تحقيق: التجسّس على 30 صحافيًا ومحاميًا وناشطًا على الأقلّ باستخدام بيغاسوس في الأردن

قالت منظمة "أكسيس ناو": "نعتقد أن هذا مجرد غيض من فيض عندما يتعلق الأمر باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس (الإسرائيلي) في الأردن، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك بكثير".

تحقيق: التجسّس على 30 صحافيًا ومحاميًا وناشطًا على الأقلّ باستخدام بيغاسوس في الأردن

(أرشيفية - Getty Images)

استُخدم برنامج التجسّس الإسرائيليّ "بيغاسوس" في الأردن، لاختراق الهواتف المحمولة، لما لا يقلّ عن 30 شخصا، بينهم صحافيون ومحامون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان والمعارضة، بحسب ما قالت منظمة "أكسيس ناو"، المعنية بالدفاع عن الحقوق الرقمية، اليوم الخميس.

وأوضحت المنظمة في تقرير، أن الاختراق باستخدام برامج بيغاسوس، الذي صنعته شركة "إن إس أو غروب" الإسرائيلية، حدث في الفترة من أوائل عام 2020 حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ولم تتهم الحكومة الأردنية بالقرصنة، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء.

وكان أحد الأهداف هو نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، آدم كوغل، الذي قال في مقابلة إنه من الصعب تصور من سيكون مهتما باختراق المستهدفين غير الحكومة الأردنية.

ولم تعلق الحكومة الأردنية على الفور بشأن التقرير الصادر اليوم.

وفي تقرير صدر عام 2022 يشرح بالتفصيل مجموعة أصغر بكثير من ضحايا برنامج بيغاسوس في الأردن، حدد المحققون الرقميون في "سيتيزن لاب" بجامعة تورونتو اثنين من مشغلي برنامج التجسس، قال التقرير إنهما ربما كانا يعملان لصالح الحكومة الأردنية. وقبل ذلك بعام، نشر موقع "أكسيوس" تقريرا عن المفاوضات بين الحكومة الأردنية و"إن إس أو غروب".

وقالت منظمة "أكسيس ناو": "نعتقد أن هذا مجرد غيض من فيض عندما يتعلق الأمر باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس في الأردن، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك بكثير". وأشارت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مروة فطافطة، إلى أن ما لا يقل عن 30 من أصل 35 فردا مستهدفا معروفا تم اختراقهم بنجاح.

وأكد "سيتيزن لاب" جميع حالات الاختراق باستثناء خمس، حيث طلب 21 ضحية عدم الكشف عن هويتهم، مشيرين إلى خطر الانتقام. وتم التعريف بالباقين من قِبل "هيومن رايتس ووتش"، ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، ومشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.

وتقول "إن إس أو غروب" إنها تبيع البرنامج فقط إلى وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون التي تم فحصها، لاستخدامها فقط ضد الإرهابيين والمجرمين الخطرين. لكن باحثي الأمن السيبراني الذين تتبعوا استخدام برامج التجسس في 45 دولة، وثقوا العشرات من حالات إساءة استخدام برامج التجسس ذات الدوافع السياسية - من المكسيك إلى تايلاند، ومن بولندا إلى السعودية.

وقال متحدث باسم "إن إس أو غروب" إن المجموعة لن تؤكد أو تنفي هويات عملائها. وتقول المجموعة إنها تقوم بفحص العملاء وتحقق في أي تقرير عن إساءة استخدام برنامج التجسس الخاص بها، على حدّ زعمها.

ولم تقتنع الحكومة الأميركية وأدرجت مجموعة "إن إس أو غروب" على القائمة السوداء في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، عندما رفعت شركة "أبل" صانعة هاتف "آيفون"، دعوى قضائية ضدها، ووصفت موظفيها بأنهم "مرتزقة غير أخلاقيين في القرن الحادي والعشرين، أنشأوا آلات مراقبة إلكترونية متطورة للغاية تؤدي إلى انتهاكات متكررة وصارخة".

التعليقات