المعارضة: لم يتم الاتفاق على مغادرة دوما بالغوطة الشرقية

بعد مفاوضات شاقة، توصل فصيل "جيش الإسلام" وروسيا إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد لسيطرة النظام السوري على كامل منطقة الغوطة.

المعارضة: لم يتم الاتفاق على مغادرة دوما بالغوطة الشرقية

(أ ب)

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، ما أعلنه جيش النظام السوري، بشأن التوصل إلى اتفاق لإخلاء مدينة دوما من فصائل المعارضة والمدنيين الذين يرغبون في ذلك، فيما نفت مصادر مقربة من المعارضة ورئيس المجلس المحلي لمدينة دوما التوصل إلى أي اتفاق.

ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا و"جيش الإسلام"، بخروج فصائل المعارضة من دوما إلى مدينة جرابلس الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، مقابل تسليم أسلحتهم.

وبحسب المرصد وإعلان النظام توصل فصيل "جيش الإسلام" وروسيا إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد لسيطرة النظام السوري على كامل منطقة الغوطة.

فيما قال رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما إن التقارير حول اتفاق لتسليم المدينة للحكومة المركزية ليست صحيحة.

وأوضح إياد عبد العزيز أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بأن يغادر فصيل "جيش الإسلام" دوما إلى شمال سورية، وأن يسلم المدينة للقوات الحكومية. لكنه أشار إلى أن "الحالات الإنسانية" سيسمح لها بالمغادرة يوم غد الإثنين.

ويحتاج مئات السكان إلى رعاية طبية عاجلة بسبب الحرب والحصار. وتقوم الحكومة بشكل روتيني بمنع منظمات الإغاثة من إجلاء المرضى من المناطق المحاصرة للحصول على الرعاية الطبية.

وقال مسؤول في المعارضة لقناة "العربية" السعودية الفضائية إن "جيش الإسلام" ما زال يشارك في محادثات مع روسيا بشأن مستقبل دوما. وروسيا هي الداعم الرئيسي للنظام السوري.

وأضاف أحمد رمضان أن تركيا، التي تدعم مختلف جماعات المعارضة السورية وتتقاسم السيطرة على جزء من أراضي المعارضة في شمال سورية، هي أيضا طرف في هذه المحادثات.

ويشار إلى أن الاتفاق أعلنه الإعلام الرسمي للنظام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم يعلق "جيش الإسلام" بعد بهذا الشأن، ولم يصدر أي تأكيد رسمي.

ويأتي الاتفاق غداة إعلان النظام مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، بعد سيطرته على "جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية" إثر انتهاء ثاني عملية إجلاء من المنطقة التي شكلت منذ العام 2012 معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة.

وأفاد المرصد السوري، اليوم الأحد، عن التوصل إلى "اتفاق نهائي" بين روسيا وفصيل "جيش الإسلام" في مدينة دوما، يقضي "بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سورية، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إليها"، في خطوة أولى قبل دخول المؤسسات الحكومية.

وتركزت المفاوضات مؤخرًا على وجهة "جيش الإسلام"، لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي. وكانت قوات النظام عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيدًا لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل "جيش الإسلام".

ولطالما كرر قادة جيش الإسلام رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى.

وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 شباط/ فبراير ترافق لاحقًا مع عملية برية، ضيقت القوات النظامية تدريجا الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء من جيبي حرستا وجنوب الغوطة.

وانتهت السبت عملية إجلاء مقاتلي "فيلق الرحمن" ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية، وذلك بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام. وكان تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا.

وباتت قوات النظام بذلك تسيطر على 95% من مساحة الغوطة الشرقية، إثر الهجوم العنيف الذي تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري.

وكانت دوما إحدى النقاط الرئيسية لانتفاضة الربيع العربي ضد نظام بشار الأسد في 2011. وردت أجهزة الأمن بحصار البلدة وبلدات أخرى حول دمشق، وقصفت المستشفيات والمناطق السكنية ومنعت دخول المساعدات الغذائية والطبية. وهي واحدة من بين آخر جيوب المعارضة المسلحة بريف دمشق التي صمدت أمام الحكومة.

التعليقات