انفجار كابُل: 95 قتيلا أفغانيا على الأقل

إصابة 18 عسكريا أميركيا بالتفجير الذي نفذه انتحاريان من تنظيم "داعش" قرب مطار كابل، ومصدر صحي في الحكومة الافغانية السابقة يقول إن عدد القتلى الأفغان 60، بينما تقول طالبان إن عددهم 20* بايدن: لا دليل على تواطؤ طالبان

انفجار كابُل: 95 قتيلا أفغانيا على الأقل

أفغان في مطار كابل لمغادرة البلاد، أمس (أ.ب.)

قال مسؤول في افغانستان إنه تم نقل جثث 95 أفغانيًا على الأقل من موقع هجمات المطار الانتحارية، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس" اليوم، الجمعة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الليلة الماضية عن مقتل 13 عسكريا أميركيا وإصابة 18 آخرين، في انفجار كابل، وكان مسؤول صحّي كبير في الحكومة الافغانية السابقة قد قال في وقت سابق إنّ عدد الضحايا الأفغان ربّما يكون 60 قتيلاً، لكن حركة طالبان أن عدد القتلى الأفغان 20 قتيلا وأنه أصيب 52 آخرين.

وفجّر انتحاريان من تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") أمس، الخميس، حزاميهما الناسفين وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مطار كابول للفرار من بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان عليه، في تفجير مزدوج تلاه هجوم مسلّح.

وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي بدا واضحاً أنّه صدم من هول ما جرى، "مطاردة" منفّذي الهجوم و"تدفيعهم ثمن" قتلهم العسكريين الأميركيين "الأبطال".

والهجوم الذي تبنّاه "داعش" هو أول اعتداء دموي تشهده كابول منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان، في 15 آب/أغسطس، ويأتي قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان، في 31 آب/أغسطس، بعد 20 عاماً من حرب عقيمة ضدّ طالبان.

وسُمع عند منتصف الليلة الماضية دويّ انفجار ثالث قوي في كابول، مما أثار مخاوف من أن يكون هجوم آخر، لكنّ نظام طالبان ما لبث أن قال إنّ الدويّ ليس ناجماً عن هجوم بل عن تدمير القوات الأميركية عتاداً عسكرياً في مطار كابول، وهو أمر لم يؤكّده الجيش الأميركي في الحال.

ودانت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها، ذبيح الله مجاهد، الهجوم وقال "تدين الإمارة الإسلامية بقوة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابول"، مشدّداً على أنّ "الانفجار وقع في منطقة خاضعة أمنياً لمسؤولية القوات الأميركية".

وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض، تعهّد الرئيس الأميركي بملاحقة منفّذي الهجوم الانتحاري، مؤكّداً من جهة ثانية تمسّكه بإنجاز الانسحاب العسكري من أفغانستان، في 31 الجاري، وبمواصلة عمليات الإجلاء إلى ذلك الحين، على الرّغم من الأصوات التي تطالبه، وبعضها من داخل حزبه، بالبقاء لما بعد هذه المهلة النهائية من أجل استكمال عمليات الإجلاء.

وقال بايدن "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم، وكذلك لأي شخص يتمنّى الضرر لأميركا، اعلموا هذا: لن نسامح. لن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن". وأعلن أنّ لا دليل حتى الساعة على حصول "تواطؤ" بين حركة طالبان و"داعش" في الهجوم.

بايدن في البيت الأبيض، أمس (أ.ب.)

ولم يعلن الجيش الأميركي حتى الآن تفاصيل الهجوم، لكنّ قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن أفغانستان، الجنرال كينيث ماكنزي، أشار إلى أنّ بوابة آبي المؤدية إلى مطار كابول شهدت تفجيرين نفّذهما انتحاريان ينتميان إلى "ولاية خراسان" في تنظيم "داعش" وأنه "أعقبهما مسلّحون جهاديون من التنظيم نفسه أطلقوا النار على المدنيين والجنود''.

وتسيطر حركة طالبان على الطرقات المؤدّية إلى بوابات المطار، في حين يتولّى عناصر من المارينز وقوات أخرى تأمين بوابات المطار وحرمه.

وعلى الرّغم من الهجوم تواصلت، أمس، عمليات الإجلاء من مطار كابول. وقال البيت الأبيض أنّ أكثر من مئة الف شخص تمّ إجلاؤهم، منذ 14 آب/أغسطس، عشية استعادة حركة طالبان السلطة في أفغانستان.

ووفقاً للبيت الأبيض فقد "تمّ إجلاء حوالي 7500 شخص من كابول" يوم الخميس على مدار 12 ساعة.

وندّدت دول ومنظمات دولية عديدة حول العالم بالهجوم الانتحاري. ودان الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم ودعا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الى اجتماع لمناقشة الوضع الفوضوي في أفغانستان.

من جانبه، دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، "الاعتداء الارهابي"، وقال إن الأولوية "تبقى إجلاء أكبر عدد ممكن من الناس".

وأعلنت فرنسا إعادة سفيرها في أفغانستان، ديفيد مارتينون، إلى باريس لأسباب أمنية. وشدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أن الوضع لا يزال "محفوفا بالمخاطر" في المطار، وأعلن أن فرنسا ستستمر في إجلاء "مئات من الأفغان".

وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى حذّرت، منذ أول من أمس، من تهديد مرتفع بوقوع "هجوم إرهابي" في منطقة المطار.

وتثير النهاية الوشيكة لعمليات الإجلاء مخاوف من أن العديد من الأفغان الذين عملوا في السنوات الأخيرة مع الأجانب أو الحكومة المخلوعة الموالية للغرب، ويشعرون بالتهديد من طالبان، لن يتمكنوا جميعا من مغادرة البلاد في الوقت المناسب.

التعليقات