المحاصِر بات محاصَرًا: المعارضة تبدأ "تحرير حلب"

​أعلنت غرفة عمليات "جيش الفتح" في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، بدء مرحلة جديدة من المعركة التي أطلقت قبل أسبوع لفك حصار حلب، وتهدف هذه المرحلة إلى "تحرير كامل المدينة" من قبضة النظام السوري والمسلحين الموالين له.

المحاصِر بات محاصَرًا: المعارضة تبدأ "تحرير حلب"

احتفالات بفك الحصار (أ.ف.ب)

أعلنت غرفة عمليات 'جيش الفتح' في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، بدء مرحلة جديدة من المعركة التي أطلقت قبل أسبوع لفك حصار حلب، وتهدف هذه المرحلة إلى 'تحرير كامل المدينة' من قبضة النظام السوري والمسلحين الموالين له.

وقال 'جيش الفتح' في بيان له، إنه 'يعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة'، مشيرًا أنه سيضاعف أعداد مقاتليه وفقًا لما تتطلبه هذه 'الملحمة الكبرى' كما وصفها.

الرسائل الثلاث

وبعث 'جيش الفتح' بثلاث رسائل إلى عناوين مختلفة، واحدة إلى سكان الأحياء الغربية والأحياء الأخرى التي سيطر عليها النظام والمسلحين من حلفائه، والثانية للنظام السوري والثالثة لمقاتليه.

وفي رسالته إلى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، قال إن 'هدف جيش الفتح نصرة المظلومين من أهلنا في الشام، وإزاحة هذا النظام الجاثم على قلوبهم (...) من لم يعن النظام ولم يتعرض لأهل الشام بسوء لن نتعرض له وله منا الأمن والأمان'.

وفي الرسالة الثانية منح عناصر قوات النظام السوري الفرصة للانشقاق عنه خلال 'ما تبقى من وقت'، وأنهم يملكون أيامًا معدودة لتحقيق ذلك، قبل أن تنتهي المهلة و'عندها لن ينفعهم الندم'، مشيرًا إلى أن النظام سيدحر من حلب لا محالة.

وفي رسالته الثالثة خاطب جيش الفتح مقاتليه وطالبهم بالاعتناء بسكان حلب والرفق بهم.

اشتباكات متقطعة

وشهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة، غداة تعرض جيش النظام لضربة قوية بعدما تمكنت فصائل المعارضة من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية والسيطرة على كلية المدفعية ومناطق حيوية أخرى.

وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو المعارضة يطوقون عمليًا أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012.

وقالت المعارضة السورية إنها كبدت قوات النظام خسائر كبيرة خلال المعارك التي بدأت نهاية تموز/ يوليو المنصرم والمستمرة حتى اليوم، على الرغم من مساندة سلاح الجو الروسي ومقاتلين أجانب، بينهم جنود في 'حزب الله' للنظام في المواجهات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: 'تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل' في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة جيش النظام السوري لمواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.

لأول مرة: مساعدات للأحياء الغربية

وأدخلت قوات النظام السوري عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر طريق الكاستيلو، الذي سيطرت عليه لمحاصرة الأحياء الشرقية، إلى الأحياء الغربية في مدينة حلب، بعد تمكن الفصائل من قطع طريق الإمداد الرئيسي جنوب غرب المدينة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس 'تمكنت قوات النظام منذ ليل أمس حتى الفجر من إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو'.

ويخشى سكان الأحياء الغربية أن يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، ما دفع قوات النظام إلى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الإمداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز/ يوليو إثر معارك ضارية امتدت لأسابيع.

وبحسب عبد الرحمن 'ادخلت قوات النظام هذه المساعدات بعدما سلكت جزءا من طريق الكاستيلو محاذ لحي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، لتجنب القصف من جهة الفصائل وسط إجراءات أمنية مشددة'.

اقرأ/ي أيضًا | فك الحصار عن حلب: #الله_محيي_الثوار

وقال إن هذه الطريق 'باتت المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل مؤقت عن الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة'.

التعليقات