منشأ كورونا: تنديد بـ"توقف" البحث ومطالبة صينيّة بتحقيق بشأن مختبر أميركيّ

حذّر خبراء في منظمة الصحة العالمية، كانوا قد أعدوا تقريرا في آذار/ مارس حول منشأ فيروس كورونا، بأن البحث في هذه المسألة "متوقف" حاليا، ومن الضروري تحريكه، في حين انتقدت الصين "تسييس" واشنطن لجهود البحث عن منشأ الفيروس.

منشأ كورونا: تنديد بـ

(أ ب- توضيحية)

حذّر خبراء في منظمة الصحة العالمية، كانوا قد أعدوا تقريرا في آذار/ مارس حول منشأ فيروس كورونا، بأن البحث في هذه المسألة "متوقف" حاليا، ومن الضروري تحريكه، في حين انتقدت الصين "تسييس" واشنطن لجهود البحث عن منشأ الفيروس، مطالبةً بإجراء تحقيق بشأن مختبر عسكري أميركي كمصدر محتمل للفيروس.

وكتب الخبراء في مقال نشرته مجلة "نيتشر"، أن "البحث عن منشأ فيروس سارس-كوف-2 بلغ منعطفا حرجا، والمهلة المتاحة لإتمام هذا التحقيق الجوهري تنقضي سريعا".

وأوضحوا أن "الأجسام المضادة تتراجع مع الوقت، وبالتالي، فإن عمليات جمع عينات (حيوانية) واختبار أشخاص قد يكونوا تعرضوا قبل (كانون الأول) ديسمبر، ستتراجع نتائجها تدريجيا".

ولفت العلماء الـ11 وبينهم الهولندية ماريون كوبمانس، والبريطاني بيتر داتشاك، والفيتنامي هونغ نغوين فيات، والقطري فرج المبشر، إلى أن "تقريرنا... كان الهدف منه أن يكون المرحلة الأولى من آلية هي اليوم متوقفة".

وكان العلماء ضمن فريق من 17 خبيرا دوليا مكلفين من منظمة الصحة العالمية و17 خبيرا صينيا، أصدر تقريره في 29 مارس بعد تحقيق أجراه في يناير في ووهان.

ولم يعط التقرير في ذلك الحين أي رد حاسم، بل أورد أربعة سيناريوهات صنفها على أنها مستبعدة بشكل شبه تام إلى محتملة جدا.

وذكر أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط "محتملة إلى محتملة جدا"، في مقابل "استبعاد شبه تام" لفرضية تسرب الفيروس من مختبر جراء حادث.

ورجح التقرير الفرضية الشائعة بأن الفيروس انتقل بشكل طبيعي من حيوان يعد المصدر أو الخزان هو على الأرجح الخفافيش، عبر حيوان آخر وسيط لم يتم تحديده حتى الآن، غير أن الخبراء رأوا أن الانتقال المباشر للفيروس من الحيوان إلى الإنسان "ممكن إلى مرجح"، من غير أن يستبعدوا نظرية الانتقال عبر اللحوم المجمدة، وهي النظرية التي ترجحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو "ممكن".

وأشار الخبراء إلى أن "أي معطيات تدعم فرضية تسرب من مختبر لم تنشر أو ترفع إلى منظمة الصحة منذ ذلك الحين".

وأثار التقرير عند صدوره انتقادات أخذت عليه تقليله من مسؤولية الصين. وعلق العلماء بأن "الفريق الصيني كان ولا يزال يمتنع عن تقاسم بيانات أولية" ولا سيما حول أول 174 إصابة تم التعرف عليها في ديسمبر 2019.

ورفضت الصين في 13 آب/ أغسطس، دعوة منظمة الصحة إلى تحقيق جديد على الأرض، معتبرة أن التحقيق الأول كاف.

وفي السياق ذاته انتقدت الصين، أمس الأربعاء، "تسييس" الولايات المتحدة لمساعي التوصل إلى منشأ فيروس كورونا، وطالبت بإجراء تحقيق بشأن مختبر عسكري أميركي كمصدر محتمل للفيروس، ويأتي ذلك قبل أيام قليلة من نشر تقرير للمخابرات الأميركية بخصوص منشأ الوباء.

ويهدف التقرير إلى تسوية وجهات نظر متباينة لوكالات المخابرات التي تدرس نظريات مختلفة إزاء كيفية ظهور الفيروس، ومنها نظرية كانت قد رُفضت في السابق وتفيد بأنه "تسرب من مختبر صيني".

وقال المدير العام لإدارة السيطرة على الأسلحة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية، فو كونغ في إفادة صحافية: "جعل الصين كبش فداء لا يمكن أن يبرئ ساحة الولايات المتحدة".

وذكر مسؤول من البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن الرئيس، جو بايدن اطلع على التقرير الذي يندرج تحت بند السرية. وقال: "نتطلع للكشف عن ملخص غير سري بأهم النقاط التي خلُص إليها (التقرير)".

ويقول مسؤولون أميركيون، إنهم "لم يتوقعوا أن تقود المراجعة إلى استنتاجات حاسمة بعد أن عرقلت الصين في وقت سابق الجهود الدولية لجمع معلومات مهمة على الأرض".

وقالت الصين، إنه "من المستبعد بشدة أن يكون الفيروس قد تسرب من أحد مختبراتها، ساخرة من نظرية تقول إن الفيروس أفلت من مختبر بمدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت عدوى كوفيد-19 في أواخر عام 2019 لتتسبب في الجائحة".

ولمحت بكين بدلا من ذلك إلى أن الفيروس تسرب من مختبر في فورت ديتريك بولاية ماريلاند الأميركية عام 2019.

وقال فو كونغ: "العدالة تقتضي أنه إذا كانت الولايات المتحدة تصر على أن هذه فرضية سليمة، فينبغي لهم أن يقوموا بدورهم ويطلبوا التحقيق بشأن مختبراتهم".

وكان فريق مشترك من منظمة الصحة العالمية والصين قد زار مختبر ووهان لعلم الفيروسات، لكن الولايات المتحدة قالت إن "لديها بواعث قلق بشأن مدى حرية الوصول إلى البيانات التي أُتيحت للتحقيق".

التعليقات