سورية: اتّساع الاحتجاجات المطالِبة بإسقاط النظام في السويداء

تميّز اليوم الثاني والثلاثون بوجود شعارات ولافتات شملت لغات رسمية عديدة في العالم، بما فيها الصينية، وذلك بعد الإعلان عن زيارة رئيس النظام إلى الصين، لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الآسيوية.

سورية: اتّساع الاحتجاجات المطالِبة بإسقاط النظام في السويداء

محتجّون في ساحة "كرامة" في مدينة السويداء، مساء الأربعاء

اتّسعت الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الأربعاء، في يومها الثاني والثلاثين، والمطالِبة بـ"إسقاط النظام"، ورحيل رئيسه، بشار الأسد.

يأتي ذلك فيما تظاهر الآلاف في أكبر مظاهرة شهدتها السويداء ضد النظام، الجمعة الماضي، وذلك بعد يومين من إطلاق النار على متظاهرين. ويطالب المتظاهرون بانتقال سياسي بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، في ظل عدم توافر إرادة سياسية دولية جادة للتوصل إلى "حل" في بلدهم.

وتميّز اليوم الثاني والثلاثون بوجود شعارات ولافتات شملت لغات رسمية عديدة في العالم، بما فيها الصينية، وذلك بعد الإعلان عن زيارة رئيس النظام إلى الصين، لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الآسيوية.

وشارك سوريون في مظاهرة مسائية في ساحة "كرامة" في السويداء، في ظل استمرار المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل رئيس النظام، بشار الأسد.

كما شارك آخرون من بلدة مفعلة في ريف السويداء في مظاهرة مسائية تطالب برحيل الأسد، "بحضور وفود من القرى المجاورة"، بحسب ما أفادت تقارير محليّة.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عبر موقعها الإلكترونيّ، مساء اليوم، عن مصادر قالت إنها مقربة من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، أنه "يتلقى الدعم الشعبي الكامل داخل المحافظة وخارجها ومن كل الشرائح التي تزور دارته في بلدة قنوات".

وأكد مقرّبون أيضا تلقيه اتصالات لم يعلن عنها.

وبالتزامن مع ذلك، تابع الإعلام الرسميّ التابع للنظام، وشبه الرسمي، الهجوم على مظاهرات السويداء، ونشر إشاعات عن تفجيرات مفتعلة في السويداء تنفَّذ خلال ساعات، وعن هجوم على حواجز عسكرية.

وأفادت تقارير صحافية بأن ذلك لم يمنع الأهالي من متابعة انتفاضتهم، غير عابئين بشائعات النظام.

"تركيز واضح على أهداف الثورة المتمثّلة بإسقاط النظام"

ونقلت "العربي الجديد" عن الناشط المدني منيف رشيد قوله إن "الحراك الشعبي بدأ ينتقل بشكل أفقي وسط الناس، وبدأت وجوه وفعاليات جديدة تلتحق بالشارع بشكل يومي، مع صقل أفضل للشعارات والهتافات في الساحات، وبات التركيز واضحا على أهداف الثورة المتمثلة بالقرار الدولي وإسقاط النظام".

وذكر رشيد أن "أعداد المحتجين لا تختلف كما عن الأيام السابقة بل نوعا، بانضمام أعداد متزايدة من مثقفين ومحامين يضيفون مزيدا من الزخم والقوة إلى الشارع، إضافة لوجود النساء بشكل كبير، ما يدفع باستمرارية الحراك في ساحات المحافظة".

وقالت ناشطة حقوقية، لم تورِد الصحيفة اسمها الحقيقي، في ما يتعلّق بالاتصالات التي يتلقاها الشيخ الهجري، إنه "لا يريد هذا النظام أن يفهم أن مثل هذه الاتصالات حالة طبيعية في الصراع السياسي، وليست خارجة عن السياق الوطني، وبخاصة عندما تتعلق برمز وطني أجمع عليه كثير من السوريين، كالشيخ الهجري".

وأضافت الناشطة المنحدرة من الساحل السوري: "النظام يحاول جاهدا إحباط وتخوين أي شخصية يلتف حولها السوريون، ويسعى كعادته لتشويهها، وإطلاق التهم جزافا بحقها، خوفا من تمدد أي حالة شعبية مناهضة له".

التعليقات