16/07/2021 - 10:21

العدوان على غزة: سائقو شاحنات عرب أحبطوا مناورة للجيش الإسرائيلي

خلال إضراب المجتمع العربي تنديدا بالعدوان على غزة والقدس، في أيار/مايو الماضي، حضر إلى العمل في شركات نقل تقدم خدمات للجيش الإسرائيلي 40 سائقا عربيا من بين 500 سائق، الأمر الذي افشل عملية عسكرية لاستهداف مئات مقاتلي حماس

العدوان على غزة: سائقو شاحنات عرب أحبطوا مناورة للجيش الإسرائيلي

دبابات إسرائيلية قرب السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، 21 أيار/مايو الماضي (أ.ب.)

أحبط سائقو شاحنات عرب مناورة للجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، كانت تقضي بتضليل مقاتلي حماس وشن هجوم كاسح ضدهم، حسبما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الجمعة.

ولم يدرك السائقون ذلك عندما تغيبوا عن العمل إثر قرار لجنة المتابعة العليا عن إضرب، في 18 أيار/مايو، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، واعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب في البلاد.

فقد حضر إلى العمل 40 سائقا من بين 500 سائق يعملون في شركات نقليات تقدم للجيش الإسرائيلي خدمات نقل عتاد وآليات ثقيلة، مثل نقل دبابات وناقلات جند من هضبة الجولان إلى الحدود مع قطاع غزة، وحافلات لنقل جنود.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب ذلك، استخدم الجيش الإسرائيلي خطة طوارئ بتجنيد سائقين من وحدات أخرى من أجل نقل دبابات وناقلات جند. وأضافت أنه "يسهل التكهن بما سيحصل لو نشبت حرب في الجبهة الشمالية واحتاج الجيش إلى مئات كثيرة أخرى من السائقين أثناء الطوارئ".

وسيستعرض رئيس الشعبة اللوجيستية، إيتسيك ترجمان، أمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، نتائج تحقيق حول الموضوع بعد أسبوعين.

وأفادت الصحيفة بأن النقص بالسائقين، الذي حصل حينذاك، "عطّل اجتياحا بريا كان يفترض أن يكون عملية تضليل يمارسها الجيش الإسرائيلي. وكان الهدف إدخال مئات المخربين من حماس إلى أنفاق ومن ثم شن هجوم جوي".

وأضافت أن "هذه العملية العسكرية، التي كانت سلاحا إستراتيجيا وسريا، لم تنجح لأن الجيش الإسرائيلي هاجم قبل ذلك الأنفاق. كما أن عملية الخداع لم تنجح لأنه لم يتم إدخال قوات برية إلى القطاع. ويجري الجيش تحقيقا حول ذلك".

وكان رئيس نقابة النقليات، غابي بن هاروش، قد بعث قبل سنتين برسالة إلى مفوض شكاوي الجنود في الجيش الإسرائيلي، يتسحاق بريك، جاء فيها أن "النقص بالقوى البشرية في الجيش يتم التعبير عنه أيضا بالنقص الشديد بسائقي المركبات الثقيلة، ولا توجد قدرة لدى القطاع المدني لتوفير كافة مطالب الجيش الإسرائيلي أثناء الطوارئ. ووفقا للتقديرات، فإنه يوجد نقص بألفي سائق مركبات ثقيلة لخدمة القطاع المدني وينتج عن ذلك نقصا في السائقين للجيش وأنشطة الطوارئ".

وتابع بن هاروش أنه "عندما لا يوجد لدينا في القطاع المدني سائقين بصورة عامة، وسائقين يهود بصورة خاصة، فإننا ندفع ثمن ذلك في عملية عسكرية. والوضع يزداد خطورة. وإذا نشبت حرب في لبنان، لدفعنا ثمن ذلك بحياة أشخاص كثيرين، وبتزويد الذخيرة والدبابات ونقل الجنود".

وكان رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي المنهية ولايته، أهارون حاليفا، قد أوصى بإقامة "حرس وطني" يستند إلى أطر قوات احتياط كبيرة كانت تخضع للشرطة وأن تساعد أثناء الطوارئ في فتح محاور سير في النقب أو شمالي البلاد.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن العدوان على غزة كان دعوة استيقاظ للجيش والشرطة والمستوى السياسي من أجل الاستعداد لسيناريو مواجهة خطيرة متعددة الجبهات وقد تندلع في الجولة المقبلة.

التعليقات