حلب: معارك ضارية بالأحياء الشرقية

مقاتلو المعارضة يصدون قوات النظام في حي الشيخ سعيد، الذي إذا سقط بأيدي النظام ستقع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة* تشاووش أوغلو: الأسد مسؤول عن مقتل 600 ألف مواطن بسورية ولا يصلح للحكم

حلب: معارك ضارية بالأحياء الشرقية

(أ.ف.ب)

تدافع الفصائل المقاتلة بشراسة اليوم، الجمعة، عن حي الشيخ سعيد الكبير في شرق مدينة حلب التي شهدت معارك ليلية ضارية، وفي مواجهة قوات النظام التي استعادت نحو نصف الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وتمكن المقاتلون بعد الهجوم الذي شنته القوات النظامية وتقدمها السريع في شرق المدينة، من صد هذه القوات خلال الليل في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الاحياء الشرقية وخاضوا معها معارك ضارية، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت القوات النظامية وحلفاؤها بفضل الدعم الاستراتيجي الروسي في 15 تشرين الثاني/نوفمبر هجوما كبيرا على الأحياء الشرقية بحلب.

وأمطرت القوات النظامية المدعومة من إيران وروسيا الأحياء الشرقية بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى تدمير كبير في هذه الأحياء ونزوح أكثر من 50 ألف شخص وسط استنكار غربي وتجاهل لدعوة الأمم المتحدة لإرساء هدنة.

وتمكنت الفصائل من استعادة 70% من حي الشيخ سعيد.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إنه 'يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد بأي ثمن استعادة الحي'، مشيرا إلى 'أن استعادته تهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الأخرى'.

وأضاف أن خسارة الحي 'ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصا بعد خسارتهم' جزءا واسعا من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة.

وقال إن هؤلاء 'يقاومون بشراسة لأنهم يعلمون أنهم سيقعون بين فكي كماشة إذا سقط الشيخ سعيد'.

ونشر النظام أمس المئات من عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري 'تمهيدا لحرب شوارع' في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب حيث يختلط السكان بالمقاتلين، بحسب عبد الرحمن.

وأطلقت الفصائل المقاتلة قذائف الليلة الماضية الخميس على الأحياء الغربية لحلب ما أسفر عن إصابات، حسبما أفاد المرصد ومراسل وكالة فرانس برس في المكان.

وأمام المأزق الذي وصلت إليه المحادثات حول حل سياسي للأزمة في سورية، وقعت أكثر من 200 منظمة غير حكومية تعمل في المجال الإنساني والحقوقي والد على نداء يطالب بأن تتسلم الجمعية العامة للأمم المتحدة الملف السوري بسبب عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي خطوة بشأن هذا الملف.

وعرضت روسيا أمس فتح أربعة ممرات إنسانية من حلب الشرقية من أجل إجلاء الناس وخصوصا الجرحى ونقل المساعدات.

لكن مسؤولا كبيرا بالمعارضة السورية وجه الاتهام لروسيا، اليوم، بالمماطلة وعدم الجدية في أول محادثات تجريها مع جماعات معارضة من مدينة حلب السورية في مؤشر على أن الاجتماعات المنعقدة في تركيا لن تحقق أي تقدم.

وقال المسؤول إن مقاتلي المعارضة انضموا للمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرق حلب، مضيفا أنه توجد 'مماطلة شديدة من الروس'.

وحذار من أنه 'إذا ما دخلت الدول العربية والولايات المتحدة على الخط فنحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على نفس الوتيرة'.

من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم، إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية ووصف الوضع في حلب بالخطير وقال إن رئيس النظام بشار الأسد لا يصلح للحكم.

وردا على سؤال عن الأسد، في مؤتمر صحفي ببيروت، ذكر تشاووش أوغلو أنه ما من شك أن الأسد مسؤول عن مقتل 600 ألف شخص وأن من له سجل مثل هذا لا ينبغي أن يحكم دولة.

وقال تشاووش أوغلو إن تركيا تتحدث إلى إيران وروسيا حليفتي الأسد بالإضافة إلى سورية ولبنان عن محاولة التوصل إلى حل في سورية.

 

التعليقات