26/12/2011 - 10:42

الكنيست تناقش "مجزرة الأرمن"

المستشار للأمن القومي عميدرور يطلب عدم مناقشة القضية التي وصفت بأن من شأنها أن تزيد من تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا

الكنيست تناقش
فيما وصف بأنه نقاش حساس من شأنه أن يزيد من تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وبالرغم من طلب المستشار للأمن القومي الإسرائيلي، ناقشت لجنة التربية التابعة للكنيست، صباح اليوم الاثنين، اقتراحا على جدول الأعمال بشأن ما أسمي بـ"إبادة الأرمن من قبل الأتراك قبل نحو 100 عام".
 
ومن المقرر أن يشارك في النقاش ممثلون من وزارتي القضاء والخارجية، إضافة إلى رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين وعدد من أعضاء الكنيست.
 
يذكر أن وزارة الخارجية حاولت قبل 3 سنوات منع مناقشة ما أسمي بـ"مجرزة الأرمن"، إلا أنها عرضت اليوم موقفا يختلف بعض الشيء، حيث نقل عن مصادر في الخارجية قولها "إن الحديث يجري عن قضية يجب أن يبت فيها مؤرخون وليس سياسيين".
 
وكان المستشار للأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة يعكوف عميدرور قد طلب من ريفلين تأجيل النقاش، إلا أن الأخير رفض. وبحسبه فإنه لا يمكن تجاهل القضية، وأنه ستتم مناقشتها.
 
ونقل عن عضو الكنيست زهافا غلؤون (ميرتس) قولها إنه "يوجد واجب أخلاقي على الكنيست أن تناقش القضية".
 
يذكر أن قضية الأرمن أدت الأسبوع الماضي إلى تدهور العلاقات بين تركيا وفرنسا، وذلك بعد سن قانون يمنع إنكار "الكارثة الأرمنية". وبحسب اقتراح القانون فإن "من ينكر إبادة الشعب التي نفذتها الإمبراطورية العثمانية في العام 1915 معرض لعقوبة سجن تصل إلى سنة، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 45 ألف يورو".
 
وردا على ذلك، أعادت تركيا سفيرها من باريس، وأعلنت عن سلسلة خطوات لم يسبق لها مثيل، بضمنها منع هبوط طائرات قتالية فرنسية في أراضيها، وإلغاء كافة اللقاءات السياسية مع الممثلين الفرنسيين.
 
ضمن الردود التركية قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردغان إن "15% من سكان الجزائر تم اغتيالهم من قبل الفرنسيين بداية من 1945، هذه إبادة"، في إشارة إلى جرائم الاحتلال الفرنسي في الحزائي خلال ثورة استقلال الجزائر بين 1945 و1962.
وأضاف أردوغان: "إذا كان الرئيس الفرنسي لا يعرف أنه حصلت إبادة، فإنه يمكنه أن يسأل والده بال ساركوزي (..) الذي خدم في الجزائر في أربعينيات القرن الماضي".
وتابع: "أنا على يقين أنه (بال ساركوزي) لديه الكثير من الأمور ليقولها لابنه بشأن المجازر التي ارتكبها الفرنسيون في الجزائر".
 
إلى ذلك، أشارت التقارير الإسرائيلية في هذا السياق إلى أن ما يسمى بـ"مجزرة الأرمن" تعتبر حجر عثرة في العلاقات بين تركيا وأرمينيا منذ عشرات السنوات، وتؤثر أيضا على علاقات أنقرة مع دول يوجد فيها لوبي أرمني قوي. وبحسب الأرمن فإنه في السنوات 1915-1918 تم قتل ما يتراوح ما بين مليون ومليون ونصف المليون أرمني جرى اعتبارهم على أنهم "طابور خامس".
 
ومن جهتها، فإن أنقرة تقر بمعاناة الأرمن، إلا أنها تقول إن عدد الضحايا كان أقل بكثير، كما أن الأتراك يرفضون تحمل المسؤولية عما ارتكبته أجيال سابقة. وتبذل تركيا جهودا كبيرة في منع اعتراف العالم بما يسمى "مجزرة الأرمن"، وكانت قد هددت في السابق بقطع العلاقات مع دول وأعادت سفراءها على خلفية قرارات تم اعتبارها بأنها باتجاه الاعتراف بالمجزرة.

التعليقات