يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الشهرين الأخيرين، إلى الحصول على دعوة لإلقاء خطاب في الكونغرس الأميركي، وذلك بالتعاون مع الحزب الجمهوري، الأمر الذي من شأنه أن يصعد التوتر بينه وبين إدارة الرئيس جو بايدن.
وكثّف نتنياهو اتصالاته في هذا الخصوص في الأيام الأخيرة، على خلفية طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، أن تصدر المحكمة مذكرات اعتقال ضده وضد وزير الأمن، يوآف غالانت، بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية خلال الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس اليوم، الخميس.
يشار إلى أن الحزب الديمقراطي مطلع على الاتصالات حول الموضوع بين نتنياهو وبين رئيس مجلس النواب الأميركي، الجمهوري مايك جونسون، الذي أعلن، أول من أمس، أنه يوشك على دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس، حتى لو رفض ذلك زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر.
وقال جونسون للصحافيين إنه أمهل شومر حتى يوم الثلاثاء المقبل للتوقيع على رسالة تدعو نتنياهو لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس. وأضاف أنه في حال عدم موافقة شومر، فإنه سيدعو نتنياهو لإلقاء خطاب أمام مجلس النواب.
وعقب شومر قائلا إنه "أناقش ذلك الآن مع رئيس مجلس النواب، وكما قلت دائماً، علاقتنا مع إسرائيل متينة. إنها تتجاوز أي رئيس وزراء أو رئيس".
وفي حال تمت دعوة نتنياهو، فإنه سيلقي خطابه في الكونغرس قبل أشهر معدودة من انتخابات الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ولذلك يرجح أن يقود ذلك إلى تصعيد الأزمة بينه وبين إدارة بايدن.
وفي 20 آذار/مارس الماضي، ألقى نتنياهو كلمة أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين، عبر رابط فيديو، خلال اجتماعهم السياسي الأسبوعي، وبعد أيام من انتقادات وجهها شومر إلى نتنياهو ووصفه بأنه عقبة أمام السلام.
وفي كلمته أمام مجلس الشيوخ حينها، قال شومر وهو مؤيد لإسرائيل منذ فترة طويلة وأرفع مسؤول أميركي - يهودي منتخب في الولايات المتحدة، إن حكومة نتنياهو "لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل"، بعد أشهر من الحرب على غزة. ودعا شومر إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وانتقد الجمهوريون شومر بشدة. وقال نتنياهو لشبكة "سي.إن.إن." إن خطاب شومر "غير لائق".
إلا أن نتنياهو يفشل مرة تلو الأخرى في سياسته ضد الإدارات الأميركية الديمقراطية. ففي آذار/مارس العام 2015، ألقى خطابا في الكونغرس من دون التنسيق مع البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما، وهاجم فيه الاتفاق النووي مع إيران الذي كانت إدارة أوباما طرفا فيه. وقال نتنياهو إن الهدف من خطابه كان حشد أغلبية في الكونغرس ضد الاتفاق النووي. رغم ذلك، صادق الكونغرس لاحقا على الاتفاق النووي.
التعليقات