31/10/2010 - 11:02

براك يدعو لمبادرة سلام اسرائيلية ويدعي ان لدى حزب الله اسلحة تخل بالتوازن...

هنا حركة نقل لمنظومات اسلحة مخلة بالتوزان وتزعزع الإستقرار بوضوح * هناك حاجة لمبادرة سياسية اسرائيلية تحدث اختراقاً مع الفلسطينيين، هذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات

براك يدعو لمبادرة سلام اسرائيلية ويدعي ان لدى حزب الله اسلحة تخل بالتوازن...
بمرور عشرة أعوام على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان خصصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ملحقها السياسي الأسبوعي للإنسحاب السريع يوم 24 تموز (يوليو) من العام 2000، وأجرت حواراً موسعاً مع رئيس الوزراء ووزير الأمن آنذاك ، ايهود براك، الذي اعتبر الإنسحاب "أحد القرارات الأكثر أهمية التي اتخذتها كرئيس للحكومة. وأنا فخور جداً بهذا القرار وبنتائجه". ووصف الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان على انه "تراجيديا".

ورداً على معارضين للإنسحاب الذي لملم فيه الاحتلال جنوده ومعداته خلال ساعات، قال براك: "أنا فخور بأن هذا الشيء نفذ دون أية إصابة لدينا في نهاية الأمر"، داعياً المعارضين الى تذكر مشهد الجنود وهم راكعين على محور فيلدلفي (صلاح الدين) بحثاً عن اشلاء زملائهم بعد تفجير المقاومة الفلسطينية مدرعة كانت تسير على طول المحور، مضيفاً أن الإنسحاب من جنوب لبنان وفر على الإسرائيليين تكرار هذه المشاهد وأن مشهد فيلدلفي كان يمكن أن يتكرر في الجنوب اللبناني.

وكشف براك إنه كان من مؤيدين الإنسحاب من جنوب لبنان منذ ان كان رئيساً للإستخبارات العسكرية (أمان)، وأن الإدعاء المقابل كان أنه لا يجوز الإنسحاب فيما يقتل جنود لأن الأمر سيصور على أنه هروب تحت ضغط المقاومة، كما رفض اقتراح الجيش بإقامة شريط أمني على الحدود لأنه سيتحول إلى هدف سهل للمقاومة اللبنانية. وفي مرحلة لاحقة منذ تولي يتسحاق رابين وحتى توليه هو رئاسة الحكومة، قال براك إن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة أرجأت الإنسحاب بسبب المفاوضات مع سوريا. وقال: ادركت اننا هناك في نهاية الأمر لأن السوريين تمكنوا من مناوراتنا لنصل لوضع اننا هناك كي نستمر في نزف الدماء ولكي ندفع ثمن استمرار سيطرتنا على الجولان. وأضاف: استمرارنا في لبنان يسبب أمرين: نعطي السوريين ما يريدون ونقوي حزب الله..

فشل المفاوضات مع سوريا...

وعن فشل المفاوضات مع سوريا خلال توليه رئاسة الحكومة، قال براك إن المفاوضات فشلت لسببين، فعلى المستوى التقني لم ينجح على الرغم من المحادثات "الإنفرادية" التي وفرتها الولايات المتحدة لمدة اسبوعين كي يتمكن الطرفان من اجراء محادثات معمقة دون تسريبات للإعلام. والأمر الثاني الذي قال براك انه افشل المفاوضات هو اصرار الرئيس السوري، حافظ الأسد، على قبول مطالب سوريا كشرط مسبق لبدء المفاوضات، وهو ما اعتبره براك شرطاً ليس بمقدور اية حكومة اسرائيليه قبوله. ونفى براك ان يكون هو ذاته السبب بفشل المفاوضات لإنعدام الجرأة لديه للتوصل لإتفاق في ظل تردي شعبيته في استطلاعات الرأي، وهو ما اكدته عدة مصادر شاركت في المفاوضات. كما نفى براك ان سوريا وافقت على ابقاء شريط امني في الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية، واصفاً فشل المفاوضات إنه "تفويت فرصة".

إسرائيل غير معنية بالتصعيد...

رداً على سؤال حول إحتمالات مواجهة او حرب في المنطقة، قال براك: "لا اظن ان المواجهة لا مفر منها... ولا اظن ان علينا المنافسة في اطلاق التصريحات، فإسرائيل غير معنية بالتصعيد، على الرغم من أنها دولة قوية جداً". أما عن حرب لبنان الثانية فيرى براك أن "فيحرب 2006 كانت قيود على ظروف انطلاقها وادراتها وتنفيذها، لكن لها نتيجة واحدة بارزة فمنذ 3 سنوات يوجد ردع".

وأضاف: "حتى بعد الإنسحاب كانت سنين طويلة من الهدوء. هذا الردع ناتج عن الضربة القوية التي تلقوها، لذا لا اعتقد انه من الصواب اطلاق التصريحات، لكن مع ذلك نحن نتابع ما يجري هناك. لا نخفي ان حكومة لبنان هي المسؤولة في نظرنا، ومن خلفها سوريا المنشغلة في الأمور اللوجيستية. هنا حركة نقل لمنظومات اسلحة مخلة بالتوزان وتزعزع الإستقرار بوضوح. نحن نتتبعها، ويمكنني القول إن نلفت نظر الطرف الآخر إلى ان ها الأمر يهدد الإستقرار والهدوء".

وإن كانت هناك تطورات مع سوريا، قال براك: "لا اعتقد انه يمكن التطرق لذلك في مقابلات، في هذه الأمور يجب التأكيد على الوضوح الداخلي وعلى العمل... فالمفاوضات لا تجري عبر الصحف وإنما عندما تحين فرصة يجب استغلالها".

مبادرة اسرائيلية...

يرى براك ان على اسرائيل العمل دوماً من أجل ان يدرك الطرف الآخر انها تتصرف من مكانة قوة وثقة بالنفس، فدون ذلك حسب رأيه لما توصلت اسرائيل إلى اية تسوية. لكنه يدعو ايضاً للبحث ع سبل التوصل لتسويات. ورداً على سؤال عن كانت اسرائيل تبذل جهوداً كافية للتقدم في العملية السياسية، قال براك:" إن السؤال يتعلق بالذات بالموضوع الفلسطيني والوضع عموماً. دولة اسرائيل في هذا المفترق يجب ان تمر بتغيير عميق في العلاقات مع الولايات المتحدة. فقد زرتها الأسبوع الماضي وسعيت بقدر المستطاع للمساهمة في هذا الموضوع، على الصعيدين الأمني والسياسي، فأعتقد ان هناك حاجة لمبادرة سياسية اسرائيلية تحدث اختراقاً مع الفلسطينيين، هذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات. لست واثقاً من انه يمكن تحريك الأمر في ظل تشكيلة الحكومة الحالية".

وأضاف: "أقول ان الحاجة لمبادرة سياسية تستدعي دراسة إمكانية توسيع الحكومة، وليس تغييرها". وادعى براك ان مشاركته في الحكومة الحالية منع تشكيل حكومة يمين ضيقة معزولة في العالم، وان مشاركته في الحكومة ادى الى تبنيها لخريطة الطريق حل دولتين لشعبين.

النووي الإسرائيلي...

ولا يرى براك خطراً حقيقياً على اسرائيل من الدعوات التي انضمت اليها الولايات المتحدة بشرق أوسط خال من اسلحة الدمار الشامل، ودعا إلى توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن. وقال إنه التقى بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، لأربعين دقيقة تطرقا خلالها لكافة المواضيع على الصعيد السياسي والأقليمي. وأضاف: "يمكننا القول أمرا واحداً: التزام الولايات المتحدة تجاهنا في موضوع الأمن هو متين وثابت...".

التعليقات