24/11/2016 - 17:00

حرائق التحريض يشعلها نتنياهو

التحقت أجهزة الأمن الإسرائيلية وفي مقدمتها "الشاباك" بجوقة التحريض التي أطلقها رئيس الحكومة، نتنياهو، ضد الفلسطينيين، بمن فيهم المواطنون في إسرائيل

حرائق التحريض يشعلها نتنياهو

أجهزة الأمن في خدمة دعاية بنيامين نتنياهو؟ التحقت أجهزة الأمن الإسرائيلية وفي مقدمتها 'الشاباك' بجوقة التحريض التي أطلقها رئيس الحكومة المتورط بشبهات فساد خطيرة، بنيامين نتنياهو، ضد الفلسطينيين بمن فيهم المواطنون في إسرائيل، بادعاء أن ليس أقل من نصف الحرائق التي انتشرت في اليومين الأخيرين هي على خلفية قومية، كما قال المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، في مؤتمر صحافي مساء اليوم الخميس في حيفا.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أجهزة الأمن اعتقلت شخصين على خلفية الحرائق في حيفا.

وتأتي هذه الادعاءات التحريضية رغم أن الحرائق طالت بلدات عربية عديدة، مثل أم الفحم وباقة الغربية والناصرة وأبو سنان ومنطقة البطوف وزلفة وغيرها.


ووصل التحريض إلى درجة أن اختار موقع 'يديعوت أحرونوت' الإلكتروني 'انتفاضة الحرائق' عنوانا رئيسيا له لساعات طويلة، ليستبدله لاحقا بعنوان لا يقل رعونة وهو 'الشاباك يحقق: إرهاب الحرائق'. ويبدو بشكل واضح أن اختيار الموقع الأكثر انتشارًا في إسرائيل لهذه العناوين في أعقاب إرشادات وتوجيهات الأجهزة الأمنية للصحافيين. ولم يقتصر التحريض على موقع 'يديعوت' بل شمل معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقال مراسل عرب ٤٨ الذي تواجد في منطقة الكرمل في حيفا إن التحريض ضد العرب تغلغل في صفوف السكان اليهودي وحتى رجال الإطفاء والجبهة الداخلية التي اندلع فيها الحريق، وإنه استمع إلى تحريض عنصري ضد العرب في الشارع.

فرغم أن الشرطة نفت الجزم في البداية بأن الحرائق هي عمل مدبر، لكنها بدلت روايتها متبنية تحريض نتنياهو ووزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، بأن الحرائق مدبرة وعلى خلفية قومية. وقال إلشيخ في المؤتمر الصحافي في حيفا إنه بالإمكان الاعتقاد بأن الدافع لإضرام النيران في مختلف المناطق هو قومي، رافضا الإفصاح عن معلومات إضافية.

وسبق تصريحات ألشيخ، إعلان 'الشاباك' بأنه يشتبه بأن دوافع إضرام النيران في حيفا هي قومية.

واللافت في التصريحات والتسريبات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، هو أن الحديث لا يدور فقط عن منفذين وإنما عن ما سمي بـ'المحرضين' على إضران النيران، فيما أصدر إردان تعليماته للشرطة بتركيز جهودها في مراقبة وتعقب شبكات التواصل الاجتماعي وملاحقة من يحرضون على إضرام النيران.

العنوان الرئيسي في واينت اليوم: 'انتفاضة الحرائق'

العنوان الرئيسي في واينت اليوم: 'انتفاضة الحرائق'

نتنياهو يثني على الجيش وزعماء العالم ويحرض على الفلسطينيين بالداخل

وتحولت جلسة تقييم الموقف التي عقدت مساء اليوم الخميس، في غرفة الطوارئ التي أقيمت في حيفا، بمشاركة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، والمفتش العام للشرطة روني الشيخ وضباط الأمن وسلطة الإطفاء والإنقاذ، تحولت إلى جوقة تحريض، وتمادى نتنياهو بتوجيه إصبع الاتهام للعرب عندما زعم أن غالبية الحرائق تمت بفعل فاعل ورجح أن تكون الخلفية قومية، اعتمادا على التحقيقات الأولية للشرطة.

وتوعد نتنياهو بإنزال أقصى العقوبات ضد كل من يدان بالحرائق، وقال في كلمته: 'نحن قبالة إرهاب حرائق، فكل نيران أشعلت بشكل متعمد هي بمثابة إرهاب، وبموجب ذلك سيتم التعامل ومواجهة من أقدم على إضرام النيران'، وأضاف نتنياهو ردا على أسئلة الصحافيين: ' كل من يحاول إضرام النيران بقسم من دولة إسرائيل سننزل به أقصى العقوبة'.

وأثنى نتنياهو على سلطة الإنقاذ والإطفاء في البلاد ووحدات الجيش الإسرائيلي التي انضمت هي الأخرى لحملة السيطرة على الحرائق في حيفا وإخمادها بالجليل، فيما توجه بالشكر لزعماء الدول الذين أبدوا استعدادهم إرسال طائرات عملاقة إلى البلاد، وذلك بغرض مساعدة القوات الإسرائيلية التي تعجز عن السيطرة على الحرائق وإخمادها.

وردا على الحملة التحريضية ضد العرب، كتب النائب د. باسل غطاس على صفحته في فيسبوك: 'أي عقلية إجرامية هذه التي تسارع من قلب النيران إلى توجيه أصابع الاتهام للعرب، بداية بالتلميح وسريعا باستخدام تعابير ’انتفاضة الحرائق’ و ’إرهاب الحرق’. العربي صاحب الوطن وعاشق الأرض والطبيعة أيها المجانين وهذه النار التي تحرق الأخضر واليابس تهدد حياتنا نحن أيضا في أحيائنا، وفي مدينتنا وفي قرانا ومدننا.

هذه الحملة التحريضية الشعواء التي تطلقونها لن تساهم في إطفاء الحرائق على الأرض وستزيدها اشتعالا في النفوس لسنوات طويلة'.

ورفض النائب أيمن عودة في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية التحريض ضد المواطنين العرب. وقال عودة: الكرمل وكل بلادنا غالية على أرواحنا جميعًا وعشنا بهذا الوطن مئات وآلاف السنين ولم نحرقه. وأضاف: الحرائق طالت تجمعات سكانية عربية أو اقتربت منها مثل أم الفحم، شعب وأبو سنان. الاتهام الفوري للعرب يذكّر باللاسامية في أوروبا حيث كانوا يتهمون اليهود بحرق الأحراش وتسميم الآبار.

وقال عودة إذا كان هنالك فاعلون فيجب معاقبتهم بشدة مهما كانت قوميتهم!

وأدان عضو الكنيست د. جمال زحالقة، النائب عن التجمع في القائمة المشتركة، الانفلات العنصري على العرب والفلسطينيين واتهامهم بالمسؤولية عن الحرائق التي اندلعت في أماكن مختلفة من البلاد.

 وقال زحالقة: 'هذا تحريض حقير، وإشعال للهيب الأحقاد العنصرية بدل الانشغال بإطفاء الحرائق ونجدة المنكوبين. وإذ يعصر قلوبنا الألم على منظر لهيب النار وهي تودي بالأشجار، فإننا لسنا بحاجة لمن يعلمنا حب أرض الوطن وأشجاره وغاباته، فهو مغروس فينا بالفطرة وبحكم إننا أهل البلاد الأصليين. وفي حضارتنا العربية يعتبر المس بالشجر خطيئة كبيرة.'

وأكد زحالقة بأن لا أحد يعرف حقيقة ما يحدث وعدد من الحرائق، التي أعلن أنها أشعلت عمدًا، تبين لاحقًا أن سببها الإهمال غير المقصود، وأضاف: 'هناك من يستغل ما يحدث لكسب شعبية رخيصة في الشارع الإسرائيلي عبر اتهام العرب بإشعال الحرائق، والحقيقة أن نار التحريض العنصري لا تقل خطورة عن حرائق الغابات.'

وقال إن نتنياهو يستغل كل مناسبة لتأليب الشارع الإسرائيلي وتحريضه ضد العرب، من منطلقات عنصرية. وبموازاة ذلك، من أجل غض البصر عن تقصير حكومته بالاستعداد للحرائق الموسمية.

وقال بركة في بيان لوسائل الإعلام، إن جماهيرنا العربية لن تكون في موقع الدفاع عن النفس، بل هي من تتهم وتدين نتنياهو بعنصريته وقصوراته، فهي صاحبة البلاد والوطن: هي الكرمل، وجبال القدس، هي الوطن بسهوله وأشجاره، ولن ترضى له أن يحترق. إن من يحرق البلاد والمنطقة، هي عنصرية الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، وتقصير حكومته بالاستعداد والجاهزية لمواجهة الحرائق الموسمية، وهذا ما يدركه نتنياهو جيدا، ولهذا فهو يستبق ردود الفعل من الشارع، ليشن حملة تحريض ضد العرب، لينشغل الرأي العام بها.

وأضاف بركة انه يحيي رؤساء البلديات والمجالس المحلية العربية الذين أبدوا استعدادا لاستضافة أي مواطن طال الحريق بيته أو محيطه.

التعليقات