الوزير اورليف(المفدال): سنستقيل من الحكومة في حال تقرر فعلا الشروع باخلاء مستوطنات غزة

قالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون سيعلن في جلسة حكومته الاعتيادية، اليوم ، عن بدء عمل اللجان المكلفة مهمة التخطيط لاخلاء المستوطنات في قطاع غزة في نطاق ما تنص عليه خطة الانفصال المعدلة للانسحاب التدريجي من غزة التي كانت صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاخيرة يوم الاحد الماضي.
في غضون ذلك، اعتبر القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت في حديث اذاعي ادلى به صباح اليوم انه في حال تأكد عدم تتوفر الحكومة الحالية على اغلبية مؤيدة في الكنيست فمن الواجب دراسة امكانية الذهاب الى انتخابات عامة مبكرة او التعاون مع حزب " العمل " وذلك في اشارة الى امكانية انضمام الاخير للائتلاف الحكومي الحالي..

واضاف اولمرت ان تقديم موعد الانتخابات قد يلحق اضرارا اكثر بكثير من انضمام حزب العمل الى الحكومة..وهو ما اعتبره محللون بمثابة اشارة من اولمرت للمعارضين داخل الليكود و الحكومة لضم حزب العمل للائتلاف الحالي وهو ما تشير معظم التقديرات الى امكانية حدوثه قريبا حيث ينتظر قادة "العمل " قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، ميني مزوز بخصوص مصير ملف الفساد الذي يحوم حول شارون ونجليه والمعروف بملف " الجزيرة اليونانية " الذي ترجح اوساط قضائية اغلاقه يوم الاربعاء او الخميس القادمين...
في غضون ذلك،يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد ظهر اليوم بوزير ماليته، بنيامين نتنياهو، على انفراد ، ومن المتوقع ان يتناول البحث بينهما ، ايضا ،مسألة انضمام " العمل " الى الحكومة...

وتقول المصادر الاسرائيلية ان نتنياهو الذي يعارض فكرة انضمام " العمل " للائتلاف الحكومي سيجتمع بعد ظهر اليوم الى شارون على انفراد للمرة الاولى منذ ان تأزمت العلاقات بينهما بخصوص اقرار خطة فك الارتباط المعدلة حيث يتهمه مقربو شارون بالعمل على افشال مساعي الاخير لاسباب شخصية تتعلق بطموحاته بتزعم حزب الليكود والعودة مجددا لمنصب رئيس الوزراء ...

من جهته، قال عمير بيرتس رئيس نقابة العمال العامة في اسرائيل( الهستدروت ) ورئيس كتلة " عام احاد " التي كانت انضمت مؤخرا الى حزب " العمل " قال انه يعارض دخول " العمل " الى التشكيلة الحكومية الحالية ..

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن بيرتس قوله ان انضمام العمل للحكومة " لا يمكن ولا يجوز ان يتم في ظل السياسية الاقتصادية الحالية للحكومة التي ينفذها وزير المالية، نتنياهو " على حساب الشرائح الفقيرة..
على صعيد اخر ، نقلت المصارد الاسرائيلية عن جهات وصفتها بالمطلعة في حاشية الحكومة الاسرائيلية ان الاخيرة ستقوم على اغلب الظن بتدمير وهدم المستوطنات المزمع اخلاؤها في قطاع غزة..." لتفادي سقوطها بادي المافيا التي يديرها ياسر عرفات " على حد تعبير هذه المصادر " الحكومية " !!

يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه جريدة " هآرتس " عن ان عددا من المحاميين توجهوا الى وزارة القضاء بصفتهم وكلاء لعشرات العائلات من مستوطني قطاع الراغبين بالشروع في مفاوضات مع الوزارة بخصوص التعويضات المالية التي ستدفع لهم مقابل الموافقة على اخلاء منازلهم وتسليمها للجهات ذات الصلة في الحكومة الاسرائيلية طواعية قبل الموعد المحدد للاخلاء الالزامي..

وتضيف الصحيفة ان وزارة القضاء اوضحت لهؤلاء المحاميين ان البحث في التعويضات المالية سيبدأ بعد ان تشرع لجنة الاخلاء يوم الثلاثاء القادم بمداولاتها بهذا الخصوص حيث يفترض ان تقدم مشروع قانون بهذا الخصوص في غضون اسبوعين او ثلاثة ليعرض على مجلس الوزراء الاسرائيلي ومن ثم على الكنيست للمصادقة عليه في القراءات الثلاثة بصورة مستعجلة .
على صعيد اخر، يعلن شارون اليوم عن تعيين الوزير من " حزب المفدال " زبولون اورليف عضوا في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الامنية والسياسية مكان رئيس الحزب ، الوزير المستقيل، ايفي ايتام لتصبح تشكيلة المجلس الوزراي المصغر المؤلفة - كما هو معروف - من عشرة اعضاء متوازنة ( خمسة مقابل خمسة ) بين المؤيدين والمعارضين لخطة شارون للانفصال الاحادي والانسحاب التدريجي من غزة..

وقد اتهم ايفي ايتام زميله بالحزب ، اورليف في حديث اذاعي صباح اليوم بانه يسعى لتحقيق مكاسب شخصية " بدل العمل من اجل انقاذ مستوطني غوش قطيف في غزة " على حد قوله

واضاف ان وزيري الحزب الذين قررا البقاء في الحكومة " سيشكلون جسرا يمر عليه حزب العمل الى الحكومة .." في حين عقب الوزير اوليف على اقول رئيسه بالحزب قائلا : هروب ايتام من الحكومة هو الذي سيسمح - على ما يبدو - لحزب العمل بالانضمام اليها مؤكدا انه " ينوب الاستقالة فورا من الحكومة في حال قررت فعلا الشروع باخلاء مستوطنات غزة...!