انقسام أميركي بشأن اغتيال سليماني: "قرار متهوّر"

انقسمت مواقف السياسيين الأميركيين من قرار الرئيس دونالد ترامب باغتيال قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وظهر هذا الانقسام في العلن

انقسام أميركي بشأن اغتيال سليماني:

ترامب، الشهر الماضي (أ.ب.)

انقسمت مواقف السياسيين الأميركيين من قرار الرئيس دونالد ترامب باغتيال قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وظهر هذا الانقسام في العلن، إذ أكد الجمهوريون دعمهم للقرار، فيما حذر نواب الحزب الديمقراطي من أن عملية القتل قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مدمّرة في الشرق الأوسط.

وجاء هذا الانقسام مخالفا ما يحصل عادة، إذ غالبًا ما يؤيد الحزبان العمليات العسكرية الكبرى التي تشنّها القوات الأميركية خارج البلاد، على غرار ما حصل في العام ،2011 حين قتلت قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم ا"لقاعدة"، أسامة بن لادن، في باكستان.

لكن هذا النوع من التوافق تلاشى في السنوات الأخيرة، وقد أظهر الهجوم، الذي وقع فجرا في بغداد وأدى إلى مقتل سليماني، مدى الاستقطاب الحاد في الكونغرس الأميركي. وقال أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس إن زعماء الحزب ولا سيّما رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، لم يتبلّغا مسبقا بالضربة.

وعادة ما يبلّغ البيت الأبيض كبار مسؤولي الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب مسبقا بضربات عسكرية من هذا النوع. إلا أن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرّب من ترامب، قال إنه "تبلّغ بالعملية" عندما التقى ترامب هذا الأسبوع في منتجعه في فلوريدا.

وصرّح غراهام لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية أنها "كانت ضربة دفاعية لتحييد هجمات مستقبلية كان سليماني يخطط لتنفيذها"، مضيفًا أنه يقدّر "وضعه في أجواء" التخطيط للهجوم العسكري.

وفيما وصف النائب الجمهوري البارز في مجلس النواب، كيفن ماكارثي، الضربة بأنها "تجسيد للتصميم والقوة"، اعتبر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل أن سليماني "رجل شرير".

لكن على الرغم من إجماع الديموقراطيين والجمهوريين على إدانة سلوك سليماني ودوره في قتل أميركيين، هاجم أعضاء الحزب الديموقراطي القرار الذي اتّخذه ترامب على أبواب عام سيشهد انتخابات رئاسية. وقالت بيلوسي إن قتل سليماني في ضربة أميركية، يهدد بإحداث "تصعيد خطير للعنف".

واعتبر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، شومر، أن ترامب "قد يكون دفع بالبلاد إلى حرب جديدة لا نهاية لها". ووافقه الرأي النائب الديموقراطي، هانك جونسون، في تغريدة عبر "تويتر"، وصف فيها قرار ترامب بأنه "متهوّر".

وأدت الضربة التي وقعت قرب مطار بغداد الدولي، صباح الجمعة، إلى مقتل سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، ومرافقين لهما.

وجاءت الضربة بعد أن اقتحم محتجون موالون لإيران هذا الأسبوع السفارة الأميركية، ردا على ضربات جوية أميركية على فصيل من "الحشد الشعبي". ونفذت الولايات المتحدة تلك الضربات بعد أن أدى هجوم صاروخي قبل ذلك بأيام إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة عسكرية شمالي العراق.

وانتقد مرشّحون ديموقراطيون للرئاسة اغتيال سليماني. وقال النائب السابق للرئيس باراك أوباما، جو بايدن، لقد "ألقى ترامب للتو إصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي"، مؤكدا أنه "تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسًا".

وفي حين أيّدت غالبية جمهورية قرار ترامب، أعلن جمهوريون معتدلون تأييدهم للديموقراطيين في مطالبتهم بإحاطة شاملة من الإدارة، بشأن تحركات مستقبلية وبإعطاء الكونغرس دورًا فيها.

وقال ماكونل إن الإدارة ستقدّم إحاطة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ "مطلع الأسبوع المقبل"، داعيا إياهم لعدم إطلاق الأحكام قبل "الاطّلاع على الوقائع".

وبدا السناتور راند بول، الذي يعارض توسّع الانتشار العسكري الأميركي، وكأنه يغرّد خارج السرب الجمهوري في توجيهه تحذيرا قاسيا. وحذّر في تغريدة بأن "حربا من دون إعلان من الكونغرس" ستعرّض الجنود لموجات من العنف.

اقرأ/ي أيضًا | من هو قاسم سليماني؟
 

التعليقات