اختيار ترامب اغتيال سليماني فاجأ مسؤولين عسكريين أميركيين

يبدو أن الانقسام الأميركي حول اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لا يقتصر على الأوساط السياسية بل العسكرية أيضا، حيث أن القرار فاجأ كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين أيضا

اختيار ترامب اغتيال سليماني فاجأ مسؤولين عسكريين أميركيين

(أ ب)

يبدو أن الانقسام الأميركي حول اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لا يقتصر على الأوساط السياسية بل العسكرية أيضا، حيث أن القرار فاجأ كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين أيضا.

وجاء ذلك في تقرير أعدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أكدت أن قرار اغتيال سليماني في قرب مطار بغداد الدولي، الجمعة الماضي، كان مطروحا على الطاولة كالرد الأكثر "تطرفا" على مهاجمة السفارة الأميركية في العاصمة العراقية، ردا على قصف أميركي لمقر تابع لـ"حزب الله" العراقي.

وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين الأميركيين، قدموا مجموعة مقترحات للرئيس دونالد ترامب، للرد على مهاجمة محتجين لسفارة واشنطن في بغداد، أقصاها اغتيال سليماني، لكنهم "لم يتوقعوا أنه سيفعلها".

وذكرت الصحيفة في هذا السياق، أنه في كثير من العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة، بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، قدّم مسؤولو البنتاغون، اقتراحات غير محتملة للرؤساء الأميركيين لكي تبدو الخيارات الأقل "تطرفا"، أكثر قابلية للتنفيذ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعدما رفض ترامب، إصدار أمر لاغتيال سليماني، في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فإن أمر بدلا من ذلك، بالضربات الجوية التي نُفذت ضد "حزب الله" العراقي، لكنه "استشاط غضبا" عندما كان يشاهد أنباء المظاهرات أمام السفارة، عبر شاشات التلفاز، ما دفعه إلى اختيار اغتيال سليماني.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على هذه المعلومات من قبل مصادر في وزارة الدفاع والإدارة الأميركيتين.

ولفتت الصحيفة إلى أن قرار ترامب باتخاذ الخيار الأكثر تطرفا، "صدم" المسؤولين في البنتاغون.

وقال المسؤولون للصحيفة، إن ترامب اتخذ هذا القرار رغم الخلافات في الإدارة حول خطورة التهديدات الإيرانية المزعومة من قبل المخابرات الأميركية، لسفارات وشخصيات عسكرية في سورية والعراق ولبنان.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن بعض المسؤولين، أبدوا شكوكا حول "الأساس المنطقي" لاغتيال سليماني، خصوصا أن المعلومات الاستخباراتية حول اعتزام إيران تنفيذ هجمات على مصالح أميركية، كانت ضعيفة للغاية، بل ويظهر اعتراض الاتصالات بين سليماني، والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أن الأخير لم يوافق بذلك الحين على هذه الهجمات، طالبا منه العودة إلى طهران لبحث هذه الخطط قبل أسبوع من اغتياله.

وقالت الصحيفة إن الخيارات التي قدمها المسؤولون العسكريون لترامب، شملت توجيه ضربات للسفن الإيرانية أو منشآت الصواريخ، أو ضد المجموعات المسلحة التي تدعمها إيران في العراق. كما تناول البنتاغون اختيار استهداف سليماني، لكي تبدو الخيارات الأخرى معقولة، لكن ترامب اختار اغتيال القائد الإيراني.

وقال مسؤولو الجيش إن الاغتيال نُفذ بمساعدة معلومات من مخبرين، واعتراضات إلكترونية لاتصالات، وطائرات استطلاع وأدوات مراقبة أخرى.

وقال مسؤول أميركي أيضا، إن الجيش كان سيتراجع عن القصف في حال التقى سليماني بمسؤولين عراقيين متحالفين مع الولايات المتحدة.

اقرأ/ي أيضًا | من هو قاسم سليماني؟

التعليقات