أنقرة: روسيا وأوكرانيا ستجريان محادثات جديدة بشأن الحبوب الأسبوع المقبل

قال وزير الدفاع التركي، الأربعاء، إن روسيا وأوكرانيا أحرزتا تقدما كافيا في اتجاه حل النزاع بشأن صادرات الحبوب لإجراء محادثات جديدة في تركيا، الأسبوع المقبل.

أنقرة: روسيا وأوكرانيا ستجريان محادثات جديدة بشأن الحبوب الأسبوع المقبل

الوفود في إسطنبول، الأربعاء (Getty Images)

قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الأربعاء، إن روسيا وأوكرانيا أحرزتا تقدما كافيا في اتجاه حل النزاع بشأن صادرات الحبوب لإجراء محادثات جديدة في تركيا، الأسبوع المقبل.

وقال الوزير خلوصي أكار في بيان عقب المحادثات الأولى في إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني منذ آذار/ مارس إنه "تم الاتفاق على أن يجتمع الوفدان الروسي والأوكراني مرة أخرى في تركيا الأسبوع المقبل".

وأضاف أن وفدي البلدين توصلا إلى اتفاق على "ضوابط مشتركة" في الموانئ وعلى سبل "ضمان سلامة طرق النقل" عبر البحر الأسود.

وأشار إلى أنه يمكن بحلول الأسبوع المقبل الإعلان عن اتفاق نهائي للإفراج عن كمية تقدر بنحو 20 إلى 25 مليون طن من محاصيل الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية.

وقال أكار: "في الاجتماع الذي سنعقده الأسبوع المقبل، ستتم مراجعة جميع التفاصيل مرة أخرى والتوقيع على العمل الذي قمنا به".

وجرت محادثات الأربعاء بمشاركة الأمم المتحدة ومسؤولين أتراك، بهدف كسر الجمود المستمر بشأن صادرات الحبوب والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما يواجه الملايين خطر الجوع.

وانتهى الاجتماع الذي عُقد بين خبراء عسكريين من الدول الثلاث بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة، بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة ولم يدلِ المشاركون فيه بتصريحات أمام الصحافة.

إلا أن متحدث باسم الأمم المتحدة قال إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش سيتحدث قريبًا أمام الصحافيين عن خطوة "إيجابية" في المحادثات.

وقال المتحدث فرحان حق للصحافيين في نيويورك: "نعتقد أن هذا أمر إيجابي و(غوتيريش) سيتحدث أمامكم قريبًا حول سبب ذلك".

واستضافت إسطنبول مجددًا أول محادثات مباشرة بين وفدين روسي وأوكراني منذ 29 آذار/ مارس، فيما يهدد خطر نقص الغذاء أفقر مناطق العالم ولا سيما إفريقيا. إذ تعد أوكرانيا من أهم مصدّري القمح والحبوب في العالم فقد كانت تصدر قبل الحرب 12% من القمح العالمي و15% من الذرة و50% من زيت عباد الشمس.

لكنّ السفن الحربية الروسية والألغام التي زرعتها كييف لمنع تقدم السفن الروسية في أنحاء البحر الأسود، تسبّبت بتوقف صادراتها.

وتواجه محادثات إسطنبول تعقيدات، بسبب الشكوك المتزايدة بأن روسيا تحاول تصدير الحبوب التي استولت عليها من مزارعين أوكرانيين في مناطق واقعة تحت سيطرتها. لكن السلطات الروسية في مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا ردت على ذلك، الأربعاء، متهمة القوات الأوكرانية بأنها تعمدت حرق المحاصيل وتلغيم الحقول والتسبب في انخفاض محصول القمح في المنطقة بمقدار 200 ألف طن.

وأظهرت بيانات نشرتها وكالة الفضاء الأميركية الأسبوع الماضي أن 22% من الأراضي الزراعية في أوكرانيا صارت تحت السيطرة الروسية منذ بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير.

وقبل محادثات إسطنبول، أشار الطرفان إلى أنهما أحرزا تقدمًا مع وجود خلافات. حتى أن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قال إن كييف "على بعد خطوتين من اتفاق مع روسيا". وأضاف في حديث مع صحيفة "إل بايس" الإسبانية: "نحن في المراحل الأخيرة ويعتمد كلّ شيء الآن على روسيا".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن موسكو "قدمت حزمة من المقترحات من أجل التوصل إلى أسرع حل عملي" للأزمة.

والثلاثاء، قالت روسيا إن مطالبها تضمّ الحقّ في "تفتيش السفن لتجنّب تهريب للأسلحة"، وهو مطلب رفضته كييف.

حاول إردوغان الاستفادة من علاقاته الجيّدة مع كلّ من بوتين وفولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا المدعوم من الغرب لتهدئة التوتّر.

ويقول مسؤولون أتراك إن 20 سفينة تجارية موجودة في البحر الأسود، يمكن تحميلها على وجه السرعة بالحبوب الأوكرانية، وإيصالها إلى السوق العالمية.

وعرضت الأمم المتحدة خطة لتسهيل الصادرات، من شأنها إنشاء ممرات آمنة عبر الألغام التي يُعرف مكانها. وحصل الاقتراح على دعم محدود فقط في كلّ من موسكو وكييف.

وطلبت كييف أن تواكب سفنها سفن حربية من دولة صديقة مثل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويرى خبراء أن نزع الألغام من البحر الأسود هو عملية معقّدة قد تستغرق أشهرًا، لكن معالجة أزمة الغذاء العالمية تتطلّب حلولًا سريعة.

وقال كوليبا إنه لا يعتقد أن موسكو تريد بالفعل التوصل إلى اتفاق لأن عائدات مبيعات الحبوب ستساعد في دعم حكومة كييف التي يصنفها الكرملين على أنها "نازية". وقال "إنهم يعلمون أننا إذا بدأنا في التصدير، فسنحصل على عائدات من الأسواق العالمية، وهذا سيجعلنا أقوى".

وتأتي محادثات إسطنبول قبل اجتماع بين إردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني إبراهيم رئيسي، في طهران يوم الثلاثاء المقبل، في إطار قمة تتناول الملف السوري وتتخلّلها محادثات ثنائية روسية-تركية، وفق ما أعلن الكرملين.

التعليقات