الانتخابات الأميركية: لماذا يستغرق فرز الأصوات وقتا طويلا؟

أثار هذا الانتظار قلق الأمة التي تواجه تحديات تاريخية، بما في ذلك تفشي الوباء والاستقطاب السياسي العميق، فيما تحدث الرئيس المنتهية ولايته عن قيام الديمقراطيين بـ"التزوير" دون تقديم دليل على ذلك، كما تحدث عن انتخابات "مسروقة"

الانتخابات الأميركية: لماذا يستغرق فرز الأصوات وقتا طويلا؟

(أ ب)

لا تزال الولايات المتحدة والعالم يترقبان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية بعد ثلاثة أيام على إغلاق صناديق الاقتراع، رغم أن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، يتجه إلى حسم السباق إلى البيت الأبيض، والفوز على منافسه الجمهوري، الرئيس دونالد ترامب.

وأثار هذا الانتظار توترا في مختلف أنحاء البلاد التي باتت منقسمة بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، فيما تحدث الرئيس المنتهية ولايته عن قيام الديمقراطيين بـ"التزوير" لكن بدون تقديم دليل على ذلك، كما تحدث عن انتخابات "مسروقة" لكنه بقي غامضا بالنسبة لنواياه في هذا الخصوص.

,يمكن أن يعزى التأخير في صدور قرار تحديد الفائز إلى الإقبال الكبير على الاقتراع والعدد الهائل من بطاقات الاقتراع بالبريد والفارق الضئيل بين المرشحين.

لكن بايدن يحتل الصدارة في بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا، ما يجعله في وضع أقوى من أي وقت مضى للحصول على 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة لتولي الرئاسة في البيت الأبيض.

وزاد الانتظار المطول للنتيجة من قلق الأمة التي تواجه تحديات تاريخية، بما في ذلك تفشي الوباء والاستقطاب السياسي العميق.

يشار إلى أن هذا التأخير في فرز الأصوات كان متوقعا لأسباب تتعلق بقوانين وأحكام الولايات التي يفترض أن تقوم كل منها بفرز أصوات ناخبيها، بموجب النظام الانتخابي الأميركي.

وظهرت النتائج في كاليفورنيا، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة، بسرعة لصالح بايدن، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، الثلاثاء.

لكن مثل هذه النتائج هي بالواقع تقديرات شبكات الإعلام وليست النتائج الرسمية، ما يعني أن الأمر يستغرق وقتا أطول للحصول على صورة دقيقة في الولايات المنقسمة بشكل كبير.

وقالت المسؤولة الكبيرة في بنسلفانيا والمكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية في هذه الولاية الحاسمة، كاثي بوكفار: "كلما كانت النتائج متقاربة جدا، كلما استغرق الأمر وقتا أطول".

ولدى الولايات أيضا استحقاقات متنوعة لتلقي أصوات المقترعين غيابيا وخصوصا من الجيش أو مواطنين يقيمون في الخارج.

وأوقفت كارولاينا الشمالية فرز 171 ألف صوت على الأقل يمكن أن تحدث فارقا. وينص القانون على أن تقبل الأصوات التي تصل عبر البريد حتى 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، طالما تم ختمها بالبريد بحلول يوم الانتخابات.

وبشكل مماثل، ستقوم نيفادا - التي تشهد منافسة محتدمة، بفرز الأصوات التي ختمت بحلول يوم الانتخابات، طالما أنها تصل قبل 10 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وما يتسبب في حدوث تأخير أيضا هو بطاقات اقتراع مؤقتة أصدرت لناخبين، وأثارت حفيظة الجمهوريين، وسط ارتباك بشأن عملية تسجيلهم مطالبن بالتحقق من ذلك.

ومع القلق من انتشار جائحة كورونا، تلقت الولايات التي لم تكن معتادة على فرز بطاقات الاقتراع بالبريد، مجموعة كبيرة من تلك البطاقات التي أرسلها المواطنون الذين فضلوا تجنب مراكز التصويت.

ومن بين 160 مليون أميركي صوتوا هذا العام، قام 65.2 مليون بالتصويت عبر البريد وهو رقم قياسي، بحسب تقديرات "يو إس إيلكشن بروجيكت".

وفي بنسلفانيا، يشكل الجمهوريون أغلبية في مجلس الولاية. ورفضوا اقتراحا بالسماح ببدء فرز الأصوات البريدية قبل يوم الانتخابات، خلافا لولايات أخرى.

والوضع معقد أيضا في بعض المقاطعات مثل تشاتام في ولاية جورجيا، حيث المنافسة محتدمة جدا بين بايدن وترامب، علما بأن قوانين الولاية تنص على وجوب إشراف سلطتين مختلفتين على عملية فرز الأصوات.

ونددت حملة ترامب بهذا التأخير، وطالبت بوقف الفرز في بعض الولايات التي كان يبدو فيها جو بايدن متقدما، خصوصا في بنسلفانيا، حيث لجأ الحزب الجمهوري إلى المحكمة العليا.

ويحاول الجمهوريون منذ أشهر منع ولاية بنسلفانيا من احتساب، كما كان مقررا أساسا، بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد قبل يوم الانتخابات، ووصلت بحلول أمس، الجمعة.

في ولاية ويسكونسن، حيث تم إعلان فوز جو بايدن، الأربعاء ، قضت المحكمة العليا بأن البطاقات التي تصل قبل 3 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط هي التي ستحتسب.

وتسمح غالبية الولايات للأحزاب بمراقبة النتائج، لكن بعض الخلافات أيضا في هذا المجال تسببت في تأخير العملية.

وفي فيلادلفيا خصوصا، طالب أنصار دونالد ترامب بالتمكن من الاقتراب أكثر من الحد المسموح به البالغ 4.5 أمتار بسبب المخاطر المرتبطة بانتشار وباء كورونا.

التعليقات