واشنطن: محادثات النووي في فيينا "لا تسير على ما يرام"

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، مساء أمس، الجمعة، أن واشنطن "لم تجد بعد سبيلًا للعودة إلى الاتفاق النووي" الموقع مع طهران في العام 2015، مشيرا إلى أن المحادثات بشأن العودة إلى الامتثال لبنود الاتفاق "لا تسير على ما يرام".

واشنطن: محادثات النووي في فيينا

جايك سوليفان (أ ب)

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، مساء أمس، الجمعة، أن واشنطن "لم تجد بعد سبيلًا للعودة إلى الاتفاق النووي" الموقع مع طهران في العام 2015، مشيرا إلى أن المحادثات بشأن العودة إلى الامتثال لبنود الاتفاق "لا تسير على ما يرام".

وأضاف المسؤول الأميركي: "نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018"، مشددا على أنّ الاتفاق النووي وضع سقفا للبرنامج النووي الإيراني.

وقال سوليفان في ندوة نُظمت عبر الإنترنت، إن الولايات المتحدة نقلت لإيران عبر مفاوضين أوروبيين "انزعاجها" بشأن "تقدم طهران" في برنامجها النووي، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

من جهة أخرى، قال سوليفان في كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، إن المحادثات أحرزت في الأيام الأخيرة "بعض التقدّم".

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى أنّ بلاده تنسّق مع الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومع الصين وروسيا.

تفاؤل روسي

من جانبه، قال الموفد الروسي، ميخائيل أوليانوف، إنه كان من المقرر أن تستأنف المحادثات من حيث توقّفت في حزيران/ يونيو حين طلبت طهران تعليقها بسبب الانتخابات الإيرانية.

وأضاف في تغريدة أنّ الجولة الأخيرة كانت "ناجحة بمعنى أنها أرست أساسًا صالحًا لمفاوضات أكثر عمقًا"، وتابع "الآن يفهم المفاوضون بعضهم البعض بشكل أفضل".

وكان دبلوماسيين فرنسيين وألمان وبريطانيين، قد تحدثوا أمس، الجمعة، عن "تقّدم تقني طفيف" في المفاوضات، إلا أنّهم شدّدوا، في الوقت نفسه، على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنبا لفشلها.

وقال الدبلوماسيون "تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة"، لكنّهم حذّروا من "أننا نتجه سريعا إلى حائط مسدود في هذه المفاوضات"، واعتبروا أن التوقف الذي طلبته إيران "مخيّب للآمال".

في المقابل، أكّد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين "مستعدّون لمواصلة المحادثات" ودعوا الإيرانيين إلى "استئنافها سريعا" وتسريع وتيرتها.

واشنطن ترغب بتسريع وتيرة التفاوض

من جهته، قال مسؤول أميركي رفيع المستوة، إنّ هذه الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا كانت "أفضل مما كان يمكن أن تكون" و"أسوأ مما كان ينبغي أن تكون".

وشدّد المسؤول الذي تحدث طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، على وجوب "حصول تسريع كبير" لوتيرة المفاوضات، مؤكّدًا أنّ المفاوضين الأميركيين مستعدين للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد.

وقال: "إذا استغرق الأمر كلّ هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيّلوا كم من الوقت سيستغرق حلّ القضايا المدرجة على جدول الأعمال".

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قوله للصحافيين، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحًا نوويًا أصبح الآن "قصيرًا فعلاً" وبصورة مثيرة للانزعاج.

ولم يحدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بشكل دقيق هذه المدة، التي تم تقديرها بأنها مسألة شهور، فيما قال إن "الوقت قصير فعلاً. قصير بشكل غير مقبول"، واصفًا ذلك بأنه أمر "مزعج".

الدبلوماسية وحدها لا تكفي!

وفي هذا السياق، حضّ مسؤولون أميركيون سابقون، ومن بينهم وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، ليون بانيتا، والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، إدارة الرئيس جو بايدن، على إطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحرّكات أخرى لإخافة إيران.

وقال هؤلاء المسؤولون السابقون، في بيان مشترك، "من دون إقناع إيران بأنّها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرّت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة"، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.

وفي وقت سابق، الجمعة، اختتمت اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي، الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، مع الاتفاق على استئناف المفاوضات "قريبًا".

وقال منسّق الاتحاد الأوروبي في مفاوضات النووي في فيينا، إنريكي مورا، للصحافيين أمام قصر كوبورغ في العاصمة النمساوية، حيث عقدت المحادثات، "ليس لدينا أشهر أمامنا وإنما أسابيع". وأضاف "لا يمكنني أن أعلن بعد عن موعد رسمي" لاستئناف المفاوضات.

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، إن المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي، سيعود إلى واشنطن في مطلع الأسبوع، بعد تأجيل المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إنقاذ الاتفاق النووي، الجمعة.

التعليقات