روسيا تخرج المعارضة المسلحة والنظام يقصف دوما

توصل فصيل "جيش الإسلام" وروسيا، اليوم الأحد، إلى اتفاق "نهائي" يقضي بإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 روسيا تخرج المعارضة المسلحة والنظام يقصف دوما

(أ ب)

توصل فصيل "جيش الإسلام" وروسيا، اليوم الأحد، إلى اتفاق "نهائي" يقضي بإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد أن الاتفاق يقضي "بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سورية، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة" في خطوة أولى قبل أن "تعود المؤسسات الحكومية إليها".

وتركزت المفاوضات التي تستمر منذ فترة، مؤخراً على وجهة جيش الإسلام لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى مناطق تسيطر عليها فصائل موالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وأكدت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، الأحد نقلاً عن مصادر ديبلوماسية أن "الاتفاق مع جيش الإسلام تم"، مرجحة أن يبدأ تنفيذه بتسليم السلاح الثقيل قبل مغادرة المدينة.

وكانت قوات النظام عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع استمرار المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.

ولطالما كرر قادة جيش الإسلام رفضهم أي حل يتضمن اجلاءهم الى أي منطقة أخرى، وكانوا يأملون التوصل الى اتفاق يقضي ببقاء الفصيل المعارض في دوما مع دخول الشرطة العسكرية الروسية إليها.

ويأتي التوصل الى الاتفاق النهائي بعد ساعات على اتفاق آخر لإجلاء مئات المدنيين من دوما، وفق المرصد، الذي قال إن بينهم "نشطاء وأطباء وعائلات من فصيل فيلق الرحمن" الذي خرج من الغوطة الشرقية خلال الأسبوع الماضي.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري عن بدء عملية الإجلاء الجزئية من مدينة دوما، لكنه أشار إلى خروج "عدد من مسلحي فيلق الرحمن".

وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير، ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيقت القوات الحكومية تدريجيا الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت باجلاء من جيبي حرستا وجنوب الغوطة.

وانتهت السبت عملية إجلاء مقاتلي فيلق الرحمن ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام. وكان تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا.

وباتت قوات النظام بذلك تسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية إثر الهجوم العنيف الذي تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري.

وكانت قوات النظام أعلنت السيطرة على كامل الغوطة الشرقية باستثناء مدينة دوما وذلك بعد خروج الدفعة الثامنة والأخيرة من القطاع الأوسط بالغوطة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ القافلة الثامنة والأخيرة من مهجري القطاع الأوسط بالغوطة، وتضمّ 65 حافلة تقل 2935 شخصاً؛ وصلت إلى قلعة المضيق في ريف حماة وسط أنباء عن تعرضها إلى إطلاق نار في المناطق الموالية للنظام ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء من ركاب إحدى الحافلات.

في غضون ذلك، توصلت اللجنة التفاوضية التي تضم كلاً من "القيادات المدنية" وممثلي "جيش الإسلام" إلى اتفاق مع الجانب الروسي على إجلاء المصابين من مدينة دوما إلى الشمال السوري، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية خروج نحو 154 ألف شخص من الغوطة الشرقية منذ بدء الهدن الإنسانية.

وقال مركز المصالحة الروسي في سورية، إنّ "أكثر من 100 مدني خرجوا اليوم عبر الممر الإنساني في منطقة مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية".

وكان جيش النظام قال إنّ الحملة العسكرية، التي شنها ضد الغوطة منذ 18 فبراير/شباط الماضي وتسببت في مقتل أكثر من 1600 مدني، "حققت الأمن للعاصمة وأمّنت الطرق السريعة من دمشق للمناطق الأخرى في البلاد".

من جانبه، أعلن عضو الاتحاد الروسي والمسؤول في وزارة الدفاع نيكولا تيبلوف، أنّ "إتمام عملية القضاء على الإرهاب بالكامل في الغوطة الشرقية أصبح أمراً لازماً ولا يحتمل المساومة، وقواتنا الجوية الفضائية في تمام الجاهزية لإنهاء هذا الوضع غير المستقر".

وأضاف: "نعتقد أنّ المهلة التي تم إعطاؤها للمجموعات المسلحة غير الشرعية في منطقة دوما كانت كافية لتحديد خياراتهم في الخروج أو البقاء تحت سيطرة القوات الحكومية السورية".

من جهته، اعتبر "المركز الروسي للمصالحة" في سورية أنّ الاستكمال الناجح لعمليات إجلاء المسلحين عن معظم مناطق الغوطة الشرقية، يمكن أن يساعد في إقناع "جيش الإسلام" بوقف القتال ونزع سلاحه.

وقال رئيس مركز المصالحة، يوري يفتوشينكو للصحافيين: "النجاح في ترتيب انسحاب مسلحي "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" من الغوطة الشرقية، أظهر جدوى الجهود المبذولة، وإمكانية إقناع تنظيم "جيش الإسلام" الذي يبقي عناصره في المنطقة، بضرورة وقف القتال وترك سلاحه".

وأكد يفتوشينكو انتهاء عملية إجلاء مسلحي "فيلق الرحمن" من الغوطة، مشيراً إلى أن أكثر من 41 ألف من مقاتلي التنظيم وعوائلهم غادروا جوبر وزملكا وعين ترما وعربين خلال الأيام الـ8 الأخيرة.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، اليوم الأحد، نقلاً عن عمّا وصفته بمصادر دبلوماسية غربية في دمشق، أن الاتفاق مع "جيش الإسلام"، تم، وقد يبدأ تنفيذه اعتباراً من اليوم، من ناحية تسليم السلاح الثقيل والاستعداد لمغادرة المدينة نحو مناطق في شمال سورية تقع تحت السيطرة التركية.

ونقلت "الوطن" عن مصدر عسكري من النظام، أنّ النظام السوري "أعطى منذ أمس الأول مسلحي جيش الإسلام 48 ساعة للموافقة على شروط الانسحاب والخروج من دوما، وإلا فإن الجيش سيدخل المدينة".

وأشارت الصحيفة إلى بيان لقوات النظام بشأن استمرار العمليات القتالية في محيط دوما، تزامناً مع الأنباء عن انتشار حشود عسكرية كبيرة في محيط المدينة.

وكان "جيش الإسلام" أكّد أنّ المفاوضات حول الوضع في دوما "تسير في الاتجاه الصحيح"، إلا أنه جدد رفضه "التهجير القسري" لأبناء المدينة.

 

التعليقات