ما موقف المرشحين الأتراك من تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

تشهد تركيا، اليوم، الأحد، انتخابات مفصليّة، هي الأكثر أهميّة في تاريخها الحديث، نظرًا إلى أنها الأولى في ظلّ الدستور المعدّل باستفتاء شعبيّ، وستفضي إلى نظام رئاسي بعد عقودٍ طويلة من النظام البرلمانيّ.

ما موقف المرشحين الأتراك من تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

إنجه (من اليمين) وإردوغان (من اليسار) - (أ ب)

تشهد تركيا، اليوم، الأحد، انتخابات مفصليّة، هي الأكثر أهميّة في تاريخها الحديث، نظرًا إلى أنها الأولى في ظلّ الدستور المعدّل باستفتاء شعبيّ، وستفضي إلى نظام رئاسي بعد عقودٍ طويلة من النظام البرلمانيّ.

ورغم أنّ الشّاغل الأساس للناخب التركي هو قضاياه الداخليّة وعلى رأسها الاقتصاد والحفاظ على الديمقراطيّة وقضايا الأكراد، إلّا تطبيع العلاقات مع إسرائيل يفرض نفسه، بقوّة، على السجالات الانتخابية للمرشّحين، خصوصًا وأن مجزرتي العودة والنكبة في غزّة جاءتا في خضّم الحملتين الانتخابيّتين، وكذلك ذكرى مجزرة سفينة مرمرة عام 2010، فما هي أبرز مواقف أكبر مرشّحين تجاه التطبيع مع إسرائيل؟

رجب طيّب إردوغان:

شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا أسوأ مراحلها من النكبة في عهد إردوغان (رئيسًا للجمهوريّة، ورئيسًا للوزراء)، وبدأ التحوّل في العلاقات منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وثم العدوان على غزّة عاميّ 2008-2009، التي اشتبك خلالها إردوغان كلاميًا مع الرئيس الإسرائيلي حينها، شمعون بيرس، في المنتدى الاقتصادي بدافوس، ثم جاءت القطيعة الكبرى بعد المجزرة الإسرائيلية بحقّ ناشطين أتراك في أسطول الحريّة عام 2010، إذ أعدم جيش الاحتلال الإسرائيلي تسعة ناشطين أتراك خلال القرصنة على السّفينة.

ورغم الاعتذار الرسمي الإسرائيلي عام 2013، وتوقيع اتفاق المصالحة عام 2016، إلا أن العلاقة الإسرائيلية – التركية، سياسيًا وعسكريًا، لا تزال في أقل مستوياتها التاريخيّة، ويبدو أن هناك عداءً شخصيًا بين إردوغان والسياسيين الإسرائيليين يحول دون أي تطوّر في العلاقات، خصوصًا مع المواقف الشعبية التركية والمظاهرات الضخمة التي شهدها مدن تركية إسرائيلية ضد إسرائيل.

إذا ما استمرّ إردوغان في حكمه لتركيا، فإن العلاقات الإسرائيليّة -التركية مرشّحة لأن تبقى على ما هي عليه، قطيعة لا تتحوّل إلى قطع نهائي للعلاقات.

محرّم إنجه:

 خلال مجزرة نقل السفارة الأميركية الأخيرة التي نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة، واستدعاء تركيا سفيرها في إسرائيل للتشاور وطردها السّفير الإسرائيلي والقنصل الإسرائيليين، انتقد إنجه (مرشّح حزب الشّعب المعارض) تصرّف إردوغان ووصفه بأنه يستغلّ القضيّة الفلسطينيّة في حملته الانتخابيّة.

وخلال مؤتمر شعبي، دعا إنجه إلى قطع العلاقات مع إسرائيل بشكل نهائي، إذ قال: "لا يكفي أن تستدعي السفير للتشاور. لقد أعلنت الحداد لمدة 3 أيام. هناك 60 شخصا قتلوا و3 آلاف أصيبوا وأنت تقول فقط إنك استدعيت السفير. لا! يجب أن تسحب السفير من إسرائيل بدون عودة"، مقدّما وعدًا بأنّه إن فاز فسيزور قطاع غزّة.

وتشير التصريحات التركيّة، سواءً من إردوغان أو من إنجه إلى أن المزاج العام في تركيا بدأ يتغيّر لصالح اتخاذ مواقف مشدّدة من إسرائيل، لا يمكن أن تتغيّر بين رئيس وآخر.

التعليقات