رغم أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وخطابيه في مؤتمر 'آيباك' وفي الكونغرس الأمريكي يحملان عنوان 'مواجهة الخطر الإيراني' إلا أن هذا الموضوع أصبح في الأيام الأخيرة موضوعا ثانويا وهيمن الحديث حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على اهتمامات المراقبين فضلا عن توظيف الزيارة لأهداف انتخابية، واختيار توقيت الخطاب بحيث يناسب الجمهور الإسرائيلي.
اختار نتنياهو توقيتا لخطابه في مؤتمر 'آيباك' الذي سيلقيه اليوم بحيث يلائم الجمهور الإسرائيلي، فتوقيت الخطاب هو الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الولايات المتحدة، أي الساعة الخامسة بتوقيت إسرائيل. واختيار التوقيت يعني اختيار ساعة مشاهدة قصوى للجمهور الإسرائيلي لا للجمهور الأمريكي.
كما اختار توقيتا مماثلا لخطابه في الكونغرس يوم غد الثلاثاء إذ سيخطب الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت الولايات المتحدة، أي الساعة السادسة مساء بتوقيت إسرائيل، وهي أيضا ساعة مشاهدة قصوى للجمهور الإسرائيلي لا الأمريكي.
وفي مؤشّر على نية نتنياهو استغلال وتوظيف المواجهة مع الإدارة الأمريكية لأغراض انتخابية ليظهر كقائد على استعداد لمواجهة الولايات المتحدة من أجل مصالح إسرائيل، بث حزب الليكود عشية سفر نتنياهو لواشنطن شريط فيديو دعائي يدعم ويبرر الزيارة والخلاف مع الإدارة الأمريكية. وشبّه الشريط الدعائي بين قرار نتنياهو التوجه لواشنطن وبين قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية الثالث، ليفي إشكول، شن عدوان عام 1967 على الدول العربية رغم معارضة الإدارة الأمريكية حينها، ويختتم الشريط بالقول: لم لو نبادر لشن تلك الحرب هل يدري أحد أين كان يمكن أن نكون اليوم؟'.
وفي الساحة السياسية الإسرائيلية لا زالت الزيارة تثير الانتقادات لا سيما وعقدت مجموعة من كبار الضباط ورجال الأمن السابقين يوم أمس مؤتمرا صحفيا دعوا فيه نتنياهو إلى العدول عن خطابه في الكونغرس محذرين بأنه ينطوي على 'نتائج مدّمرة'.
وقبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية في إسرائيل قدم نفسه على أنه 'موفد عن جميع مواطني إسرائيل ... ومجمل الشعب اليهودي' معربا عن 'قلقه على أمن جميع مواطني اسرائيل ومصير بلادنا وشعبنا'.
ونتنياهو الذي يتكلم الإنكليزية بطلاقة وكان من طلاب معهد مساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفرد، معتاد على أروقة السلطة في الولايات المتحدة ومعتاد على مخاطبة جمهور أميركي.
التعليقات