حلب تفقد الطفل "بائع البسكويت"

لم يكن "بائع البسكويت"، كما يسميه القاطنون في أحياء حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، يعلم أنه لن يستطيع إيصال الليرات القليلة التي جمعها جراء بيعه البسكويت إلى عائلته كعادته.

حلب تفقد الطفل

لم يكن "بائع البسكويت"، كما يسميه القاطنون في أحياء حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، يعلم أنه لن يستطيع إيصال الليرات القليلة التي جمعها جراء بيعه البسكويت إلى عائلته كعادته.

فهذا الطفل الذي يبلغ من العمر عشر سنوات فقط، قتل جراء قصف قوات النظام حي بستان القصر، بحسب ناشطين سوريين معارضين. فحمله أحد المسعفين على كتفيه إلى أهله. إلا أن الليرات حافظت على مكانها في جيب بنطاله.

لا يعلم معظم سكان الحي اسم الطفل الحقيقي. لكنهم كانوا يشاهدونه يومياً يبيع البسكويت في شوارع وأزقة أحياء حلب.

وقال الناشط الإعلامي في حلب محمد نيال إن "الطفل كان يحمل بشكل دائم صندوقاً من الورق المقوى، فيه بضع قطع من البسكويت ليبيعها بين الأحياء ويعيل عائلته بثمنها، قبل أن تتعرض المنطقة التي كان يتواجد فيها إلى قصف جوي من قبل قوات النظام أودى بحياته".

وذكرت بعض التنسيقيات الإعلامية المعارضة أن "الناشطين وجدوا في جيب الطفل بعد مقتله عدداً من القطع النقدية، والبسكويت الذي تلطخ بدمائه".

وفي وقت سابق، قال تقرير أن نحو ألفي مدني بينهم أكثر من 500 طفل سقطوا منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام السوري غالبيتها بالبراميل المتفجرة على حلب، فيما تستمر حملة القصف قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس «بلغ عدد المدنيين الذين تمكن المرصد من توثيق استشهادهم بسبب القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي 1963 شخصا، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الحالي».

وأوضح أن القتلى يتوزعون بين «567 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلا فوق سن الثامنة عشرة». 

ولا يشمل هذا الإحصاء القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية.

التعليقات