بريطانيا: محادثات الأزمة الأوكرانية مجرد "ستار دخاني"

اعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، اليوم السبت، عن خشيتها من أن تكون محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مجرد "ستار دخاني" يستخدمه الكرملين قبل شن هجوم جديد.

بريطانيا: محادثات الأزمة الأوكرانية مجرد

وفدا التفاوض الروسي والأوكراني (أرشيفية - أ ب)

اعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، اليوم السبت، عن خشيتها من أن تكون محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مجرد "ستار دخاني" يستخدمه الكرملين قبل شن هجوم جديد.

وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز"، قالت تراس إنها "مشككة جدا" بشأن المحادثات، معتبرة أن روسيا تستخدمها كوسيلة "لإعادة تجميع" قواتها. وقالت إن "غزوهم لا يجري كما هو مخطط له، ولا نرى أي انسحاب جدي للقوات الروسية أو أي مقترحات جدية مطروحة على الطاولة".

وأضافت أن "الروس كذبوا ويكذبون أيضًا. أخشى أن تكون المفاوضات محاولة جديدة للانعطاف وإطلاق ستار دخاني ضد (الفظائع) المروعة". وأضافت "إذا كانت دولة جدية في المفاوضات، فهي لا تقصف عشوائيا المدنيين في ذلك اليوم".

وفي آخر تصريح حول وضع الغزو الروسي لأوكرانيا، السبت، أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "الكرملين فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الأولية" و"اضطر إلى تعديل خطته العملياتية".

وأضافت الوزارة أن ذلك يتضمن "على الأرجح استخدامًا عشوائيًا للقوة النارية مما يؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية الأوكرانية وتفاقم الأزمة الإنسانية".

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير الماضي، جرت جولات تفاوض عدة بين كييف وموسكو. وافتتحت الجولة الرابعة الإثنين عن بُعد على مستوى الوفود.

ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، صباح اليوم، موسكو إلى الموافقة على "الالتقاء" من أجل "مناقشة" السلام بجدية من أجل تجنيب روسيا عواقب ستبقى آثارها "لأجيال عدة".

وتحدث رئيس الوفد الروسي المفاوض، مساء الجمعة، عن "تقارب" في المواقف بشأن مسألة وضع محايد لأوكرانيا على غرار وضع السويد والنمسا، وعن تقدم بشأن تجريد البلاد من السلاح، مشيرا في المقابل إلى "اختلافات" حول مسألة "الضمانات الأمنية" التي تطالب بها أوكرانيا.

غير أن مستشار زيلينسكي والعضو في الوفد الأوكراني، ميخايلو بودولياك، قال إن "تصريحات الجانب الروسي ليست سوى مطالبهم بالأساس". وأضاف "موقفنا لم يتغير: وقف إطلاق نار وانسحاب القوات (الروسية) وضمانات أمنية قوية مع صيَغ ملموسة".

وفي أعقال التصريحات الصادرة عن رئيسي وفدي التفاوض، الروسي والأوكراني، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤول أوكراني، قوله إن الروس يطلبون تصويت البرلمان على تحويل أوكرانيا إلى دولة محايدة، وأضاف المسؤول أن موسكو تشترط تخفيض الجيش الأوكراني إلى 50 ألفا وعدم استضافة قواعد عسكرية أجنبية.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله إن "الروس يطالبوننا بالاعتراف بسيادة روسيا على القرم واستقلال دونيتسك ولوغانسك".

وكشف المسؤول عن استعداد بلاده لقبول منطقة منزوعة السلاح بعمق 50 إلى 100 كيلومتر على جانبي الحدود، بالإضافة إلى قوات حفظ سلام دولية مع ضمانات لسيادتنا من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.

كما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول غربي أن مستشار الرئيس الأوكراني طرح نموذج النمسا للحياد، مشيرا إلى أن "قبول موسكو بذلك مستبعد" في هذه المرحلة من المفاوضات الجارية بين الجانبين.

التعليقات