06/06/2011 - 02:35

إسرائيل: قلق في الجيش من موجة "انتفاضات الحدود"، ونتنياهو يقول إن الفلسطينيين يريدون حلا في إطار الـ 48

قال رئيس الحكومة الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، إن الأحداث شمال البلاد (الحدود السورية)، تظهر أن الفلسطينيين غير معنيين بحل في إطار أراضي الـ 67، إنما في إطار أراضي الـ 48، وأنهم يحاولون "غمر إسرائيل باللاجئين".

إسرائيل: قلق في الجيش من موجة

 

قال رئيس الحكومة الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، إن الأحداث شمال البلاد (الحدود السورية)، تظهر أن الفلسطينيين غير معنيين بحل في إطار أراضي الـ 67، إنما في إطار أراضي الـ 48، وأنهم يحاولون "غمر إسرائيل باللاجئين".

جاءت أقوال نتنياهو تلك خلال مشاورات عقدها حول الوضعية الأمنية في الجولان المحتل، مع كل من وزير الأمن الاسرائيلي، إيهود باراك، ورئيس الاركان، بيني جانتس.

 بعد مسيرات العودة في ذكرى إحياء النكسة، والتي أعاد اللاجئون الفلسطينيون خلالها عبور الحدود عودة إلى وطنهم، مما ادى إلى سقوط 23 شهيدا ومئات الجرحى وفقا لتقارير إعلامية.

ورغم أن إسرائيل لم تكن قائمة عام 1948، فقد قال نتنياهو إنه في الوقت الذي "استقبلت فيه اسرائيل الصغيرة مئات آلاف اللاجئين اليهود عام 1948 (من الدول العربية)، فإن الدول العربية لم تقم بأي شيء لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم."

عشرات المشاركين في "مسيرات العودة" يقررون الاعتصام على الحدود

من جهة أخرى، بدأ العشرات من متظاهري العودة الفلسطينيين الليلة (الأحد – الاثنين) اعتصاما على الحدود التي تفصل سوريا عن الجولان المحتل، بالقرب من مجدل شمس والقنيطرة، وسط مخاوف في الجيش الاسرائيلي مما أسموه "انتفاضة الجدران".

فقد قال مصدر عسكري اسرائيلي وفقا لموقع صحيفة "يديعون أحرونوت الاسرائيلية"، إن "الجيش الاسرائيلي قام بدوره بشكل صحيح ومحسوب، لكن يجب أن نفكر في احتمالات تطور هذه الظاهرة، فمن الممكن أن نجد أنفسنا في مواجهة حالة جديدة لها الكثير من الأبعاد."

وأوضحت مصادر عسكرية اسرائيلية، أن الجيش يواصل استعداداته على الحدود السورية، وأن عمليات تغيير للقوات وتأهيل للجنود تجري طيلة الوقت، مبينة أن قيادات الجيش "لن تسمح لأحد بأن يقطع الحدود أو الإضرار ببنيتها التحتية".

الحدود بدت وكأنها "ساحة معركة"

وذهب الاعلام الاسرائيلي إلى وصف الحدود السورية اليوم بأنها بدت أقرب إلى "ساحة معركة"، وليس مجرد مواجهة جيش مسلح لمئات من المتظاهرين المدنيين، مما يدلل على حجم خوف وقلق المؤسسة الاسرائيلية من أي تطورات محتملة، وقد قال أحد الضباط إنه لم يخلع خوذته منذ ليلة أمس، وإن الجنود يرتدون ستراتهم الحربية ومعدات القتال كاملة.

وفي محاولة متكررة لربط مسيرات العودة مع مساعي الفلسطينيين الحصول على اعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة في أيلول المقبل، قال أحد القياديين الاسرائيليين ليديعوت أحرونوت، لم تكشف الصحيفة عن اسمه، "إن ما يحصل اليوم هو في الواقع من أجل أيلول (الاعتراف بالدولة الفلسطينية)"، وأضاف: "ما من حاجة للنظر إلى التقويم السنوي والانتظار، إن تأثير أيلول قد بدأ فعلا"، وهي تصريحات تظهر محاولات المؤسسة الاسرائيلية تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن أي اضطرابات في الشارع الفلسطيني، لضرب مساعيهم لانتزاع اعتراف الأمم للمتحدة بدولتهم، والمتوقع أن يتم في أيلول.

اسرائيل توجه إصبع الاتهام إلى النظام السوري

ووجهت إسرائيل إصبع الاتهام في تنظيم المظاهرات إلى النظام السوري، وعلى رأسه بشار الأسد، إذ قالت مصادرعسكرية إن "النظام السوري لا يكتفي بعدم منع المواجهات، وإنما يشجع المتظاهرين أيضا".. كما قال بعض الضباط إن النظام عندما أبدى محاولة لإيقاف المتظاهرين من التقدم باتجاه الحدود، فإن محاولته كانت فاشلة، "وهذا يدل على ضعف النظام".

وقال مسؤولون اسرائيليون كبار إن النظام السوري يحاول إبعاد الاهتمام عن المجازر التي يقوم بها بحق أبناء شعبه عن طريق استفزاز إسرائيل على الحدود، وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "لقد أوصلنا رسائل في الأيام الأخيرة لسوريا ولبنان.. لبنان منع المظاهرات، أما سوريا فقد قررت أن تقوم باستفزازنا."

الاعلام الاسرائيلي يشوه ويحرض: 1000 دولار لكل مشارك في المظاهرات

وفي إطار حملة التحريض التي تشنها المؤسسة والاعلام الاسرائيليين على مسيرات العودة ومنظميها، في محاولة لإسقاط الطابع الشعبي والعفوي عن تلك المسيرات، ادعت تقارير اعلامية اسرائيلية نقلا عمن أسمتهم "حزب الاصلاح السوري" الذي يقيم أعضاؤه في واشنطن، أن مصادر استخبارية مقربة من النظام السوري في لبنان، قالت لهم إن المشاركين في مسيرات العودة التي وصلت اليوم إلى الحدود هم فلاحون هاجروا من من شمال-شرق سوريا إلى الجنوب بسبب موجة الجفاف، وأنهم هم أنفسهم من شاركوا في أحداث "يوم النكبة" التي عبروا خلالها الحدود بالمئات إلى داخل الجولان وفلسطين.

 وأضافت التقارير الاسرائيلية أن كل واحد من هؤلاء الفلاحين السوريين حصل على 1000 دولار مقابل مشاركته في المسيرات، وأنهم وعدوا بمنح عائلاتهم 10000 دولار في حال قتلوا خلال المواجهات مع جنود الاحتلال.

وقد نقلت التقارير الاسرائيلية عمن وصفتهم "المعارضون السوريون" في واشنطن، أن مثل ذلك المبلغ يعادل أجر نصف سنة كاملة للمواطن السوري، الذي يصل أجره شهريا إلى 200 دولار لا أكثر، وبالتالي فمبلغ 1000 دولار مغر جدا بالنسبة لهم لأنه يريحهم اقتصاديا لشهور عدة، وذهبت إلى القول إن النظام السوري يقصد بدعم تلك المسيرات أن يبعد الاهتمام عن الثورة في سوريا، وما يحصل من قتل وقمع للمتظاهرين السلميين السوريين.

الجيش الاسرائيلي قلق من "انتفاضة الجدران"

ولم يخف الجيش الاسرائيلي قلقه من أن تتحول المنطقة الحدودية مع سوريا ولبنان إلى موجة  مظاهرات واضطرابات دائمة، فيكون الأمر شبيها لما يحصل أسبوعيا في قريتي نعلين وبلعين المنكوبتين بالجدار وغيرهما.

وقد أشارت مصادر إعلامية اسرائيلية إلى وجوه الاختلاف بين الجبتهين، من بينها أن قدرات قوات الاحتلال ستكون محدودة في استخدام القنابل المسيلة للدموع على الحدود السورية، لأن القانون لا يجيز استخدام مثل هذه الأدوات خارج حدود إسرائيل.

وسيضطر الجيش الاسرائيلي في حال استمرت التظاهرات على الحدود، أن يغير من استعداداته كثيرا، حتى على مستوى القوى البشرية في الجيش، وقد بين مصدر عسكري ذلك الأمر قائلا: "هناك، ومنذ الآن، وحدات تتواجد هنا عوضا عن قيامها ببرامجها العادية والمخططة لها."

وحول المعتصمين الفلسطينيين على الحدود، قال أحد الضباط في الجيش الاسرائيلي إن الجيش لا يفكر بمهاجمتهم بصورة أكبر مما قام به اليوم حتى يغادروا المكان، معتبرا سلوك الجيش اليوم "متعقلا وحذرا".

التعليقات