18/08/2022 - 20:37

محاولة اللحظات الأخيرة: إسرائيل تكثف جهودها لإحباط إحياء الاتفاق النووي مع إيران

كثفت إسرائيل من جهودها الدبلوماسية في محاولة لإحباط إمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وذلك عبر حملة ضغط تمارسها على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.

محاولة اللحظات الأخيرة: إسرائيل تكثف جهودها لإحباط إحياء الاتفاق النووي مع إيران

أرشيفية (Getty Images)

كثفت إسرائيل من جهودها الدبلوماسية في محاولة لإحباط إمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وذلك عبر حملة ضغط تمارسها على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، فيما يغادر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، على رأس وفد إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لإجراء جولة من المحادثات في هذا الخصوص.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة قدمها لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء اليوم، الخميس، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أجرى محادثات حول الملف الإيراني، مع كل من المستشار الألماني، أولاف شولتس، ومع رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، النائب الديمقراطي تيد دويتش، بالإضافة إلى السفير الأميركي لدى تل أبيب، توماس نيديس.

وشدد المسؤول على أن هذه المحادثات كانت استمرارا للمحادثات الطويلة التي أجراها لبيد في الأشهر الأخيرة، ومن المتوقع أن يجري المزيد من المحادثات في الأيام المقبلة، في محاولة لثني واشنطن عن المضي قدما في محادثات النووي، وذلك في أعقاب رد إيران على النص "النهائي" الذي طرحه الوسيط الأوروبي لإنقاذ الاتفاق.

ولفت المسؤول إلى أن لبيد أكد على موقف إسرائيل خلال هذه المحادثات، بخصوص ضرورة إنهاء جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني؛ وذلك بعد أيام من تقديم الاتحاد الأوروبي مسودة نص "نهائي" يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عام 2018.

وأكد المسؤول أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، يغادر تل أبيب على رأس وفد إسرائيلي متجها إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لإجراء جولة من المحادثات الموسعة مع المسؤولين الأمنيين والسياسيين في الإدارة الأميركية.

وتسعى إسرائيل إلى إقناع واشنطن بأن النص "النهائي" الذي طرحه الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء الاتفاق النووي لا يتوافق مع المبادئ التي التزمت بها واشنطن بما يتلاءم مع الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل، وعلى الرغم من ذلك فإن إيران أبدت تحفظاتها على النص الذي قُدم على أنه "نهائي"، بعد استنفاد كل الجهود المتاحة للتفاوض.

وبالتالي، سيحاول الجانب الإسرائيلي إقناع المسؤولين في واشنطن بأن "الوقت قد حان" للانسحاب من عملية التفاوض غير المباشرة مع طهران، في ظل "عدم التزام" إيران في المهلة المحددة والمماطلة في الرد وتحفظها على العرض الذي كان عليها "قبوله بكليته أو رفضه بكليته".

ويرى الجانب الإسرائيلي أن مواصلة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع طهران بعد استنفاد الجهود المتاحة في العملية التفاوضية، "يرسل رسالة ضعف قوية" لإيران، وترى إسرائيل أن الوقت قد حان "للجلوس والتحدث عما يجب فعله بعد ذلك لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".

وشدد المسؤول على أنه على الرغم من كل ذلك فإن واشنطن "تدرك" أن إسرائيل "غير ملتزمة" بالمحادثات النووية أو الاتفاق النووي مع إيران، و"ستفعل كل ما هو ضروري لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وكذلك لمنع إيران من استخدام وكلائها وأذرعها في المنطقة".

وعلى صلة، أفاد موقع "واللا" الإخباري بأن "الشعور السائد في إسرائيل هو أن الرئيس بايدن ومسؤولي البيت الأبيض ليسوا على دراية كاملة بجميع التنازلات الواردة في مسودة الاتفاقية التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى إيران".

وذكر الموقع، في تقرير أورده مساء اليوم، أن إسرائيل تحاول التأثير على المناقشات الحاسمة الداخلية في البيت الأبيض بشأن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، وذلك من خلال القنوات الدبلوماسية العلنية والسرية.

وبحسب "واللا"، فإن لبيد تطرق خلال المحادثات مع النائب الديمقراطي، دويتش، والسفير الأميركي، نيديس، على أن النص الأوروبي المقترح تضمن بندًا، ستدعم بموجبه الولايات المتحدة والقوى الأخرى إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، إذا ما أعلن مدير عام الوكالة أن إيران قدمت توضيحات مرضية على استفسارات الوكالة حول نشاط نووي محتمل في المنشآت الإيرانية.

وتشير تقديرات المستوى السياسي في إسرائيل إلى أن إيران تستعد للتوقيع على الاتفاق النووي مع الدول العظمى، وبحسب مسؤولين سياسيين إسرائيليين، فإن طهران بدأت بالتمهيد للرأي العام الإيراني بإمكانية العودة إلى الاتفاق، رغم أن احتمالات ذلك "ليست مرتفعة".

وقال المسؤولون الإسرائيليون "إننا نرصد بالتأكيد اقتراب إيران إلى الاتفاق. وبدأ الإيرانيون بإعداد الجهات الحكومية المختلفة وكذلك الرأي العام لإمكانية التوقيع على الاتفاق. وهذه الخطوة تأتي خلافا لحقيقة عدم وجود تقارب حقيقي بين مواقف الجانبين. وهناك توتر بينهما، لكن إجراءات التمهيد تنشئ زخما وخطابا أكثر إيجابية باتجاه الاتفاق"، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" اليوم.

وأضافت الصحيفة أنه من الجهة الأخرى، يواجه المستوى السياسي صعوبة في تقدير كيفية تمكن إيران والولايات المتحدة من التفاهم بشأن اختلاف مواقف بينهما حول عدة مواضيع منعت توقيع الاتفاق حتى الآن. وتخشى إسرائيل بالأساس أن "تتراجع" الولايات المتحدة عن تعهداتها تجاهها في إطار سعيها لإنجاز الاتفاق.

ويكرر الإسرائيليون تحسبهم من إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقات فتحتها ضد إيران بما يتعلق ببرنامجها النووي، ومن تنازل الولايات المتحدة عن ضمانات بألا تفرض عقوبات اقتصادية على إيران في حال انسحابها من الاتفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات في إسرائيل هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تعتزم فعلا إغلاق التحقيق ضد إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذا الموضوع هو "أحد نقاط الخلاف الهامة بين مواقف إيران والدول الغربية".

واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنه "إثر الفجوات الكبيرة الموجودة، فإن التقدير هو أن الأطراف ستضطر إلى تقديم تنازلات في هذين الموضوعين من أجل التوصل لاتفاق".

وذكرت مصادر مطلعة على فحوى الرد الذي قدمته إيران للقوى العظمى، أنها تتضمن 3 تحفظات على الاقتراح الأوروبي. الأول، مطالبة طهران بإلغاء جميع العقوبات المفروضة عليها، بما في ذلك شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.

أما المطلب الثاني، فيتعلق بإغلاق ملفات التحقيق المفتوحة في الوكالة الدولية للطاقة النووية على مواقع في إيران، حيث تم العثور على نشاط لتطوير قدرة نووية تتجاوز الاتفاق الأصلي، والثالث طلب ضمانات من الحكومة الأميركية بأنها لن تنسحب من الاتفاقية مرة أخرى، ولن تعيد فرض العقوبات التي سيتم رفعها.

ويهدف هذا المطلب، بحسب الصحيفة، إلى السماح لطهران بإعادة تنشيط الاقتصاد على المدى البعيد، وتوفير "شبكة أمان" للشركات الدولية التي ترغب في الاستثمار والتجارة مع إيران، ولكنها تخشى فرض عقوبات عليهم في المستقبل.

التعليقات