تقدُّم الجمهوريين باستطلاعات رأي: بايدن وترامب يحشدان الدعم عشيّة الانتخابات النصفيّة

استطلاع لشبكة "آي بي سي" الإخبارية أظهر أن 49 بالمئة من الأمريكيين يعتبرون الاقتصاد أو التضخم أهم قضية تحدد تصويتهم في الانتخابات النصفية للكونغرس

تقدُّم الجمهوريين باستطلاعات رأي: بايدن وترامب يحشدان الدعم عشيّة الانتخابات النصفيّة

خلال اليوم الأخير من التصويت المبكر (Getty Images)

أظهرت استطلاعات رأي أميركية تقدم "الجمهوريين" في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، مع احتمال عودتهم للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ معا، فيما يدخل سباق انتخابات التجديد النصفي مرحلته الأخيرة مع انتهاء الحملات، الإثنين، عشية استحقاق يمكن أن يُغرق العهد الرئاسي لجو بايدن، وأن يُضعف الدعم الغربي لأوكرانيا، وحتى أن يفتح المجال أمام احتمال عودة الرئيس السابق، دونالد ترامب إلى السلطة.

وذكرت شبكة "آي بي سي" الإخبارية، أن نتائج استطلاع أجرته الأسبوع الماضي، أظهرت أن 49 بالمئة من الأميركيين، اعتبروا "الاقتصاد أو التضخم، أهم قضية تحدد تصويتهم للكونغرس، مقارنة بـ 14 بالمئة قالوا الشيء نفسه عن الإجهاض".

وأوضحت الشبكة أن الاستطلاعات تظهر أن الجمهوريين يتمتعون بميزة إضافية لدى الناخبين، عندما يتعلق الأمر بالمخاوف الاقتصادية، خاصة مع ارتفاع الأسعار واحتمال حدوث ركود.

ويتفوق الجمهوريون بفارق 1.3 نقطة على الديمقراطيين في الاقتراع العام للكونغرس، وفقا لمؤشر "FiveThirtyEight"، المتخصص في استطلاعات الرأي.

الرئيس الأميركي، بايدن (Getty Images)

وأظهرت نتائج استبيان أجرته شركة الاستطلاعات "Cygnal" التابعة للجمهوريين، أن الحزب يتقدم بثلاث نقاط على الديمقراطيين في الاقتراع العام للكونغرس.

بايدن وترامب يحشدان الدعم عشية الانتخابات

يدخل سباق انتخابات التجديد النصفي مرحلته الأخيرة مع انتهاء الحملات، الإثنين، عشية استحقاق يمكن أن يُغرق العهد الرئاسي لجو بايدن وأن يُضعف الدعم الغربي لأوكرانيا وحتى أن يفتح المجال أمام احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة.

وأدلى نحو 40 مليون أميركي بشكل مبكر بأصواتهم، علما بأن مراكز الاقتراع تفتح الثلاثاء.

وفي خطوة لافتة، دعا المالك الجديد لتويتر الملياردير إيلون ماسك الإثنين الناخبين في الولايات المتحدة، لدعم المرشّحين الجمهوريين.

وقال ماسك الذي يحظى بـ114 مليون متابع على تويتر في تغريدة "يحد تشارك السلطة من أسوأ التجاوزات التي يمكن أن تصدر عن الحزبين، لذا أوصي بالتصويت لكونغرس جمهوري، على اعتبار أن الرئيس ديمقراطي".

وفي آخر تصريحات له، حذّر بايدن من أن الديمقراطية الأميركية على المحك، ومن المقرر أن يختتم الرئيس الديمقراطي حملاته لدعم مرشّحي الحزب خلال تجمّع الإثنين، قرب بالتيمور.

في المقابل، يشارك الملياردير الجمهوري في اجتماع الإثنين في أوهايو، وهي ولاية صناعية.

وتظهر استطلاعات الرأي أنّ الجمهوريين يتّجهون لحصد الغالبية في مجلس النواب، مع تطلّع الحزب الذي يميل بشكل متزايد نحو اليمين المتطرف إلى عرقلة مشاريع بايدن بتحقيقات مكثّفة ومعارضة لمشاريعه الإنفاقية.

الرئيس الأميركي السابق، ترامب (Getty Images)

ولم يستبعد الجمهوري كيفن مكارثي، الذي من المرجّح أن يتولى رئاسة مجلس النواب، إطلاق إجراءات لعزل بايدن.

وقال مكارثي في تصريح لشبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية: "لن نستغل أبدا تدابير العزل لأغراض سياسية"، لكنّه استدرك: "لا يعني ذلك أن هذا التدبير لن يتم اللجوء إليه في حال استدعت الأمور ذلك".

ولكن السؤال يحوم حول مصير الأغلبية في مجلس الشيوخ، في حين يعوّل بايدن على بقائها بيد الديمقراطيين للاحتفاظ بقدرة على مقارعة الجمهوريين.

ومن شأن سيطرة الجمهوريون على الكونغرس بمجلسيه، أن يسقط الأجندة التشريعية للرئيس الديمقراطي.

وفي هذه الحال، ستطرح تساؤلات حول كل المسائل من سياسات أزمة المناخ التي سيعرضها بايدن في مؤتمر الأطراف "كوب27"، المنعقد في مصر هذا الأسبوع، وصولا إلى ملف أوكرانيا، حيث لا يبدي الجمهوريون حماسة للإبقاء على الوتيرة نفسها للمساعدات المالية والعسكرية.

وفي حين أصر مكارثي على دعه لأوكرانيا، قال في تصريح لـ"سي.ان.ان" إنه لن يكون هناك أي "صك على بياض" على هذا الصعيد، في استعادة لموقف الجناح اليميني المتطرف المؤيد لترامب في حزبه.

"جرس إنذار لبايدن"

ومن شأن المسار الذي ستسلكه الأمور، الثلاثاء، أن يحدد ما إذا الرئيس الذي يبلغ هذا الشهر الثمانين، وهو الأكبر سنا في المنصب في بلاده، سيترشح لولاية ثانية أو سيعلن عزوفه عن ذلك، ما سيغرق حزبه في ضبابية جديدة.

وتدور المنافسة حول جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها الإجمالي 100 مقعد وعدد من المناصب الحكومية.

ومُنح المرشّحون الديمراطيون دفعا قويا خلال الحملة الانتخابية، من قبل السياسيين الأكثر شعبية في الحزب، بمن فيهم الرئيسان السابقان، باراك أوباما، وبيل كلينتون، في مسعى لتفادي "موجة" جمهورية متوقّعة.

لكن شعبية الحزب الديمقراطي تشهد تراجعا منذ الصيف، مع تركيز الجمهوريين في حملاتهم على التضخم المتسارع والجرائم والهجرة غير النظامية، وهي ملفات تثقل كاهل الإدارة الديمقراطية.

ترامب خلال تجمّع انتخابيّ (Getty Images)

وقال الحاكم الجمهوري لفرجينيا، غلين يونغكين "سيكون ذلك جرس إنذار للرئيس بايدن". ويونغكين من الشخصيات الصاعدة في الحزب الجمهوري ومن المطروحة أسماؤهم للرئاسة في العام 2024.

ورغم أنّ السباق في مجلس الشيوخ يبدو محتدما، إلّا أنّ الديمقراطيين يأملون الاحتفاظ بغالبيتهم الضئيلة في هذا المجلس، بفضل نائبة الرئيس، كامالا هاريس، صاحبة الصوت المرجّح.

وقال ديف واسرمان، الكاتب في نشرة "كوك بوليتياكل ريبورت"، إن المرشحين الجمهوريين يتمتعون بأفضلية ضئيلة لدى الناخبين الذين لم يحسموا بعد قرارهم.

وقال واسرمان في تصريح لشبكة "إم.إس.إن.بي.سي"، إن الجمهوريين قد يكسبون ما بين 15 و25 مقعدا في مجلس النواب، كما قد يكسبون المقعد الذي يمنحهم الغالبية المطلقة في مجلس الشيوخ.

وتفيد الاستطلاعات بأن التنافس سيكون محتدما في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وإريزونا وجورجيا وويسكونسن ونيوهامشر وأوهايو. وأي من هذه الولايات قادر على قلب ميزان القوى.

وخلال الحملة الانتخابية، ركّز الديمقراطيون على حقوق التصويت والحق في الإجهاض والرفاهية، وعلى التهديد الذي يمثله الدعم المتزايد بين الجمهوريين المؤيدين لترامب لنظرية المؤامرة السياسية.

(Getty Images)

في المقابل، ركّز الجمهوريون في حملاتهم على أنّ التصويت للديمقراطيين، يعني أنّه لن تكون هناك نهاية للتضخّم المرتفع وتصاعد جرائم العنف، وذلك في إطار سعيهم إلى جعل الانتخابات النصفية استفتاءً على الرئيس.

ومع تراجع نسبة تأييد الرئيس إلى نحو 42 في المئة، تجنّب بايدن المشاركة في حملات انتخابية في الولايات، حيث المنافسة محتدمة.

البيت الأبيض يؤكد "الدعم الأميركي الثابت" لأوكرانيا وإن فاز الحزب الجمهوري في الانتخابات

من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض، الإثنين، أن الدعم الأميركي للجهود التي تبذلها أوكرانيا في الحرب الدائرة على أرضها، سيكون "ثابتا"، حتى وإن فاز الجمهوريون الذي أعربوا عن هواجس حيال حجم الإنفاق، في الانتخابات النصفية.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارين جان-بيار: "نحن واثقون من أن دعم الولايات المتحدة سيكون راسخا وثابتا"، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن "ملتزم العمل بطريقة تلقى تأييد الحزبين، كما كان يفعل، لدعم أوكرانيا".

وحذّر كيفن ماكارثي، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الذي سيتولى رئاسة المجلس إذا فاز الجمهوريون في الانتخابات النصفية، مؤخرا من أن أوكرانيا لن تحظى بـ"صك على بياض" إذا تولى حزبه السلطة.

وندد بعض الجمهوريين بمستوى الدعم الأميركي لأوكرانيا الذي يشمل مساعدات بقيمة 40 مليار دولار أقرت في أيار/ مايو، بينما طلب بايدن مبلغا إضافيا قدره 11,2 مليار دولار.

التعليقات