واشنطن والقوى الأوروبية: على إيران استئناف المحادثات النووية سريعا ومن حيث توقفت

جددت الولايات المتحدة الأميركية والقوى الأوروبي، دعوتها إلى إيران للعودة سريعا إلى المحادثات النووية، وذلك وسط تحذيرات متزايدة من التأخير وتهديدات باللجوء إلى "خيارات أخرى"

واشنطن والقوى الأوروبية: على إيران استئناف المحادثات النووية سريعا ومن حيث توقفت

تظاهرة خارج مقر المباحثات في فيينا، نيسان الماضي (أ ب)

جددت الولايات المتحدة الأميركية والقوى الأوروبي، دعوتها إلى إيران للعودة سريعا إلى المحادثات النووية، وذلك وسط تحذيرات متزايدة من التأخير وتهديدات باللجوء إلى "خيارات أخرى"، في حال عدم عودة إيران إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول ملفها النووي.

واتفقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، أمس الجمعة، خلال مشاورات في باريس، على ضرورة عودة إيران سريعا إلى المحادثات النووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن المبعوث الأميركي بشأن إيران، روب مالي، تحدث مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حول كيفية استمرار الدبلوماسية في "توفير المسار الأكثر فاعلية" بشأن إيران.

وقال برايس للصحافيين في واشنطن: "نحن متحدون في الاعتقاد بأن المفاوضات يجب أن تستأنف في فيينا في أسرع وقت ممكن، وأن تُستأنف على وجه التحديد حيث توقفت بعد الجولة السادسة".

وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) إلى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع كثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية، مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه عام 2018، في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.

وبعد نحو عام على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، محادثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه.

وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المحادثات بين نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.

ويزور روب مالي باريس، بعدما أجرى جولة خليجية قادته إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن المحادثات ستجري في "مرحلة حرجة"، في وقت لا تزال فرنسا وغيرها من الدول على استعداد لاستئناف محادثات فيينا.

وتابع البيان "في هذه الأثناء، من الملح والأساسي أن توقف إيران انتهاكاتها الخطرة إلى حد غير مسبوق" للاتفاق النووي، داعيا إيران لمعاودة التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بدون إبطاء".

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، الثلاثاء الماضي، عن قلقه لعدم تمكّنه من لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، خلافاً لما نصّ عليه اتّفاق أبرم في 12 أيلول/سبتمبر بين الوكالة الدولية والجمهورية الإسلامية.

ويومها توصّلت الوكالة إلى اتفاق مع طهران على حلّ وسط جديد بشأن مراقبة البرنامج النووي الإيراني، ما أحيا الأمل بإمكانية استئناف محادثات فيينا المتوقفة منذ انتخاب المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي رئيسًا لإيران في حزيران/ يونيو.

وعلى صلة، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إن إيران غير مستعدة للعودة للمباحثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وإن فريقها الجديد للمباحثات يريد مناقشة النصوص التي ستطرح.

وقال المسؤول الأوروبي للصحافيين، شريطة عدم الإفصاح عن هويته: "إنهم (الإيرانيون) غير مستعدين بعد للحوار في فيينا"، مضيفا أنه يعتقد بأن طهران "عازمة بالتأكيد على العودة إلى فيينا وعلى إتمام المباحثات".

وزار مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يتولى مهمة تنسيق المباحثات، إنريكي مورا، العاصمة الإيرانية، طهران، يوم الخميس الماضي؛ للاجتماع مع أعضاء من فريق التفاوض الإيراني، بعد أربعة شهور من توقف المباحثات.

وقبيل زيارة مورا، قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إن الزيارة جاءت في وقت حساس، معتبرين أنه لا يمكن اعتبار أن الأمور "تمضي كالمعتاد" نظرا لتصاعد أنشطة إيران النووية وتعثر المباحثات.

التعليقات