18/09/2023 - 18:23

واشنطن تنفي توقُّف محادثاتها مع السعوديّة بشأن التطبيع مع إسرائيل

قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن "الولايات المتحدة تظلّ ملتزمة بتعزيز التكامُل الإقليمي لإسرائيل، بما في ذلك من خلال الدبلوماسية النشطة، التي تهدف إلى التطبيع الإسرائيليّ -  السعوديّ".

واشنطن تنفي توقُّف محادثاتها مع السعوديّة بشأن التطبيع مع إسرائيل

بايدن وبن سلمان يتوسّطهما رئيس الوزراء الهندي خلال قمة العشرين (Getty Images)

أعلنت واشنطن، اليوم الإثنين، استمرار المحادثات التي ترمي إلى التوصّل لاتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وذلك بعد إشارة تقارير صحافية خلال الأيام الأخيرة إلى أن الرياض أبلغت نظيرتها واشنطن، بوقف المحادثات معها، بشأن التطبيع مع تل أبيب.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، عبر منشوز في موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إن "الولايات المتحدة تظلّ ملتزمة بتعزيز التكامُل الإقليمي لإسرائيل، بما في ذلك من خلال الدبلوماسية النشطة، التي تهدف إلى التطبيع الإسرائيليّ - السعوديّ".

وأضافت الوزارة أن "المحادثات مستمرة، ونحن نتطلع إلى مزيد من المحادثات مع الجانبين".

يأتي ذلك قبل لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي، جو بايدن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد غد، الأربعاء.

اجتماع مغلَق في نيويورك للدفع بحلّ الدولتين

وفي سياق ذي صلة، يترأس وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اليوم ، "اجتماعا مغلقا" في نيويورك بمشاركة ممثلي 30 دولة، معظمهم وزراء خارجية، للدفع بحلّ الدولتين، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

ويُعدّ الاجتماع مبادرة مشتركة بين السعودية والأردن ومصر والاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى الدفع بحلّ الدولتين من خلال خطوات في المجالات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، وفق تقرير الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أنه "لم تتم دعوة إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحضور الاجتماع الذي يهدف إلى صياغة مقترحات، سيتمّ تقديمها لاحقا إلى الجانبين".

وأبلغت واشنطن تل أبيب بقرار السعودية "على خلفية رفض الحكومة الإسرائيلية القيام بخطوات وتنازلات للفلسطينيين"؛ حسبما نقل موقع "إيلاف" السعودي عن مسؤول إسرائيلي، دون أن يسمّه.

واعتبر المسؤول الإسرائيلي نقلا عن الأميركيين، أن معارضة الحكومة لأي لفتة تجاه الفلسطينيين وقبول نتنياهو لمطالب حزبي وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يعني نسف أي إمكانية للتقارب مع الفلسطينيين، وبالتالي مع السعوديين.

وأكد أن واشنطن أبلغت إسرائيل بقرار السعودية "وقف أي مباحثات مع الأميركيين بشأن التطبيع أو القيام بأي خطوة تجاه إسرائيل، وأن القيادة الإسرائيلية في حيرة من أمرها"؛ وفقا لما نقله المسؤولون الأميركيون عن السعودية.

ونقل التقرير السعودي نفسه عن مصادر أميركية مطلعة، لم يسمها، قولها إن "السعودية أدخلت الفلسطينيين بشكل ذكي كي يكون لها القرار في شكل الاتفاق مع الإسرائيليين وموعده وترسيم حدود دولتهم المستقلة دون تدخل من الخارج، وبدون فرضه إسرائيليا، كما حاولوا أن يفعلوا في اتفاقيات أبراهام، والتي لم تنجح بالتوصل إلى أي توافق مع الفلسطينيين".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن "بايدن ونتنياهو سيبحثان في القيم الديمقراطية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وفي رؤية لمنطقة أكثر استقرارا وازدهارا واندماجا. كما سيتبادل الطرفان وجهات النظر حول كيفية التصدي بفاعلية لإيران وردعها".

وكان موقع "واينت" الإلكتروني، قد أورد أن نتنياهو وبايدن سيبحثان أيضا التطبيع مع السعودية، رغم أن ذلك لم يرد عن البيت الأبيض.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن "اتفاق التطبيع لا يزال مليئا بالتفاصيل المحددة، وخصوصا في ما يتعلق بالفلسطينيين. ورغم أننا نعمل على ذلك، إلا أنه لا يزال صعبا".

وأشار بلينكن إلى أن "تفاصيل أي اتفاق تشكل تحديا. أعتقد أنه ممكن جدا لكنه ليس مؤكدا على الإطلاق، نعتقد أن الفائدة ستظهر وإذا حققناها فسيكون الأمر بالتأكيد يستحق الجهد المبذول".

وكان نتنياهو قد شنّ هجوما على المتظاهرين الإسرائيليين ضد مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء في نيويورك، خلال مشاركته في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبر أنهم بذلك ينضمون إلى "منظمة التحرير الفلسطينية وإيران وآخرين" من أعداء إسرائيل، وذلك في تصريحات صدرت عنه فجر اليوم، الإثنين، خلال حديثه للصحافيين في المطار قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة.

وقال نتنياهو إن المتظاهرين "ينتهكون كل الحدود، أوصلونا لمرحلة بات فيها قطع الطرق أمرًا طبيعيًا"، وأضاف "يذهبون ويشهرون بإسرائيل أمام الأمم، ويبدو ذلك أمرًا طبيعيًا بالنسبة لهم. بالنسبة لي لا يبدو الأمر طبيعيًا. كزعيم للمعارضة، لم أفعل ذلك أبدًا".

ووفق ما ذكرت صحيفة "معاريف"، الجمعة الماضي، يسود في جهاز الأمن الإسرائيلي عدم قناعة بأن البرنامج النووي الذي تطالب السعودية بتطويره ويشمل تخصيب يورانيوم، ضمن صفقة أمنية – عسكرية مع الولايات المتحدة تشمل تطبيع علاقات بين السعودية وإسرائيل، سيبقى في المجال المدني.

وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلي يشكك في إمكانية حصول إسرائيل على ضمانات كافية من الإدارة الأميركية بشأن اتفاق تطبيع علاقات، وأن إسرائيل لم تحصل حتى الآن على إثبات يسمح بإعطاء "ختم أمني لهذه الخطوة المعقدة".

وبحسب الصحيفة، يحذر جهاز الأمن من أن تفاهمات متسرعة حول تفاصيل اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، من ضلوع جهاز الأمن الإسرائيلي في القضية النووية، سيكون تأثيره "مدمرا" على أمن إسرائيل وعلى "استقرار المنطقة كلها".

وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن التوقيع على اتفاق تطبيع علاقات ما زال بعيدا جدا، لكن في المقابل يعتبر أن هناك خطوات جدية جدا جارية من وراء الكواليس، وتشمل تلاقي مصالح أميركية وسعودية.

ويقدر مسؤولون إسرائيليون، بحسب الصحيفة، أنه سيتم التوصل إلى تفاهمات بشأن توقيع الاتفاق بحلول نهاية العام الجاري، وأن التوقيع سيتم في الأشهر الأولى من العام المقبل.

التعليقات