيين الجدد.

وقرر قاض، الإثنين، وضع الرجل قيد التوقيف الاحترازي.

يشار إلى أنه بعد أسبوع من الانتقادات الحادة لترامب من الحزبين الرئيسيين قرر رجل أعمال أسود بارز، الاثنين، الانسحاب من هيئة مستشاري الرئيس احتجاجا على ما اعتبره ردا منقوصا.

وقال الرئيس التنفيذي في مجموعة ميرك الصيدلية، كين فريجر، معلنا استقالته من مجلس التصنيع الأميركي الذي يوفر مشورة لترامب إن "قوة بلدنا تنبع من تنوعه ومساهمات الرجال والنساء من مختلف المعتقدات والأعراق والميول الجنسية والتوجهات السياسية".

وأضاف "على قادة أميركا احترام قيمنا الأساسية عبر الرفض الواضح لعبارات الكراهية والتعصب وتفوق المجموعات التي تتنافى مع المثال الأميركي القائل إن الجميع خلقوا متساوين"، مشددا على أنه شعر "بمسؤولية اتخاذ موقف ضد انعدام التسامح والتطرف".

وسارع ترامب الى مهاجمة قرار فريجر، معلقا على تويتر "الآن بعد استقالة كين فريجر الآتي من ميرك فارما من مجلس التصنيع الرئاسي سيكون لديه مزيد من الوقت لتخفيض النصب في أسعار الأدوية".

وألقى رئيس بلدية شارلوتسفيل الديموقراطي، مايكل سيغنر، اللوم بالعنف على ترامب مباشرة معتبرا أنه ساهم في إشاعة مناخ من "الترهيب".

وأضاف في تصريح لشبكة "سي بي أس" أن ترامب "اختار خلال حملته الانتخابية اللعب على أبشع ما لدينا من أفكار مسبقة، واعتقد أن ما حصل خلال عطلة نهاية الأسبوع مرتبط مباشرة بخياراته هذه".

التعليقات