الطيرة: نتنياهو يدخل على خط التوعد

توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم السبت، بـ"الرد" على واقعة إطلاق النار على سيارة للشرطة فجر اليوم، في مدينة الطيرة وإصابة شرطيين اثنين أحدهما بجراح خطيرة، في حلقة جديدة من سياسته العدوانية والعنصرية المتصاعدة ضد المواطنين العرب.

وبينما تجنب نتنياهو التعقيب على عشرات الوقائع التي اعتدى خلالها الحريديون على عناصر الشرطة والجيش الإسرائيليين، وخاطب عطف يهود الفلاشة (الجالية الإثيوبية) على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت احتجاجا على مقتل أحد أفرادها على يد عناصر الشرطة، أصدر نتنياهو بيانا أدان من خلاله إطلاق النار في الطيرة، ووسم خلاله المجتمع العربي بالعنف والإجرام.

وفي بيان صدر عنه، قال نتنياهو: "أدين بشدة حادث إطلاق النار على شرطيين في مدينة الطيرة أثناء عملهما ضد الإجرام هناك. أتمنى الشفاء العاجل للشرطيين اللذين أصيبا في الحادث. سنواصل العمل والكفاح ضد الإجرام والعنف في المجتمع العربي وسنحاسب الجناة".

وامتنع نتنياهو على مدار فترة توليه للحكومة الإسرائيلية، إدانة أعمال العنف التي تمارسها الشرطة الإسرائيلية والجرائم بحق المواطنين العرب، كما شدد قبضة أجهزة الأمن الإسرائيلية وأطلقها في البلدات والمدن العربية، عبر افتتاح مراكز للشرطة التي تتقاعس عن أداء واجبها بمكافحة الجريمة ومنشغلة عن ذلك بممارسة الملاحقات السياسية بحق المواطنين العرب.

وتتجلى عنصرية السلطات الإسرائيلية وعدوانيتها في التعامل مع المواطن العربي من خلال السياسة الحكومية، وأيضا من التصريحات التي يطلقها نتنياهو نفسه، ووزراؤه. كما تتجلى السياسية العدوانية – العنصرية من خلال سن قوانين معادية للعرب، وأبرزها "قانون القومية"، الذي يُقصي هذه المجموعة، ليضع الممارسات ضد المواطنين العرب، منذ تأسيس إسرائيل، في إطار قانوني دستوري.

ومن أبرز سمات السياسة الإسرائيلية ضد المواطنين العرب، مخططات ترحيل المواطنين البدو في النقب عن قراهم مسلوبة الاعتراف وأراضيهم، سياسة هدم البيوت في المدن والبلدات العربية، ميزانيات أقل للعرب قياسا بالميزانيات لليهود، نسبة التوظيفات في الوزارات والمؤسسات الحكومية أقل بكثير من نسبة العرب بين السكان، صيانة متدنية للبنية التحتية... وغير ذلك من سياسة التمييز الصارخ، والتي يشعر فيها المواطن العربي بشكل واضح.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، في وقت سابق اليوم، 6 أفراد من مدينة الطيرة على خلفيّة إطلاق نار، ووفق مصادر "عرب ٤٨"، فإنّ المعتقلين هم: والدان وأبناؤهم الأربعة.

وأجرى قائد جهاز الشرطة، موطي كوهين، جلسة تقييم للأوضاع مع شرطة منطقة الشارون، التي تتبع لها مدينة الطيرة، وتوعّد "باعتقال المتورّطين ومحاسبتهم"، ووصف الحادث بأنه "خطير جدًا".

بينما أعلنت الشرطة في المدينة أن اعتقال الأسرة جاء بعد تحريّات ومداهمات، عثر خلالها على بندقيّتين في مبنى قرب المكان.

وذكرت مصادر شرطية أن مجهولين أطلقوا النار باتجاه دورية شرطة في أحد شوارع المدينة خلال عملية مطاردة لسيارة اشتبه بها أفراد الشرطة. ورجحت هذه المصادر أن في السيارة المطاردة شخص يبدو أنه مطلوب للشرطة على خلفية جنائية.

ونقل الشرطي الذي أصيب بجراح خطيرة إلى مستشفى بلينسون في بيتح تكفا، وقالت مصادر طبية إن حالته حرجة جدًا.

وذكر سكان من المدينة أن قوات كبيرة من الشرطة انتشرت في المدينة، فيما حلقت مروحية في الجهة الشمالية – الشرقية للمدينة، فوق المنطقة التي جرى فيها إطلاق النار، حتى ساعات الفجر الأولى.