تعبئة عامة بصفوف الانفصاليين في شرق أوكرانيا

أعلن زعيمي منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، اليوم السبت، "التعبئة العامة"، بعد يوم من إصدار أوامر بإجلاء مدنيين إلى جنوب روسيا بسبب ما وصفوه بخطر نشوب صراع مسلح،

تعبئة عامة بصفوف الانفصاليين في شرق أوكرانيا

(أ ب)

أعلن زعماء انفصاليون في شرق أوكرانيا، اليوم السبت، "التعبئة العامة"، بعد يوم من إصدار أوامر بإجلاء مدنيين إلى جنوب روسيا بسبب ما وصفوه بخطر نشوب صراع مسلح، وسط تبادل الاتهامات مع القوات الأوكرانية بخرق وقف إطلاق النار، ما يغذي المخاوف الغربية بشأن غزو روسي لأوكرانيا.

وقال زعيم "جمهورية" دونيتسك، دينيس بوشيلين، في تصريح عبر الفيديو بعدما حذّر مراقبون من "تصعيد كبير" بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا على خط المواجهة، "أحضّ إخواني المواطنين في قوات الاحتياط على المجيء إلى مكاتب التجنيد العسكري. لقد وقّعت اليوم مرسوم التعبئة العامة".

كما أقر زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية، أمرا بالتعبئة العامة. وجاء في المرسوم الذي وقعه رئيس المنطقة، ليونيد باسيتشنيك، "أعلن التعبئة العامة على أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية".

ويأتي ذلك بعدما أكد مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم السبت، أن هناك "زيادة كبيرة" في انتهاكات وقف إطلاق النار بين انفصاليين موالين لروسيا والقوات الأوكرانية التي تقاتلهم منذ العام 2014 في شرق أوكرانيا، في نزاع أودى حتى الآن بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

وأشارت المنظمة، في بيان، إلى أن مراقبيها "لاحظوا زيادة كبيرة" في الأعمال المسلحة على طول خط الجبهة، مضيفة أن المنطقة شهدت حاليا عددا من الحوادث يعادل عدد تلك التي وقعت قبل اتفاقية تم توقيعها في تموز/ يوليو 2020 لتعزيز وقف إطلاق النار.

ويتهم زعماء غربيون روسيا التي نشرت قوات لها على الحدود الأوكرانية، بالتحضير لهجوم، فيما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه "مقتنع" بأن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قرر غزو أوكرانيا.

وأكد بوشيلين أن قوات منطقته أحبطت هجمات شنتها كييف، على حد قوله، متّهما الجنود الأوكرانيون بمواصلة هجماتهم على المنطقة. وأضاف "معا سنحقق النصر المنشود والضروري. وسنحمي دونباس وكل الشعب الروسي".

سماع دوي انفجارات شمالي دونيتسك

هذا ونقلت وكالة "رويترز"، عن شاهد عيان، قوله إنه تم سماع دوي عدة انفجارات صباح اليوم في شمال مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا. ولم يتضح سبب الانفجارات. ولم يرد أي تعليق حتى الآن من السلطات الانفصالية أو كييف.

أوكرانيا تعلن مقتل أحد جنودها في قصف للانفصاليين

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني مقتل أحد عناصره، اليوم السبت، خلال مواجهات مع الانفصالين في شرق أوكرانيا، وقالت القيادة العسكرية المشتركة لشرق أوكرانيا "نتيجة قصف مدفعي، أصيب جندي أوكراني بجروح قاتلة بسبب شظايا".

كما أعلنت القوات المسلحة في كييف، في بيان، عن 66 تبادلا لإطلاق النار بحلول الساعة 07:00 صباحا، فيما وصف المتمردون في دونيتسك معقل الانفصاليين الوضع بأنه "خطير".

وأفاد بيان الجيش الأوكراني بأن المتمردين استخدموا قذائف هاون من عيار 82 و120 مليمترا المحظورة، لقصف بلدات ممتدة عبر الجبهة في منطقتي لوغانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا.

وأشار البيان إلى أن "القوات المسلحة تسيطر على الوضع وتواصل تأدية مهمتها لصد واحتواء العدوان المسلح لروسيا".

وأفاد الجيش الأوكراني، صباح اليوم، السبت، بأنه رصد 19 انتهاكا لوقف إطلاق النار من انفصاليين مواليين لروسيا في شرق أوكرانيا، مقارنة مع 66 في اليوم السابق.

وذكر الجيش على صفحته في موقع "فيسبوك" أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 20 تجمعا سكنيا مستخدمين المدفعية الثقيلة المحظورة بموجب اتفاقات مينسك.

وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة هذا الأسبوع، فيما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه استفزاز. فيما نفت حكومة أوكرانيا بشدة تلميح روسيا بأن كييف قد تشن هجوما في شرق البلاد.

وكانت السلطات الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك، قد أعلنت، أمس، الجمعة، عن إجلاء جماعي للنساء والأطفال والمسنين (700 ألف شخص) إلى روسيا المجاورة، متهمة كييف بالتحضير لغزو لأراضيها.

من جهته، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتقديم 10 آلاف روبل (نحو 130 دولار) لكل شخص يتم إجلاؤه من مدن دونباس إلى مدينة روستوف (200 كيلومتر شمال موسكو)، بحسب متحدث الكرملين، ديميتري بيسكوف.

ومساء الجمعة، انفجر خط لأنابيب النفط، في مدينة لوغانسك، وفق ما أفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء. وذكر التقرير أن انفجار خط "دروغبا" لأنابيب النفط قد هز مدينة لوغانسك، مشيرة إلى أنه وقع انفجار ثان في المدينة نفسها بعد انفجار خط الأنابيب، من دون أن يتم تحديد مصدره.

وتنفي موسكو رسميا تورطها في الصراع بين كييف والانفصاليين شرق أوكرانيا، وتقول إنه شأن داخلي أوكراني. لكن مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أفادوا بوجود شحنات منتظمة من الأسلحة الروسية عبر الحدود طوال فترة الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.

وتقع منطقتي دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس شرق أوكرانيا التي مزقها النزاع، والمحتلة جزئيًا من الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ 2014.

التعليقات