19/11/2020 - 08:47

هجمات إسرائيل "غير المتناسبة" في سورية موجّهة لمن؟

من وضع القنابل؟ | الرد "رسالة لإيران ولنظام الأسد" | هل قتلت إسرائيل إيرانيين في غاراتها في سورية؟

هجمات إسرائيل

قوات إسرائيلية في الجولان المحتل (أ ب)

ردّ الجيش الإسرائيلي، فجر أمس، الأربعاء، على اكتشاف حقل ألغام في جنوبي الجولان المحتلّ بقصف 8 مواقع في سورية، وصولا إلى العاصمة، دمشق. وذهب محلّلون عسكريّون إسرائيليّون إلى أن الرد الإسرائيلي "لا يتناسب مع اكتشاف حقل لم يؤدِّ إلى قتل جندي" وأنّ "الحقل لو اكتشف في قطاع غزّة لما ردّ الجيش الإسرائيلي عليه".

من وضع القنابل؟

تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن سوريين من قرى المنطقة هم من وضع القنابل، "الحرس الثوي الإيراني هو من يبادر إلى هذه الفعاليّات، ويزوّد بالقنابل ويشغّل الخلايا، لكنّ للمهمة نفسها يُرسَل مدنيون سوريون مقابل المال"، بحسب ما كتب المحلّل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، الخميس.

بينما ذكر المراسل العسكري لهيئة البثّ الرسميّة ("كان 11") أن الجيش الإسرائيلي يعتقد بشكل متزايد أن من وضع القنابل هم "سوريّون سبق أن تلقّوا علاجًا في إسرائيل" قبل عام 2018، وهذا يعني "أنّهم يعرفون الطرقات جيّدًا في المنطقة".

وتشير ترجيحات الجيش الإسرائيلي إلى أنّ القنابل وضعت في المنطقة قبل أسابيع، لكنه لم يكتشفها إلا يوم الثلاثاء الماضي، وهذه ثاني محاولة من نوعها، إذ حاولت مجموعة مشابهة زرع قنابل في المنطقة ذاتها في آب/أغسطس الماضي، قتل الاحتلال الإسرائيلي أفرادها جميعًا.

الرد "رسالة لإيران ولنظام الأسد"

أما عن أسباب الردّ "غير المتناسب" على اكتشاف هذا الحقل، كتب المحلّل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام، اليوم، الخميس، أنّها هدفت إلى إيصال رسائل "لسورية ولإيران أن على كلّ عملية إرهابيّة وخرق للسيادة من سورية، ستردّ إسرائيل بشكل غير متناسب" وتابع "ووفقَ هذا المنطق، كل محاولة لعمليّة على الحدود في الجولان المحتلّ من قبل جهات معادية في سورية ستؤدّي إلى هجمات من قبل سلاح الجو (الإسرائيلي) ضدّ أهداف سورية وإيرانيّة على السواء. كلّما كان الحدث أكثر شدّة، كلما كان الردّ أكثر شدّة، كذلك".

وتابع ليف رام أنّ هناك قناعة في الجيش الإسرائيليّ بضرورة أن يكون الردّ "واضحًا ومثابرًا منذ البداية، بخلاف ما يجري في الجبهة الجنوبيّة (قطاع غزّة)" لوقف بناء جبهة قتال جديدة في الجولان، قال إنّ "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني يعملان على بنائها.

القتلى من هم؟

يذهب ليف رام إلى تبنّي رواية النظام السوري حول مقتل 3 جنود تابعين للنظام السوري، قائلًا إنهم جنود في وحدة الدفاعات الجويّة، واستبعد رواية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" التي أشارت إلى مقتل 10 أشخاص بينهم إيرانيّون، بادّعاء أنّ "تقارير سابقة للمرصد اتّضح أنها غير موثوقة، مع ميل واضح لتضخيم عدد القتلى في غارات سلاح الجو".

وكتب يهوشوّاع أنّ "بقدر ما هو معروف، لم يُقتل إيرانيّون في الغارات، ويحمل مقتل جنود سوريّين. وهذا هو المكان لقول إنّ إسرائيل لو أرادت قتل إيرانيين لفعلت ذلك، لكنّها حاليًا تمتنع عن ذلك".

وأضاف يهوشواع أنّ العام الأخير هو "عام سيّئ" لإيران في سورية. "الأميركيون اغتالوا قاسم سليماني، ولم يُختر وريث له، ومن هنا سُجّل انخفاض في القدرات العمليّاتية لفيلق القدس، استغلّ (هذا الانخفاض) لشن غارات وإبعاد القوات الإيرانيّة. لم يخرجوا بعد من سورية، لكنّ مشروعهم للتموضع فيها كُبِح".

وتابع يهوشواع "وبالإضافة إلى الهجمات الجوية (ضد إيران في سورية)، شُنّت هجمات سيبرانيّة وعمليات سريّة" زاعمًا "كانت لها نتائجها".

ورصد يهوشواع تغييرا في طريقة الهجمات الإسرائيلية في سورية، وهو تجميع عدّة أهداف في كل هجمة، بدلا من قصف كل هدف في عملية لوحده.

التعليقات