رغم معارضة روسيا: الأمم المتحدة تؤكد ضرورة المساعدات الإنسانية لإدلب

أقوال الأمين العام للأمم المتحدة جاءت في تقرير بعد مداولات في مجلس الأمن حول هذه المساعدات ووقفها سيضع أكثر من مليون نسمة في خطر، فيما أوقفت روسيا، حليفة النظام، إدخالها من ثلاث معابر باستخدامها الفيتو

رغم معارضة روسيا: الأمم المتحدة تؤكد ضرورة المساعدات الإنسانية لإدلب

مساعدات في معبر باب الهوى متجهة إلى إدلب (أرشيفية - أ.ب.)

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن تسليم المساعدات الإنسانية إلى سورية يخضع لرقابة مشددة ويظل أمرها مهما. وجاء ذلك في تقرير قد يكون أساسيا لاستمرار تسليم هذه المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة من تركيا إلى منطقة شمال غرب سورية التي يسيطر عليها المتمردون المعارضون للنظام.

وقال غوتيريش، في التقرير الذي وزع داخليا في الأمم المتحدة أمس، الأربعاء، إنه "رغم التحديات، يتم إيصال المساعدات الإنسانية، ويتم تقديم الخدمات بطريقة اخلاقية وشفافة في جميع أنحاء البلاد"، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس اليوم، الخميس.

ويأتي التقرير بعد مفاوضات متوترة في مجلس الأمن، خلال الصيف الماضي، بشأن استمرار إيصال المساعدات عبر الحدود من خلال الطريق الوحيد المسموح به حاليا، وهو معبر باب الهوى إلى محافظة إدلب، التي يقطنها 3 ملايين نسمة، وهي آخر معقل رئيسي للمعارضة في سورية بعد عقد من الحرب الأهلية.

واعتبر النظام السوري أن القوافل العابرة للحدود أنها مسيّسة وغير ضرورية. وادعت روسيا، حليفة النظام الوثيقة، التي استخدمت العام الماضي تهديدها باستخدام حق النقض (الفيتو) في المجلس لإنهاء عمليات التسليم عبر ثلاثة معابر أخرى، هذا الصيف، بأن الإمدادات الإنسانية يمكن وينبغي أن ترسل بدلا من ذلك عبر خطوط الصراع داخل سورية لتعزيز سيادة النظام على البلد بأكمله.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبيون وآخرون إن عمليات التسليم عبر الحدود لا تزال حاسمة، محذرين من أن وقفها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مليون سوري أو أكثر.

وقبل يوم واحد من انتهاء العمل بالتفويض، توصل مجلس الأمن إلى حل وسط في تموز/يوليو الماضي. واتفق الأعضاء على استمرار تدفق المساعدات عبر باب الهوى، حتى 10 كانون الثاني المقبل، مع تمديد تلقائي لمدة ستة أشهر، إذا أصدر غوتيريش "تقريرا موضوعيا" حول "شفافية" العملية والتقدم المحرز في إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية الداخلية لسورياة

من هنا جاء التقرير الجديد، الذي يفصل فيه غوتيريش كيف يتم فحص وتتبع الشحنات عبر الحدود. ووصف المبادرة بأنها "واحدة من أكثر العمليات مراقبة عن كثب في العالم".

وأضاف أنه "تم إحراز تقدم واضح" في تقديم المساعدات عبر خطوط الصراع الداخلي، لكنه أشار إلى أنه حتى لو تمكنت الأمم المتحدة من تنفيذ خطة مدتها ستة أشهر بشكل كامل والتي أعدتها هذا الخريف، فلن تتمكن تلك القوافل من مواكبة الشحنات عبر الحدود.

وكتب غوتيريش أنه "تظل العملية عبر الحدود جزءا أساسيا من الاستجابة الإنسانية وستظل كذلك طالما لا يمكن تلبية الاحتياجات بنفس النطاق والحجم من خلال أي طريقة أخرى".

التعليقات