تحليلات: إيران سترد على اغتيال سليماني دون إشعال حرب

تحليلات إسرائيلية: "طهران ليست معنية بمواجهة كبيرة ومفتوحة مع القوة العسكرية الأميركية الهائلة. وسيبحث الإيرانيون عن طريقة للرد من دون إشعال حريق شامل. ولديهم عدة إمكانيات، وربما بضمنها، تجاه إسرائيل"

تحليلات: إيران سترد على اغتيال سليماني دون إشعال حرب

مسيرة في طهران، اليوم، تنديدا باغتيال سليماني (أ.ب.)

شبّه المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، القرار الأميركي باغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بـ"الرهان على الرصيد الشرق أوسطي كله"، واعتبر أن هذا الاغتيال أصاب نقطة إيرانية حساسة، واصفا سليماني بأنه "الرجل الذي تحتل أهميته الرمزية والفعلية بالنسبة للنظام المرتبة الثانية بعد الزعيم الروحاني، علي خامنئي".  

وتوقع هرئيل أن "ردا إيرانيا عنيفا سيأتي، ويمكن أن يستمر فترة طويلة وأن يمتد على جبهات كثيرة. وهذا الاغتيال يقرب الولايات المتحدة وإيران إلى حرب لا تريدها كلتا الدولتين في الحقيقة، وهذا سيكون صداما وجها لوجه وقد يورط إسرائيل أيضا".

ووصف هرئيل سليمان بأنه "إرهابي ويداه ملطختان بدماء كثيرة... والتدخل الإيراني في الحروب في سورية والعراق واليمن، ساهم في موت عشرات آلاف الأشخاص. وكان سليماني رأس الحربة في هذا المجهود. ومكانته كانت أهم من صفة منصبه، وهناك من اعتبره قائدا مستقبليا لإيران. وأجهزة الاستخبارات في الغرب، وكذلك الصحافة العالمية، انشغلت به بشكل مكثف. والمستوى السياسي، في إسرائيل والولايات المتحدة، ’التهموا’ تقارير كتبت حوله".

وأشار هرئيل إلى أن نقاشات عديدة دارت حول اغتيال سليماني، وتحسبت أجهزة الاستخبارات من نتائج ذلك. وإحدى هذه النقاشات كانت بين الأميركيين والإسرائيليين، عندما اغتالت الأخيرة القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، وكان سليماني برفقته وحتى أنه أوصله إلى سيارته قبل تفجيرها. واقترحت إسرائيل اغتيال كلاهما معا، إلا أن الولايات المتحدة وضعت "فيتو" على ذلك.  

وأضاف هرئيل أن إسرائيل "ساهمت في تصعيد الاحتكاك، من خلال سلسلة هجمات جوية، نُسبت لها، ضد الميليشيات الشيعية في الصيف الأخير، وبعضها في غرب العراق وأخرى في شرق سورية. وصعّدت هذه الهجمات التوتر بين الحكومة في بغداد وبين الأميركيين. وإثر ذلك تعالت مبادرة لطرد القوات الأميركية في البرلمان العراقي. وعلى الأرجح أن يبحثوا هذه المبادرة مجددا الآن".

يشار إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تحدث الأسبوع الماضي عن "ارتفاع احتمالات المواجهة بين إسرائيل وإيران في الشمال، هذا العام"، وأن "التهديد المتصاعد نابع من أنشطة إيران في العراق".

وتوقع هرئيل أن "الرد الإيراني الأولي قريب. وميدان المعركة المطلوب سيكون في العراق وسيركز على أهداف أميركية بالتأكيد. وقد تتلقى السعودية ضربات أيضا. والسؤال المقلق، بالنسبة لإسرائيل، هو هل ستحاول إيران إدخالها بواسطة عمليات انتقامية... وفي الأيام المقبلة سيتهم الإيرانيون إسرائيل بالضلوع في الاغتيال. إذ لا يمر أسبوع دون أن يهدد مسؤول إسرائيلي إيران، أو أن تكشف وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن عمليات إسرائيلية سرية ضد المصالح الإيرانية في المنطقة".

ولفت هرئيل إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيتلقى المديح على الاغتيال، "لكن الإدارة الحالية لم تثبت مثابرة وتخطيطا في سياستها الخارجية. والرئيس نفسه تذبذب وتردد أكثر من مرة. وثمة شك فيما إذا كان سيقدم على خطوته الحالية لولا إصرار الإيرانيين على مواصلة تحدي صبر الأميركيين. وبعد ثلاث سنوات في البيت الأبيض، يواجه ترامب أول أزماته الكبرى في مجال السياسة الخارجية. ومع كل التقدير للخطوة الهجومية التي نفذها الرئيس ضد أكبر مصدرة للإرهاب في الشرق الأوسط، فإنه بالإمكان القول أنه كنا سنكون هادئين أكثر لو تواجد الآن في الغرفة البيضوية شخص متزن ومجرب أكثر".

لا مصلحة بالحرب

رأى محللون إسرائيليون آخرون أن إيران ليست معنية بحرب. وحسب محلل الشؤون العربية في القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، إيهود يعري، فإن "طهران ليست معنية بمواجهة كبيرة ومفتوحة مع القوة العسكرية الأميركية الهائلة. وسيبحث الإيرانيون عن طريق للرد من دون إشعال حريق شامل. ولديهم عدة إمكانيات، وربما بضمنها، تجاه إسرائيل. وفي هذا السياق، ينبغي الانتباه إلى أن قادة الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق تتهم إسرائيل بأنها ضالعة بطريقة ما بتصفية سليماني، وتصريحات كهذه استخدمت في الماضي للتمهيد لمحاولة تنفيذ عمل ما".

وأضاف يعري أنه "إلى جانب ذلك، غاية الإيرانيين العليا في المرحلة الحالية هي إضعاف السيطرة الأميركية في العراق. لذلك تم فرض ما يشبه الحصار على السفارة في المنطقة الخضراء في بغداد، وقد يحاولون استهداف قرابة 5000 جندي أميركي في الدولة وخاصة القاعدة الجوية عين الأسد في محافظة الأنبار، المطل على الطرق إلى سورية".

كذلك أشار المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، إلى أنه "لا توجد مصلحة للإيرانيين بدخول حرب. إنهم يريدون العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي ولكن ليس بأي شرط. وعمليا، النظام الإيراني موجود في الأسبوع الأخير في حالة تصعيد مع الدولة العظمى رقم واحد في العالم، ورئيسها موجود في معركة انتخابية ساخنة جدا".

التعليقات