ترامب: أميركا لن تكون شرطي الشرق الأوسط دون مقابل

ترامب: "هل تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تصبح شرطي الشرق الأوسط، وألا تحصل على شيء سوى بذل الأرواح الغالية وإنفاق تريليونات الدولارات لحماية آخرين لا يقدرون، في معظم الأحيان، ما نقوم به؟ هل نريد أن نظل هناك للأبد؟".

ترامب: أميركا لن تكون شرطي الشرق الأوسط دون مقابل

ترامب: حان الوقت ليحارب آخرون بسورية (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إن انسحاب القوات الأميركية من سورية "ليس مفاجئا، فقد روجت له منذ سنوات، كما أشرت إليه منذ ستة شهور"، وذلك في تغريدة له عبر توتير.

ودافع ترامب عن قراره المفاجئ إعلان النصر على تنظيم "داعش" في سورية، وسحب القوات الأميركية بالكامل منها، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأميركيين.

وقال ترامب في سلسلة تغريدات نشرها على تويتر في وقت مبكر اليوم، إنه يفي بتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 بالخروج من سورية. وكتب يقول إن الولايات المتحدة تقوم بعمل دول أخرى، منها روسيا وإيران، دون مقابل يذكر، مكررا عنصرا أساسيا في سياسته الخارجية، وهو أنه يسعى لوقف استغلال الولايات المتحدة.

وأضاف: "هل تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تصبح شرطي الشرق الأوسط، وألا تحصل على شيء سوى بذل الأرواح الغالية وإنفاق تريليونات الدولارات لحماية آخرين لا يقدرون، في معظم الأحيان، ما نقوم به؟ هل نريد أن نظل هناك للأبد؟ حان الوقت أخيرا لأن يحارب آخرون".

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز، إن الولايات المتحدة ستنهي كذلك حملتها الجوية على المسلحين في سورية.

وكان ترامب قد تعهد بالخروج من سورية إذا فاز في الانتخابات، لكن قراره المفاجئ، أمس الأربعاء، بسحب قوات قوامها نحو ألفي جندي من سورية فاجأ المشرعين الأميركيين وغيرهم. ورفض البيت الأبيض إعطاء جدول زمني للانسحاب.

وانتقد بعض رفاق ترامب الجمهوريين الخطوة بشدة قائلين، إنهم لم يبلغوا بها مسبقا وإن الخطوة تعزز قبضة روسيا وإيران أكبر داعمين للرئيس بشار الأسد.

وقال مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لرويترز إن القادة العسكريين على الأرض قلقون كذلك من عواقب الانسحاب السريع وإن القرار فاجأهم.

وأثارت خطوة ترامب كذلك انتقادات من بعض حلفاء الولايات المتحدة منهم بريطانيا وفرنسا التي قالت إن تنظيم "داعش" لم يهزم بعد وإن قواتها ستبقى في سورية.

ومن شأن الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأميركي تقويض الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو ثماني سنوات وتقليص نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، كما أنه يقلص الخيارات أمامها في حال عودة التنظيم للظهور.

وقال مسؤول أمريكي بارز الأسبوع الماضي إن الأراضي التي كان تنظيم الدولة يسيطر عليها عندما أعلن دولة الخلافة في عام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسورية، تقلصت إلى نسبة واحد بالمئة مما كان يسيطر عليه في سورية. ولم يعد التنظيم يسيطر على أي أراض في العراق.

لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أن استعادة الأراضي لا تعني هزيمة التنظيم.

ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بقرار ترامب. وقال بوتين إنه يتفق بدرجة كبيرة مع الرأي القائل بأن تنظيم "داعش" قد هُزم. لكن ترامب قال إن روسيا -فضلا عن إيران وسورية-ليست سعيدة بالانسحاب الأميركي "لأنه سيتعين عليها الآن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وغيره ممن يكرهون بدوننا".

ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) بدء عودة القوات الأميركية من سورية، لكنها قالت إن الحملة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي لم تنته.

وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن قرار الانسحاب جاء بعد اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، بين ترامب نظيرة التركي رجب طيب إردوغان، عقب الإعلان عن عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.

 

التعليقات