18/03/2021 - 16:06

معضلة الجرعة الثالثة وتحدي تطعيم الأولاد

ليس واضحا بعد مدة سريان مفعول التطعيمات ضد كورونا، وما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعة ثالثة، ومعدلة وتكون ناجعة ضد طفرات جديدة، وما إذا ستكون لها أعراضا جانبية، فيما جهاز الصحة لم يستعد لتطعيم أبناء 12 – 16 عاما

معضلة الجرعة الثالثة وتحدي تطعيم الأولاد

مواطنون يظهرون شهادات تطعيم من أجل الدخول إلى حفل موسيقي في تل أبيب، في 5 ىذار/مارس الجاري (أ.ب.)

يواجه جهاز الصحة الإسرائيلي معضلات في مجال التطعيمات ضد فيروس كورونا في الأشهر المقبلة، تتعلق بالأساس بجرعة التطعيم الثالثة وبتطعيم الأولاد في سن 12 – 16 عاما، إلى جانب عدم معرفة مدة سريان جرعتي التطعيم التي تلقاها قرابة 4.5 مليون شخص في إسرائيل حتى الآن.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، عن مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى "أسوتا" في أشدود ومركز طاقم مواجهة الأوبئة في وزارة الصحة، د. طال بروش، قوله إنه "ربما تكون هنا سلالات لا يكون اللقاح ناجعا ضدها، وعندها سنضطر قريبا إلى إعطاء جرعة منفصلة وتركيبتها مختلفة. وهذا سيناريو لم يحدث بعد، لكنه وارد بالتأكيد".

من جهة ثانية، يتوقع خبراء أن يكون التطعيم ضد كورونا شبيها بالتطعيم ضد الانفلونزا، الذي يمنح مرة في السنة. وقال رئيس منظمة أطباء الدولة، د.زئيف فيلدمان، إن "ثمة أهمية لمعرفة أي طفرات ستسيطر على انتشار الفيروس، وقد تسيطر بعد عدة أشهر طفرة أخرى تكون مقاومة للتطعيم الذي تلقيناه".

وأضاف "ربما سنضطر إلى تلقي جرعة ثالثة للقاح معدل وملائم للطفرات الجديدة. وفي تقديري أن التطعيم الذي تلقيناه ساري المفعول لأكثر من نصف سنة وأعتقد أن جيد لـ8 – 10 أشهر، لكن الأيام ستثبت ذلك فقط، وما زلنا ندرس هذا المرض".

ورجح فيلدمان أن "الاحتمال الأكبر هو أن نصل إلى وضع مشابه لتطعيمات الانفلونزا، بأن نتلقى التطعيم مرة في السنة، وآمل أن يكون هذا مرة في السنة فعلا لأنه سيكون مريحا أكثر. وعلى ضوء حقيقة أنه يوجد طفرات أكثر وهي عدوانية أكثر، ربما سنضطر إلى تعديل اللقاح سنويا ونتلقى جرعة أخرى".


عودة لمقاعد الدراسة بظل كورونا (أ.ب)

وأشار بروش إلى أنه "لا توجد في هذه الاثناء خطة محددة لإعطاء تطعيم ثالث. والتوجه كله نحو إعطاء شارة خضراء لنصف سنة لا تستند إلى أن أحدا يعتقد أن هذا التطعيم ناجع لنصف سنة فقط. وهذا لا يعني أنه بعد نصف سنة ستتبدد نجاعته. ونظريا، إذا رأينا أن النجاعة تتراجع بعد مرور نصف سنة على حملة التطعيمات، فهذا يعني أفول النجاعة وعندها بالإمكان منح تطعيم آخر. ورغم ذلك، ليس معقولا أن يكون الوضع على هذا النحو".

بدورها، قالت رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى "شيبا"، بروفيسور غاليا راهاف، إنه "لا أعرف الآن مدى مستوى أمان التطعيم الثالث. ما الذي يفعله التطعيم الثالث؟ لا أعلم. هل يسبب أعراضا جانبية أكثر؟ هل هو آمن؟ نحن لا نعرف الإجابات على هذه الأسئلة".

من جهة أخرى، يتوقع أن يواجه جهاز الصحة تحديا آخر في الأشهر المقبلة، يتعلق بتطعيم قرابة 600 ألف ولد في سن 12 – 16 عاما. والأمر المركزي هنا يتعلق بالإعلام وإقناع الأولاد، أو الأصح ذويهم، بإقناع أولادهم بتلقي التطعيم.

ولم تبدأ وزارة الصحة استعدادات لتطعيم أبناء 12 – 16 عاما، وذلك بانتظار انتهاء تجارب شركة "فايزر" على هذه المجموعة العُمرية، نشر نتائج التجارب، ومصادقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

وأشار تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم، إلى التحدي الإعلامي لتشجيع الأولاد على تلقي التطعيم ناجم عن عدة أسباب، بينها أن إسرائيل ستكون الدولة الأولى التي تطعم الأولاد ضد فيروس كورونا، في الوقت الذي فيه دول العالم ما زالت تطعم السكان البالغين، الأمر الذي يتوقع أن يثير تخوفات لدة الأهل.

وسبب آخر، هو من تجربة الأشهر الأخيرة التي أظهرت أنه مع انخفاض سن الذين يتلقون التطعيم وتراجع مخاطر انتشار خطير للفيروس، فإن الاستجابة للتطعيم تراجعت أيضا.

إلى جانب ما تقدم، فإن الرأي السائد في وزارة الصحة هو أن الوصول إلى "مناعة القطيع" في إسرائيل يجب أن يمر من تطعيم الأولاد وأبناء الشبيبة، الذين يشكلون ثًلث السكان.

التعليقات