16/01/2023 - 22:03

إسرائيل عن فيديو القسام: خدعة تؤخر فرص التوصل إلى صفقة

إسرائيل ترفض الاعتراف بمصداقية الفيديو الذي بثته كتائب القسام حول منغيستو، وتعتبر أن نشر المقطع المصور هو "خدعة تؤخر أي فرصة للتوصل إلى صفقة". فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية عن قرب حكومة لبيد إلى إتمام صفقة تبادل "إنسانية"مع حماس.

إسرائيل عن فيديو القسام: خدعة تؤخر فرص التوصل إلى صفقة

من مؤتمر صحافي نظمته عائلات الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للمطالبة بالإفراج عنهم، أيلول 2018 (Getty Images)

قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إن "إسرائيل تستثمر كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى أرض دولة إسرائيل"، وذلك تعقيبا على مقطع فيديو بثته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هو الأول للإسرائيلي أبرا منغيستو، المحتجز في قطاع غزة منذ 8 سنوات.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن التقديرات في الأوساط الأمنية الإسرائيلية تؤكد صحة الفيديو وأن الشخص الذي ظهر هو منغيستو بالفعل، غير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تتمكن حتى هذه اللحظة من تحديد موعد تصوير الفيديو؛ فيما أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية، مساء اليوم، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواصل العمل على فحص المقطع المصور للتأكد من مصداقيته.

في المقابل، ادعى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه "في هذه المرحلة لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية الفيديو"، فيما عمم مكتب نتنياهو تعليمات لوزراء الحكومة طالبهم فيه بالتعليق على الفيديو الذي بثه القسام بالقول إن "نشر الفيديو هو خدعة تؤخر أي فرصة للتوصل إلى صفقة".

كما جاء من الجانب الرسمي الإسرائيلي أن بث الفيديو "هو عبارة عن حيلة إعلامية ساخرة حول حالة إنسانية لمواطن إسرائيلي مصاب، وهذا يثبت أكثر من أي شيء أن حماس محبطة وتتعرض للضغط". وفي إشارة إلى منغيستو والمحتجز الآخر لدى حماس، هشام السيد، يدعى الجانب الإسرائيلي أن "حماس تحتجز منذ سنوات مواطنين مصابين نفسيا، وهذا مخالف للقانون والقانون الدولي".

وتحتحز حركة حماس في غزة، جنديين إسرائيليين هما أورون شاؤول وهدار غولدين، بعد أن أسرتهما خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما. كما تحتفظ الحركة بمدنيَين إسرائيليَين هما أبرا منغيستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في أيلول/ سبتمبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام ذاته، فيما تقول إسرائيل إنهما مدنيان مصابان بمرض نفسي؛ وكانت حماس قد كشفت في حزيران/ يونيو الماضي، عن تدهور طرأ على صحة السيد.

من جانبها، قالت أسرة منغيستو، إن مقطع الفيديو الذي بثته الحركة، اليوم، "دليل على أنه مازال حيا"، داعية السلطات الإسرائيلية إلى العمل بسرعة لإعادته إلى منزله. وقال شقيق منغيستو، إنه "لا يمكنني أن أؤكد بنسبة 100% أنه هو، لكن يبدو بالفعل أنه هو شقيقي، لقد تغير خلال 8 سنوات".

منغيستو كما ظهر بالفيديو الذي بثته كتائب القسام (تصوير شاشة)

وفي تصريحات لوسائل إعلام إعلام إسرائيلية، علّق شقيق منغيستو على توقيت نشر الفيديو من قبل حماس بالتزامن مع مراسم تسلم هرتسي هليفي، مهامه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفا لأفيف كوخافي. وقال: "أعلم أنها لعبة، لقد اختارت حماس التوقيت المناسب، لكن ليس هذا هو ما يشغلنا. أنا أنظر إلى النتيجة النهائية. أن يعود الأبناء إلى ديارهم في القريب، أبرا مع هشام السيد".

وقالت أسرة منغيستو، في بيان، إنه "من المُلح أن نعيده أكثر من مشاهدته بالفيديو. هذا دليل آخر على أنه على قيد الحياة"، وأضافت أنه "على الدولة (إسرائيل) التحرك بسرعة لإعادته إلى المنزل. يبدو بصحة جيدة ويتم الاعتناء به. لا يوجد سبب لبقائه قيد الاحتجاز يوما آخر".

وفي تصريحات لموقع "واينت"، أكدت والدة منغيستو أنها تتعرف، عليه، وأضافت "يبدو أنه هو"، فيما علقت الأسرة على مقطع الفيديو بالقول إنه "من الرائع رؤيته (منغيستو). هذه هي المرة الأولى التي نراه فيها (منذ احتجازه)". وظهر في المقطع المُصوّر، الإسرائيلي منغيستو، وهو يرتدي قميصا أزرقا ويرسل رسالة صوتية لحكومته.

وظهر منغستو جالسًا في فيديو "وحدة الظل" القسامية، وتحدث عن استمرار احتجازه هو وآخرين. وقال: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟"، فيما أكدت كتائب القسام، في الرسالة المصورة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، هليفي، سيفشل كما فشل كوخافي ومؤسسته "الذي كذب على شعبه وحكومته بإنجازات مُدعاة وموهومة".

لبيد كان على وشك عقد صفقة تبادل مع "حماس"

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، أن "الفجوة لا تزال كبيرة" بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية في إطار المساعي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، مشيرة إلى أن حماس تصر على شمل قيادات الحركة الوطنية الأسيرة، والأسرى من ذوي المحكوميات الطويلة في الصفقة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

وفي نشرتها المسائية، أشارت القناة إلى صفقة كانت وشك الانعقاد بين الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة يائير لبيد، وحركة حماس، بعد أن تسلم الأخير مهام منصبه رئيسا للحكومة خلفا لنفتالي بينيت. وأشارت القناة إلى أن لبيد كان أكثر مرونة من بينيت، وجرى التوصل إلى تفاهمات "تضمنت تنازلات من قبل حركة حماس".

وادعت القناة، نقلا عن مسؤول سياسي رفيع مطلع على تفاصيل المفاوضات، أن الرأي العام الإسرائيلي كان سيقبل بهذه الصفقة نظرا للتنازلات التي كان يتعين على حركة حماس تقديمها. وقالت إن الصفقة المزعومة هي صفقة إنسانية تشمل إطلاق سراح الأسرى المرضى مقابل إطلاق حركة حماس عن الإسرائيليين المحتجزين لديها.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلي ("كان 11") أن حركة حماس تطلب الإفراج عن الأسرى القادة في سجون الاحتلال، حسن سلامة وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد، في إطار أي صفقة تبادل أسرى قد تبرمها مع الجانب الإسرائيلي، مشددة على أن "احتمال إتمام مثل هذه الصفقة هو صفر".

وتحاول حماس وجناحها العسكرية، كتائب القسام، منذ سنوات تفعيل ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن كل محاولاتهما تصطدم بتعامل إسرائيل مع الملف على اعتبار أنّ الجنديين الأسيرين هدار غولدين وشاؤول أرون جثتان، وهذا يعني عدم استعدادها لدفع ثمن مقابل الافراج عنهما.

كما تتهم حماس السلطات الإسرائيلية كذلك بالتعامل مع الأسيرين منغيستو وهشام السيد بعدم مبالاة، حيث تقول إنهما مريضان نفسيان وهو ادعاء ترفضه "كتائب القسام".

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، قد هدد خلال احتفال حركته بذكرى انطلاقتها، الشهر الماضي، بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم الحركة منذ 2014، في حال لم يتم التوصل لصفقة تبادل.

التعليقات