إرجاء تصويت مجلس الأمن على مشروع جديد حول غزة إلى الثلاثاء

يدعو مشروع القرار الذي طرحته الإمارات إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة".

إرجاء تصويت مجلس الأمن على مشروع جديد حول غزة إلى الثلاثاء

(Gettyimages)

أرجئ تصويت مجلس الأمن الدولي حول الحرب على غزة والذي كان مقررا الإثنين إلى الثلاثاء لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص المقترح، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وطلبت الإمارات العربية المتحدة التي طرحت مشروع قرار جديد يدعو إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية" في غزة، إرجاء التصويت، على أن يتم الثلاثاء في موعد لم يحدد بعد، بحسب المصادر نفسها.

واستخدمت الولايات المتحدة في التاسع من كانون الأول/ديسمبر حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة حيث تواصل إسرائيل حربا مدمرة وتوغلا بريا واسع النطاق ردا على هجوم حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وذلك رغم ضغوط غير مسبوقة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وعلى الأثر، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا غير ملزم بهذا الصدد بغالبية 153 صوتا من أصل الدول الأعضاء الـ193، فيما صوتت عشر دول ضده وامتنعت 23 عن التصويت.

وبعد هذا التأييد الساحق للقرار، أعلنت الدول العربية طرح نص جديد للتصويت في مجلس الأمن.

ويدعو مشروع القرار الذي طرحته الإمارات إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة".

ويطالب النص طرفي النزاع بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة "برا وبحرا وجوا".

كذلك، يؤكد النص دعم حل الدولتين و"يشدد على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية".

على غرار المسودة السابقة والقرار الذي أقرته الجمعية العامة، لا يذكر النص المطروح حركة "حماس" بالاسم، وهو ما تنتقده الولايات المتحدة وإسرائيل على الدوام، مكتفيا بالتنديد بـ"كل الهجمات العشوائية ضد المدنيين وكل الأعمال الإرهابية"، وبالمطالبة بالإفراج عن الرهائن.

ويتعرض مجلس الأمن لانتقادات شديدة منذ اندلاع الحرب، إذ لم ينجح سوى في إصدار قرار واحد في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر يدعو إلى "هدنات وممرات إنسانية"، فيما تم رفض خمس مسودات، اثنتان منها بسبب استخدام واشنطن حق النقض ضدهما.

وحذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل أيام قليلة إسرائيل من أنها قد تخسر دعم الأسرة الدولية بسبب قصفها "العشوائي" على قطاع غزة.

ورأى لوي شاربونو من منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن "على الولايات المتحدة دعم هذا الكلام بالتحرك في مجلس الأمن من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل والمجموعات المسلحة الفلسطينية لحضها على احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين".

واعتبرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، الإثنين أن "أي استخدام لحق النقض سيعني مزيدا من الوفيات ومزيدا من المجاعة ومزيدا من المعاناة" داعية الأميركيين إلى دعم النص.

وسئل المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الإثنين عن الموقف الأميركي المحتمل من مشروع القرار الجديد، فأجاب أنه لا يريد "التكهن"، مضيفا "نحن في صلب عملية المفاوضات".

وتعتبر قرارات مجلس الأمن ملزمة ولو أن الدول المعنية بها تتجاهلها بانتظام.

وانطلقت شرارة الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة. ردا على الهجوم، هددت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وبدأت حربا واسعة النطاق تسببت بدمار هائل في قطاع غزة وأوقع 19453 شهيدا على الأقل، نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة.

وأعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، من منبر الجمعية العامة الجمعة أن "هناك موقفا أخلاقيا واحدا في مواجهة مثل هذه الفظائع، وهو وقف إطلاق النار بشكل فوري ووقف الإبادة الجماعية".

ورد السفير الإسرائيلي، غلعاد إردان، معتبرا أن "الدعوة إلى وقف إطلاق نار الآن في وقت لا يزال الرهائن محتجزين هو أكثر الأمور لاأخلاقية".

التعليقات