26/01/2023 - 10:06

القلق الأميركي من إضعاف القضاء الإسرائيلي يفوق الموضوع الفلسطيني

تقري: محادثات بايدن مع نتنياهو، الأسبوع المقبل، ستتركز على خطة إضعاف جهاز القضاء ووتيرة دفعها قدما، وذلك استمرارا لتحذيرات سوليفان لنتنياهو من تقدم الخطة من دون تأييد واسع في الكنيست وحوار مع معارضيها

القلق الأميركي من إضعاف القضاء الإسرائيلي يفوق الموضوع الفلسطيني

نتنياهو وبلينكن أثناء زيارة الأخير لإسرائيل في أيار/مايو 2021 (Getty Images)

حل قلق الإدارة الأميركية حيال خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء مكان قلق الإدارة إزاء سياسة حكومة بنيمين نتنياهو المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الخميس، والذي نقل عن مصادر أميركية رفيعة قولها إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي سيزور إسرائيل، يوم الإثنين المقبل، سيركز خلال محادثاته مع نتنياهو على قلق إدارة بايدن من خطة إضعاف جهاز القضاء.

ويأتي ذلك في ظل تزايد انتقادات مشرعين أميركيين ورؤساء منظمات أميركية – يهودية لخطة الحكومة الإسرائيلية. وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال لقاءه مع نتنياهو، الأسبوع الماضي، أن الإدارة تخشى من تأثير سلبي للخطة ضد جهاز القضاء على المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل، وفق ما نقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين على مضمون اللقاء.

وعندما كان يستعد سوليفان لزيارة إسرائيل، لم تكن خطة حكومة نتنياهو على رأس أولوياته، واعتقد مسؤولون أميركيون حينها أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل في الموضوع وألا يطرحه سوليفان أمام نتنياهو.

مظاهرة في تل أبيب ضد خطة إضعاف جهاز القضاء، السبت الماضي (أ.ب.)

إلا أن وتيرة تقدم الخطة والمظاهرات ضدها في إسرائيل، جعلت البيت الأبيض يدرك أن الولايات المتحدة لا يمكنها ألا تتدخل وأنه لا مفر من طرح الموضوع مباشرة أمام نتنياهو وتوضيح موقف الإدارة من هذه الخطة.

وقال مسؤول أميركي إن هذه الخطة كانت الموضوع المركزي في المحادثات التي أجراها سوليفان، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، مع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي تحدث عن قرار المحكمة العليا إلغاء قرار نتنياهو بتعيين رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وزيرا بسبب إدانته بمخالفات جنائية. وتحدث هرتسوغ عن تبعات قرار المحكمة على المؤسسة السياسية الإسرائيلية وتأثيرها على تقدم خطة إضعاف جهاز القضاء.

وبادر نتنياهو إلى طرح موضوع هذه الخطة خلال لقائه مع سوليفان، الخميس الماضي، وشرح مبادئها خلال بضع دقائق فقط، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

وقال مصدر أميركي رفيع إن سوليفان لم يعبر عن رأيه في تفاصيل الخطة وإنما نقل رسالة عامة إلى نتنياهو بشأن تخوف من أن تنفيذ الخطة يستهدف القيم الديمقراطية المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة.

وقال المصدر إن "سوليفان عبّر أمام نتنياهو عن الأهمية التي نوليها للمؤسسات الديمقراطية، والفصل بين السلطات وسلطة القانون، والمميزات التي تجعل ديمقراطيات مثل إسرائيل دولة مزدهرة بشكل خاص، وهي مميزات مشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة"، حسبما نقل "واللا" عنه.

وقالت مصادر إسرائيلية إن سوليفان قال لنتنياهو إن دفع خطة دراماتيكية كهذه يجب أن يتم بواسطة أغلبية كبيرة في الكنيست، وأنه من دون حوار مع معارضيها ستبدو خارج إسرائيل أنها خطة غير ديمقراطية، وأن الصيغة النهائية للخطة يجب أن تكون مختلفة عن صيغتها الحالية.

ومنذ الإعلان عن هذه الخطة التي يقودها وزير القضاء، ياريف ليفين، كان توجه وزارة الخارجية الأميركية تجاهها مختلف عن توجه البيت الأبيض. وتناولت الخارجية الأميركية موضوع الخطة بتصريحات علنية، شددت فيها على أهمية الحفاظ على استقلالية المؤسسات القضائية الإسرائيلية، وكذلك من خلال محادثات مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، أثناء لقائه مع بلينكن ونائبته، ووندي شيرمان، قبل أسبوعين.

وعبر بلينكن وشيرمان أمام ديرمر عن قلقهما من تفاصيل خطة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء، وطلبا الحصول على إيضاحات.

وتبدأ جولة بلينكن في المنطقة في نهاية الأسبوع الحالي، بزيارة لمصر، ثم إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن. وسيلتقي مع نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الإثنين المقبل.

التعليقات